مصادمات بين الشرطة السودانية وطلاب جامعة النيلين حول أحداث دارفور

TT

وقعت في الخرطوم أمس مصادمات بين الشرطة وطلاب من إقليم دارفور المضطرب، أدت الى إصابة 8 من الطلاب نقلوا الى المستشفى، ووقعت المصادمات أثناء تدخل الشرطة لتفريق مظاهرة نظمها طلاب من إقليم دارفور في الجامعات السودانية، مطالبين المجتمع الدولي بالإسراع في محاكمة مجرمي دارفور والتدخل الدولي العاجل لحل المشكلة في الإقليم.

وخرج نحو 300 من طلاب دارفور الذين ينتمون الى «الجبهة الشعبية المتحدة، وحركة العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان، وتجمع روابط دارفور في الخرطوم في مظاهرة أمس، منطلقة من جامعة النيلين الواقعة في منتصف الخرطوم، وجابت المظاهرة شوارع قلب الخرطوم وحمل أنصارها لافتات ورددوا شعارات معادية للحكومة، طالبوا من خلالها بمحاكمة مجرمي دارفور. وتوجه المتظاهرون الى مقر الأمم المتحدة في الخرطوم وسلموا مذكرة الى ممثلها، غير أن الشرطة تدخلت في ما بعد لتفريق المظاهرة لتقع المصادمات بينها وبين الطلاب.

وطالبت المذكرة المرفوعة للأمم المتحدة بالإسراع في محاكمة كل من قام بارتكاب جرائم حرب في دارفور عبر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وحضت المذكرة مجلس الأمن على اتخاذ قرار محاكمة عاجل، وطالبت المذكرة بـ«الوقف الفوري للقصف الجوي في دارفور»، وتجريد مليشيا الجنجويد من السلاح، و التدخل الدولي السريع لحماية الأبرياء في الاقليم. ووزع المتظاهرون بيانات في شوارع العاصمة السودانية وصفت الوضع في الإقليم بأنه سيئ ومتدهور وأن «أعمال القتل والتشريد والاغتصاب والاختطاف ما زالت مستمرة». كما وصفت جهود المجتمع الدولي، ممثلة في الاتحاد الأفريقي لتحقيق الأمن في المنطقة، باءت بالفشل الذريع «لضعف وخلل تركيبة الاتحاد الأفريقي»، قبل أن تتهم إعلام الحكومة بالتكتم على حجم المأساة هناك.

وحملت البيانات الرئيس عمر البشير مسؤولية جرائم الحرب في دارفور بوصفه القائد العام للجيش السوداني، كما اعتبرته «المشرف الأول على عمليات القتل والتهجير القسري وتجنيد مليشيا الجنجويد في الإقليم». وقال بيان موقع باسم «الجبهة الشعبية المتحدة» إن حجم الجرائم في دارفور «كفيل بأن نلقي بمن ارتكبوه وراء الشمس»، قبل أن يضيف «إن الوقع يحتم ضرورة تقديمهم الى محاكمة دولية كمجرمي حرب».

الى ذلك، شن الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، الدكتور إبراهيم احمد عمر، هجوما عنيفا على إريتريا على خلفية مطالبة مسلحي دارفور بتحويل ملف التفاوض السياسي حول مشكلة دارفور الى إريتريا بدلاً من الاتحاد الأفريقي. ودعا عمر إريتريا الى ضرورة الاهتمام بحل قضاياها الخاصة ومشاكلها الداخلية ومع جيرانها قبل أن تحاول إرسال إشارات خاطئة للعالم والمنطقة عن دورها وحجمها في المنطقة.

وقال عمر في تصريحات صحافية «الأولى بإريتريا أن تحل مشاكلها أولاً»، مستضعفاً قيامها بالإسهام في حل قضايا السودان، خاصة في ما يتعلق بالصراع بدارفور والشرق».