رفسنجاني: مستعد لخوض انتخابات الرئاسة إذا شعرت أن البلاد تعتمد علي وحدي

استطلاع للرأي أوضح أنه المرشح الأكثر شعبية وكروبي من بعده

TT

لمح الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني مجددا الى أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران) المقبل إذا شعر انه ليس هناك مرشحون آخرون أكفاء وانه الأكثر ملاءمة لإدارة شؤون البلاد. وكان رافسنجاني الذي يعد ثاني أقوى رجل في ايران قد لمح سابقا الى انه لا يستبعد الترشح لانتخابات الرئاسة اذا وجد تأييدا من المرشد الأعلي للجمهورية آية الله علي خامنئي، غير أن المرشد الأعلى لم يدل بدلوه بعد في مسألة الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو (حزيران) المقبل والمتوقع ان تكون ساخنة. وقال رافسنجاني لمالكي ورؤساء تحرير وسائل إعلام محلية «مع اقترابنا من الانتخابات أشعر بمسؤولياتي تزداد ثقلا». ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عنه قوله «اذا وجد بين المرشحين شخص كفؤ وله شعبية فسيكون هذا أفضل كثيرا. ولكن اذا لم يوجد مثل هذا الشخص تأكدوا أني سأعود». وتابع قائلا «اذا شعرت بأن ادارة البلاد باتت تعتمد علي وحدي، لا تشكوا لحظة بأنني عندها سأقوم بواجبي الوطني والإسلامي»، مضيفا «الا انني لم اصل بعد الى هذه النقطة». ورفسنجاني، 70 عاما، الذي تولى الرئاسة من 1989 الى1997 محافظ معتدل يؤيد التحرر الاقتصادي وتحسين العلاقات مع الغرب، ويقول أنصاره عنه انه يستطيع بمهارته السياسية حل مشكلات ايران مع الغرب. غير أن النساء والشباب، وهم كتلة تصويتية لا يمكن الاستهانة بها، لا يؤيدون رفسنجاني بسبب آرائه الاجتماعية والثقافية المحافظة، مشيرين الى ان الانفتاح الاقتصادي الذي ينتهجه وان كان ايجابيا، الا انه لا يكفي ويجب ان يكون مرفقا بانفتاح اجتماعي وثقافي. وتعتبر الولايات المتحدة ايران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم وتتهمها أيضا بتطوير أسلحة نووية. وانتقد الاتحاد الأوروبي سجل حقوق الإنسان في ايران ورفضها الاعتراف بإسرائيل. ويمكن ان يؤدي انتخاب رفسنجاني الي تخفيف حدة الضغوط على ايران، اذ تربطه بالأوروبيين والاميركيين علاقات قوية عبر قنوات اتصال مباشرة وغير مباشرة. كما انه بسبب قربه من المحافظين والإصلاحيين معا قادر علي سد الفجوة بين التيارين المسيطرين في البلاد واللذين ادى الاحتدام بينهما الى تعطيل عمل مؤسسات الدولة في اكثر من مناسبة خلال الاعوام الاربعة الماضية. ولا يحق للرئيس الإصلاحي محمد خاتمي تولي الرئاسة فترة ثالثة، ويتوقع أن يحاول المرشحون الاصلاحيون التغلب على الإجراءات الصارمة للتدقيق في سجلاتهم التي يقوم بها متشددون فضلا عن حالة الإحباط العامة من ضعف إصلاحات خاتمي بعد ثمانية أعوام في السلطة. وقد أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية يوم الجمعة أن رفسنجاني سيكون المرشح الأكثر شعبية. ووفقا لاستطلاع الوكالة الذي شمل 7100 شخص قال 13.9 في المائة انهم سيصوتون لرفسنجاني الذي يترأس الآن مجمع تشخيص مصلحة النظام القوي. والمرشح التالي الأكثر شعبية هو مهدي كروبي رئيس البرلمان السابق وهو من رجال الدين الإصلاحيين حيث صوت له 4.8 في المائة في الاستطلاع. أما على أكبر ولاياتي، وزير الخارجية السابق، فقد جاء على رأس مجموعة من رجال الدين المحافظين المتشددين بنسبة 4.2 في المائة.

ولا يزال رفسنجاني يتردد في اتخاذ موقف نهائي من ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة في السابع عشر من يونيو (حزيران) المقبل. ويبدو ان ترشيحه يقسم المعسكر المحافظ، إذ هناك خمسة مرشحين معلنين، كما أن قسما من الإصلاحيين يؤيده.