خبير أمني يكشف اعتقال 125 من «القاعدة» في مراكب بمياه الخليج منذ بداية العام

TT

كشف خبير امني امس ان قوات البحرية الاميركية والبريطانية ضبطت منذ بداية العام الجاري 14 مركبا خشبيا تقل نحو 125 من المشتبه في انتمائهم الى تنظيم «القاعدة»، وأسلحة في الخليج. وقال بوب نيومان مدير اجهزة الامن الدولي ومكافحة الارهاب في مجموعة «جيو سكوب»، ومقرها دينفر، ان «احدث احصائية لهذا العام تفيد بانه تم اعتراض 14 مركبا خشبيا في منطقة الخليج»، مضيفاً انه تم اعتقال 125 من المشتبه فيهم. وقال نيومان من ناحية اخرى، ان الامارات العربية المتحدة اعتقلت 12 شخصا يشتبه في ان لهم صلات بـ «القاعدة» منذ عام 2002 .

وكان نيومان يتحدث على هامش مؤتمر دولي، افتتح في دبي ويبحث أمن المطارات والموانئ. وقال خبراء في مجال أمن الطيران، تحدثت اليهم «الشرق الاوسط»، إن الاجراءات الامنية المشددة التي تنفذها او تعتزم تنفيذها مطارات المنطقة العربية تأتي نتيجة ضغوط اميركية تهدف لجعل بوابات العبور الجوية والبحرية قلاعا حصينة لا يمكن للجماعات الارهابية التفكير في استغلالها مرة اخرى. واعتبر جلال حيدر مدير أمن الطيران في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة الدولية للطيران المدني ان المطارات العربية تواجه مخاطر تقليدية وأخرى غير تقليدية، منها اختراق أمن المطارات عن طريق الشحنات الجوية واستخدام الطائرات كأسلحة والتحكم في حركة الطائرة عبر التلاعب كومبيوتريا بأجهزتها الملاحية. إلا ان حيدر وصف مطارات المنطقة بأنها تسبق الكثير من الدول في مجال الأمن الجوي، وقال: «الولايات المتحدة طبقت اجراءات تمنع وصول الشاحنات للمطارات او مواقف السيارات بعد احداث سبتمبر (ايلول)، بينما هذه الاجراءات متبعة منذ وقت طويل في مطارات المنطقة». واشار الى ان نشر تقنيات فحص القياسات البيولوجية، التي تستخدم لتحديد هوية المسافرين عن طريق التأكد من بصمات اليد وقزحية العين وملامح الوجه وغيرها، كمعيار إلزامي في مطارات المنطقة والعالم، سيطبق بحلول 2012 على أبعد تقدير. ويرى توني مورفي، مسؤول العمليات في شركة «داون» البريطانية التي تطور تقنيات بيولوجية للتعرف على المسافرين في المطارات، ان منطقة الشرق الأوسط اصبحت واحدة من اسرع الاسواق نموا بعد الولايات المتحدة في تطبيق تقنيات الهوية البيولوجية، مشيرا الى ان المنطقة تشهد اهتماما متزايدا باستخدام هذه التقنيات المتطورة، وخاصة في مجالي البوابات الإلكترونية الخاصة بالمسافرين في المطارات. وذكر مورفي على هامش مشاركته في المؤتمر ان تقنيات الهوية البيولوجية يتم نشرها حاليا في أنحاء العالم بهدف السيطرة على حركة الافراد والشحنات عبر الحدود، متوقعا نمو قطاع الأمن البيولوجي بصورة هائلة ليصل بحلول عام 2008 الى 4.6 مليار دولار عالميا.

وتسعى شركة «بوينغ» الاميركية الى تزويد عدد من المطارات العربية بأنظمة تفتيش متطورة بقيمة عشرات الملايين من الدولارات بعد ان ثبت نجاح استخدامها في المطارات الاميركية في أعقاب هجمات سبتمبر.

وذكر توني سوانسون نائب رئيس أمن الطيران في الشركة الاميركية العملاقة لـ «الشرق الاوسط» أن عدة مطارات عربية تريد الحصول على انظمة إلكترونية متطورة لفحص المسافرين والحقائب وافاد خبراء ان الاعتراضات على استخدام تقنيات الفحص الخاصة بالمقاييس البيولوجية تتركز على مخاوف من سوء استعمال المعلومات الشخصية المخزنة وانتهاك الحرية الشخصية للمسافرين. وتعتبر بعض الدول، ومنها الصين ان التقنيات لا تزال بحاجة الى تطوير حتى تصبح معتمدة بالكامل.

وحسب ضابط أمن اماراتي يشارك في المؤتمر، طلب عدم ذكر اسمه، فان جهة أمنية في الامارات أجرت اختبارا على جهاز التعرف البيولوجي على الافراد في مدة افتراضية قدرها عشر سنوات، و«بعد أخذ البيانات الرقمية لملامح وجه شخص قمنا بتغيير شكله واضافة شعر مستعار وشارب ولحية وذهلنا حين حدد الجهاز هوية الشاب بعد مرور عشر سنوات افتراضية على انه امرأة».

الا ان سعيد الغامدي الممثل السابق للسعودية في منظمة الطيران المدني الدولية، والذي يقدم حاليا استشارات في مجال أمن الطيران اعتبر ان الخلاف القائم حول تقنية الهوية البيولوجية بين الدول المتحمسة لها، وعلى رأسها الولايات المتحدة والدول المتحفظة عليها كالصين والبرازيل والهند يعود لوجود «توجهات عنصرية ولإمكانية اساءة استخدام المعلومات المخزنة». وقال الغامدي «اميركا تحاول لي ذراع اي دولة (لاجبارها على) تنفيذ مثل هذه البرامج». وهاجمت نيكي تومكنسون رئيسة أمن المواصلات في وزارة النقل البريطانية ما وصفته بـ«مقاومة بعض الدول لتطبيق المعايير الأمنية الجديدة في المطارات». وقالت مخاطبة الحضور: «هل يريدون 11 سبتمبر ثانية حتى يدركوا مدى فداحة الخسائر الناجمة عن عدم استجابتهم لتطبيق معايير أمنية عالمية؟».