مصر تقترح على الفصائل الـ13 الفلسطينية إعلان هدنة لمدة عام في مؤتمر القاهرة

أبو مازن وأبو الغيط يلقيان كلمتي الافتتاح في مؤتمر الحوار الفلسطيني

TT

قالت احدى الفصائل الفلسطينية المسلحة ان مصر تقترح أن تتفق الفصائل الفلسطينية على هدنة لعام واحد مع اسرائيل في مؤتمر الحوار الفلسطيني الذي سيفتتح اليوم في القاهرة.

ويأمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الفوز بدعم الفصائل المسلحة للهدنة التي اتفق عليها الشهر الماضي في قمة بمصر مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، وحتى الان فان النشطاء يلتزمون بهدنة أمر واقع فقط. وقال حسام عرفات عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) التي يوجد مقرها في دمشق ان المصريين وضعوا مسودة ورقة ستناقشها الفصائل خلال المفاوضات.

وقال عرفات لرويترز ان مصر تقترح هدنة لمدة عام، مشيرا الى أنه لم يتم ابلاغ أحد بأية شروط، وقال عرفات مسؤول الجبهة الشعبية ان سورية سترسل أيضا مسؤولا للمباحثات في القاهرة مما قد يدعم فرص نجاحها بالنظر الى أن العديد من الفصائل الفلسطينية لها وجود في دمشق.

من جانبها حذرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) أمس من انه «لا نجاح لهدنة او حتى تهدئة» مع اسرائيل من دون الافراج عن كافة الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية. وقال اسماعيل هنية القيادي في حركة حماس انه «عندما وافقت حماس على تهدئة ميدانية وضعت قضية الاسرى والمعتقلين في مقدمة الشروط والمطالب الفلسطينية».

كما وجه من خلال خطابه رسالة الى الفصائل الفلسطينية التي تستعد لبدء حوار حول الهدنة في القاهرة ليوم اكد فيها على «ان قضية الاسرى والمعتقلين هي قضية اولوية للمجتمع الفلسطيني ولا يمكن للشعب أو فصائله تجاوز هذه القضية»، مشيرا إلى ان «الاحتلال يتهرب من هذا الاستحقاق ويريد ان يخضع لمعاييره الخاصة».

ومن المقرر أن يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» اليوم كلمة في بداية الافتتاح الرسمي للحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني الذي ترعاه مصر وتشارك فيه الفصائل والتنظيمات الفلسطينية. كما يلقي أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري كلمة أيضا في الجلسة الافتتاحية للحوار الرسمي يستعرض فيها مواقف مصر من هذا الحوار وما تأمله منها خاصة على الصعيد الداخلي الفلسطيني.

وأعلنت مصادر فلسطينية موثوق بها أمس أن قادة وممثلي الفصائل من حوالي 13 فصيلا وتنظيما فلسطينيا سوف يشاركون في هذا الحوار الذي تحدد له يوم 19 مارس للانتهاء منه. وأكتمل وصول باقي الأعضاء المشاركين في الحوار الى مصر والذين بدأوا في التوافد على القاهرة اعتبارا من أول من أمس وانخرطوا على الفور في إجراء مشاورات في إطار الإعداد والتمهيد لجولة الحوار المجمع في القاهرة غدا. وأوضحت المصادر الفلسطينية أن من بين المواضيع المطروحة للبحث في الحوار الفلسطيني الفلسطيني اعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وذلك من خلال الاتفاق على استراتيجية القرار الواحد وامكانات المشاركة في الحياة السياسية الفلسطينية. وقالت المصادر إنه ستتم أيضا مناقشة موضوع التهدئة والهدنة والشروط والالتزامات المتبادلة لاستمرار الهدنة المؤقتة وبحث امكانية تطويرها لتكون دائمة على ان تلتزم اسرائيل بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني والالتزام بتفاهمات قمة شرم الشيخ. كما يناقش المشاركون في الحوار مسألة الانتخابات التشريعية المقبلة، والتأكيد على اجرائها في موعدها المحدد من قبل، وايضا الانتخابات في بعض البلديات بالاراضي الفلسطينية. وأكدت المصادر أهمية توقيت عقد الحوار، وقالت إنه يأتي في ظل ظروف ومتغيرات اقليمية ودولية من الممكن أن تكون مشجعة كما أنه يأتي أيضا قبيل ايام من عقد القمة العربية في الجزائر، الأمر الذي سيكون اضافة جديدة نحو تعزيز مكانة القضية الفلسطينية في هذه القمة. وقال سمير غوشة الامين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط» إنه سيقدم ورقة اطار للحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني تتضمن رؤية وموقف الجبهة من مختلف القضايا وخاصة ما يتصل منها بالقضايا الفلسطينية الداخلية وبالاخص ما يتعلق ببلورة اتفاق سياسي على قاعدة الحد الادنى بين القوى السياسية لمواجهة متطلبات المرحلة واستحقاقاتها.