مسؤول قطاع التخطيط في المغرب: 61 %من حملة الشهادات العليا عاطلون عن العمل

TT

تختتم اليوم بالرباط، اشغال منتدى الشباب المغربي، الذي ترعاه المندوبية السامية للتخطيط، بتقديم توصيات تندرج ضمن التقرير السنوي للجنة العليا للسكان، بهدف تفعيل ما يسمى «سياسة القرب» الرامية لإيجاد حلول ناجعة للمشاكل التي يتخبط فيها الشباب المغربي. ودعا أحمد الحليمي علمي، المندوب المسؤول عن التخطيط بالمغرب، الى ضرورة انتهاج سياسة ملائمة لتأطير الشباب في مجال التكوين والثقافة والترفيه والتنشيط الاجتماعي والتربية، للحد من آثار المشاكل التي يواجهها وفتح باب الأمل والثقة في الغد، كما ألح على إدماج الشباب في النسيج الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المغربي، مشيرا الى أن الشباب المغربي له ثقله الديمغرافي إذ انتقل من نسبة 14% عام 1960 الى 21% حاليا، مما يستدعي إنجاز نمو مستديم، وحجم استثمار منتج لفرص العمل وتوزيع عادل للثروات.

وكشف الحليمي، الذي كان يتحدث في افتتاح منتدى الشباب المغربي امس، عن معطيات مثيرة تهم مستوى عيش الشباب المغربي، ودق ناقوس الخطر للعمل بالسرعة اللازمة لتدارك الآثار السلبية على رجال الغد. وأعلن أن فئة الشباب متضررة من قلة فرص العمل، إذ يصل معدل البطالة في صفوف الشباب 15.4% مقابل 10.8% على المستوى العام، طبقا لاحصاءات عام 2004 . ولاحظ الحليمي أن التباين في معدلات البطالة بين الشباب وباقي الفئات العمرية، له دلالة أكبر، على اعتبار أن 61.6% منهم يشتغلون بدون مقابل، كما أن 23.2% من الإناث يلازمن بيوتهن، لا يدرسن ولا يشتغلن، وبالتالي لا يمكن اعتبارهن طالبات شغل.

وأوضح الحليمي أن معدل البطالة يرتفع مع ارتفاع المستوى التعليمي، إذ يقفز من 7.7% لدى الشباب الذين لا يتوفرون على أية شهادة الى 28.1% بالنسبة لحاملي الشهادات المتوسطة، ليصل الى 61.2% لدى حاملي الشهادات العليا. وأكد أن مستوى تأثير الفقر على الشباب الذي يتراوح عمره بين 15 و24 سنة يضاهي مستواه على الصعيد الوطني، إذ يصل الى نحو 14% مقابل 13.7% وطنيا، ويظهر بشكل جلي في العالم القروي (الأرياف) بنسبة 74%.

وربط الحليمي بين تحسن مستوى العيش ومستوى المصاريف وبنيتها، كاشفا أن متوسط المصاريف الفردية يصل سنويا الى 200 درهم (الدولار يساوي 8.3 درهم) بالنسبة لـ20% من الشباب الأكثر فقرا لينتقل الى 1731 درهما بالنسبة لـ 20% من الشباب الأكثر يسرا.

وبشأن السلوكات المعرضة للخطر، والتي تهدد هذه الفئة من السكان، استعرض الحليمي العواقب الوخيمة من خلال موازنة الاستهلاك المخصصة للتبغ والمخدرات التي تصل الى 13.3%، وهو ما يقارب ضعف المصاريف المخصصة للترفيه والثقافة التي لا تتجاوز 2 % بالنسبة للشباب الأكثر فقرا و9.6% بالنسبة للشباب الأكثر يسرا. وحول الأمراض المنتقلة جنسيا، وخاصة مرض الايدز، تشير الإحصائيات التي تهم الفئة العمرية (15ـ 29 سنة) الى أنها تصل الى نسبة 25% من الحالات المصرح بها، لتنتقل الى 44% بالنسبة للفئة العمرية (30 ـ 39).

من جهته، قال محمد الكحص كاتب الدولة المغربي (وزير الدولة) لشؤون الشباب: «إن اطمئنان المغاربة على مستقبل بلدهم، رهين بحاضر الشباب وبمدى ضمان توفير شروط استمرارية الانتقال الديمقراطي والاقلاع الاقتصادي».