الإمارات تقترح «عاما دوليا» للنهوض بالمرأة والدفاع عن قضاياها وحقوقها

في افتتاح مؤتمر «الأدوار القيادية للمرأة في العالم» بدبي

TT

طالب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة أمس، بتخصيص عام دولي للمرأة تحشد فيه الجهود الرسمية والشعبية للنهوض بالمرأة ودعم قضاياها. وقد ورد اقتراح الشيخ نهيان في الكلمة التي افتتح بها أعمال المؤتمر الطلابي العالمي الذي تنظمه جامعة زايد الإماراتية والذي يشارك فيه حوالي 500 طالبة من جامعات عربية وأجنبية في اكثر من 40 دولة. ويتناول المؤتمر الذي تشارك في رعايته جريدة «الشرق الأوسط» تحت عنوان «الأدوار القيادية للمرأة في العالم»، تجارب بعض القيادات النسائية البارزة في العالم العربي والخارج. وحدد الشيخ نهيان في كلمته الافتتاحية أهداف المؤتمر الذي يقام تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك، أرملة المغفور له الشيخ زايد، وأم الأمارات، كما جاء في الكلمة، بكونه فرصة للبحث في تنمية خصائص القيادة والريادة لدى جميع الطالبات المشاركات فيه، مشيرا الى ان من أهداف المؤتمر مد الجسور، وبناء العلاقات بين الأجيال الصاعدة على مستوى العالم، بل وربط هذه الأجيال بالنماذج النسائية الرائدة في كل مكان. وأوضح الشيخ نهيان أن هذا الأمر، يكتسب أهمية خاصة، في ضوء ما نلاحظه من ظروف وملابسات، تحيط بموقع المرأة في العالم، مشيرا إلى أنه بالرغم من إعلان الأمم المتحدة، عن حقوق المرأة، باعتبار أن ذلك يقع ضمن حقوق الإنسان، فإننا لا نجد أنشطة محددة تهدف إلى بث الوعي، وتغيير النظرة، وتبديل المفاهيم، حول دور المرأة في تنمية المجتمع. وقال: هناك يوم عالمي للمرأة، احتفلنا به هنا في الأسبوع الماضي، ولكن الأنشطة في هذا اليوم، وعبر العالم، لا تتسم بفعالية تذكر، وليس لأيٍ منها آثار ملموسة. لقد آن الأوان، أن نعطي كل هذه الأمور، نصيبها من الاهتمام والأهمية، خاصة إذا كنا حقاً جادين، في إعطاء المرأة، دورها المرتقب، في كافة المجالات». واقترح ان تخصص الأمم المتحدة عاما كاملا لمتابعة قضية المرأة وتنفيذ برامج تدعم موقعها في المجتمع.

ومع ان الشيخ نهيان اشار الى أن ظروف المرأة، قد تحسنت خلال العقود الماضية، الا انه قال إنه لا يزال هناك المزيد مما يمكن عمله، إذا ما أردنا بالفعل، أن نحقق المشاركة الفاعلة للمرأة، في شؤون وطنها وعالمها وبالذات في مجالات التعليم، وفي مجالات الحقوق والنظرة إليها، بالإضافة إلى مجالات إتاحة الفرص أمامها، للإفادة من كل ما وهبه الله لها، من طاقاتٍ وإمكانات.

وقال ان الواقع يشير إلى أن المرأة بشكلٍ عام لم تقم بعد بدورها الكامل في دعم مسيرة النهضة في العالم بما فيها البلاد الصناعية المتقدمة، التي يلاحظ فيها نوع من درجات التفرقة، في معاملة المرأة كالتفاوت في الرواتب مقارنة بالرجال، والتفرقة في المعاملة في مواقع العمل، وارتفاع نسب الفقر والعوز بين النساء. وقال إن المرأة غالباً، ما يتم إغفال قدراتها ومهاراتها، وربما إنجازاتها كذلك. وأضاف أن مثل هذه الأمور، ليس فيها عدالة كافية، وأنه يجب عمل كل ما نستطيع، لتأخذ المرأة كل ما تستحقه، كمخلوقٍ حرٍ وفاعلٍ وله إرادة، في هذا الوجود.

واشار الشيخ نهيان في كلمته الى المشاركات قائلا إنهن قائدات عالميات، أثبتت كلٌ منهن قدراتها وطاقاتها، على أعلى مستوى من الأداء والإنجاز في المجتمع، وأصبحت نموذجاً يحتذى به لإنجازات المرأة على مستوى العالم. وبالمثل، فإن كثيراً من المشاركات، طالبات جامعيات، يأخذن بالتعليم، ويتطلعن إلى اغتنام الفرص. وقال إن انعقاد هذا المؤتمر يعكس رؤية مشتركة في أن المرأة، تستحق عن جدارة، كافة فرص التطور والرقي، التي تسمح لها بتطوير قدراتها إلى أقصى مدى ممكن.

وتحدثت في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدكتورة جروهارليم بروندتلاند رئيسة وزراء النرويج السابقة التي انتقدت مستوى الاهتمام الرسمي بقضايا المرأة، مشيرة الى ان القرارات الدولية للنهوض بوضع المرأة لا تنفذ، وطالبت بالاهتمام بالتعليم وتشجيع المساواة وزيادة الفرص للفتيات، وقالت ان العائلة التي ينشأ اطفالها على قدم المساواة عائليا منذ صغرهم ثم يشبون وقد نما لديهم الشعور بتساوي الفرص في البيت والمجتمع، فإنهم يتمكنون من تحقيق أفضل الأهداف لحياتهم ولمجتمعاتهم. كما تحدثت في المؤتمر تيبيري جور عقيلة نائب الرئيس الأميركي السابق ألبرت جور ومستشارة شؤون الصحة في عهد الرئيس كلينتون، وقد عرضت في كلمتها تجربتها الشخصية، فأشارت الى ان التعليم هو أهم عنصر في حياة الإنسان ذكرا وأنثى.

وتحدثت رئيسة وزراء كندا السابقة كيم كامبيل التي عرضت هي الأخرى تجربتها السياسية التي شملت شغل وزارات منها العدل والدفاع قبل ان تصبح رئيسة للوزراء.

ومن المقرر أن يستمر المؤتمر الذي تشارك فيه طالبات من عدد من الدول العربية الخليجية ومن بينها السعودية وقطر وسلطنة عمان لمدة ثلاثة أيام.