بهية الحريري زارت جنبلاط في ذكرى اغتيال والده وأكدت أن كلمتها في ساحة الشهداء «وحدة متكاملة»

TT

قالت النائبة بهية الحريري شقيقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ان لا مجال للعب بالكلمة التي ألقتها في المتظاهرين والمعتصمين في ساحة الشهداء في بيروت يوم الثلاثاء الماضي في ذكرى مرور 30 يوماً على اغتيال شقيقها، مؤكدة ان الكلمة «وحدة متكاملة وليس فيها ادنى تنازل عن كل الثوابت».

واعلنت الحريري لدى زيارتها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في دارته في المختارة أمس في ذكرى مرور 28 عاماً على اغتيال والده الزعيم كمال جنبلاط ان وليد جنبلاط هو بالنسبة لها «الأخ الذي سنكمل الطريق معه». فيما أكد جنبلاط على «التمسك بالثوابت وهي وصية «أبو بهاء» الرئيس الراحل رفيق الحريري والمبنية على الطائف والعروبة والعلاقات الصحية والصحيحة مع سورية».

وأمت قصر المختارة وفود شعبية جاءت من مختلف المناطق اللبنانية للتعبير عن وفائها لذكرى الراحل الشهيد، تقدمها نواب وشخصيات سياسية ورجال دين، وذلك على الرغم من دعوات النائب جنبلاط لعدم اجراء أي احتفال مركزي في المختارة ومطالبته مناصريه الاكتفاء بوضع زهور واضاءة شموع في منازلهم او التوجه الى ضريح رفيق دربه الرئيس الراحل رفيق الحريري لوضع الزهور هناك. هذا وكانت النائبة بهية الحريري قد وصلت الى المختارة في التاسعة صباحاً حيث اجتمعت مع جنبلاط بحضور النائب غازي العريضي وتوفيق سلطان وفؤاد شبقلو قبل ان يتوجه الجميع الى ضريح الزعيم الراحل لوضع إكليل من الزهر. وقد انضم اليهم النواب: باسم السبع وصلاح حنين وفؤاد السعد وانطوان اندراوس وايمن شقير وعبد الله فرحات وهنري حلو وانطوان غانم ونعمة طعمة وايلي عون وغطاس خوريو محمد الحجار ونبيل البستاني ونجل النائب مروان حمادة كريم، ممثلا والده. واثر ذلك سئلت النائبة بهية الحريري: الزيارة تأتي في ذكرى استشهاد القائد كمال جنبلاط وفي ظل اجواء سياسية محمومة في البلاد ففي اية خانة يمكن وضع هذه الزيارة؟ اجابت: «لا شك ان تعميد هذا البلد بالدم من استشهاد المعلم كمال جنبلاط وانتهاء باستشهاد الرئيس رفيق الحريري، ومجيئي الى هنا كان في هذه المناسبة وان العلاقة التي استمرت على مدى فترة طويلة جدا بين الرئيس الحريري، والصداقة والتحالف مع «وليد بك»، وانا من الاشخاص الذين فقدت اخاً لا يعوض. وجئت الى هنا كي نشد على أيدي بعضنا البعض وليس فقط كصداقة وكحلف. ووليد بك بالنسبة لي هو الاخ الذي سنكمل الطريق معه، ولا شيء يعوض لنا رفيق الحريري، انما لا شك ان الطريق تحتاج الى تشابك الأيدي وليس هناك أهم من «وليد بك» يكون في هذا الطريق الصعب والذي تعمد بالدم من بداية الطريق وحتى نهايته». وردا على سؤال حول الكلمة التي ألقيت في يوم الوفاء للرئيس الحريري (الثلاثاء الماضي) وفورة الترحيب بها من قبل الموالاة، علما أنها جزء من المعارضة، قالت الحريري: «لا مجال للعب بما تضمنته الكلمة. الكلمة وحدة متكاملة وليس من ادنى تنازل عن كل الثوابت، وانتم من المتابعين. انما كيف يتناولونها او يجزئونها فهذه مشكلتهم. اما بالنسبة لي فالكلمة هي عروبة لبنان ومستقبل لبنان ووحدة لبنان والطائف، والاهم من ذلك هو التأكيد والتشديد على كشف الحقيقة من اغتال رفيق الحريري واللجنة الدولية واقالة الاجهزة الأمنية... كلها كانت موجودة في الكلمة وهي ثوابت أساسية لا يمكن ان نتنازل عنها تحت أي شعار. وإذا كانوا يريدون تبني الكلمة فليتبنوها كلها واساسا لا يرد على هكذا أمر».

وسئلت عن الجديد في التحقيقات فردت قائلة: «أنا من المؤمنين بعدم اعتماد المصادر كي لا يتم تضييع الرأي العام. ومن المؤكد انه في الوقت المناسب وعندما تتوفر المعلومات ستكون برسم الجميع وانتم رفاق معنا في مسيرة الآلام هذه».

من جهته قال جنبلاط: «نحن مع الست بهية سنبقى كما كنا مع «ابو بهاء» في نفس الخط والنهج. وكلمة الست بهية في اليوم الوطني والعالمي يوم لبنان هي كلمة شاملة وجامعة وفيها تمسك بالثوابت: الطائف والعروبة والعلاقات الصحية والصحيحة مع سورية واستقلال لبنان. وتلك كانت وصية «ابو بهاء». وكلنا معاً مع «ابو بهاء». وعندما استشهد كمال جنبلاط قلنا سيبقى فينا وينتصر. واليوم سيبقى رفيق الحريري فينا وينتصر».

السفير الروسي سيرغي بوكين وصل بدوره الى المختارة برفقة عدد من اركان السفارة في تقليد درجت عليه روسيا في مثل هذه الذكرى.

الى ذلك زار المختارة النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة، واجتمع مع جنبلاط على مدى ساعتين من الوقت تخللته مأدبة الغداء أقيمت على شرفه بحضور عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي وائل أبو فاعور. وبعد جولة في أرجاء القصر وقبيل مغادرته اكتفى بشارة بالقول: «اتيت لزيارة صديق عزيز علي جدا في إطار زيارة تعزية. وليد جنبلاط صديق عزيز جدا جدا هذا هو الموضوع».

ومساء أمس اضيئت في ساحة الشهداء مئات الشموع التي شكلت كلمة «الحقيقة» مع تاريخين; الاول 16/3/77 يوم اغتيل فيه الزعيم الراحل كمال جنبلاط، والثاني 14/2/2005 يوم اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري.