بوش: أرى «لحظة مشرقة» في العراق وإيران ستحال إلى مجلس الأمن إذا فكرت فى تخصيب اليورانيوم

TT

أخذ الرئيس الأميركي جورج بوش على بعض وسائل الإعلام العربية انتقاداتها للولايات المتحدة، معتبرا أنها ناتجة إلى حد ما عن دعم واشنطن لإسرائيل، التي قال عنها «إنها هدف سهل لبعض وسائل الإعلام العربية». وفيما أوضح بوش فى مؤتمر صحافي أمس بالبيت الأبيض أن واشنطن ما زالت تعتبر حزب الله «منظمة إرهابية»، وأن الموقف الأميركي حياله لم يتغير، جدد رغبته في أن تحل الديمقرطية في لبنان مع رحيل القوات السورية، واستعداده للتعامل مع «القادة المنتخبين في لبنان حر فعليا» أيا كانوا، حتى، كما قال ممازحا، «إذا كانوا يريدون تفجير أميركا»، غير انه استطرد انه لا يعتقد أن هذا سيكون برنامجهم. وأثنى الرئيس الأميركي على الاجتماع الأول للجمعية الوطنية العراقية ووصفه بأنه «لحظة مشرقة». أيضا أعرب بوش عن قلق بلاده من ارتفاع أسعار النفط، فيما لم يستبعد رفع الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن إذا استأنفت طهران تخصيب اليورانيوم.

وقال بوش خلال مؤتمره الصحافي أمس «من المهم بالنسبة لنا توجيه رسالة تتصدى إلى بعض الرسائل الصادرة عن بعض وسائل الإعلام العربية، وبعضها ناتج عن الصداقة القوية والثابتة التي تربطنا بإسرائيل». وتابع بوش «ان إسرائيل هدف سهل لبعض وسائل الإعلام في الشرق الأوسط، وان كنتم أصدقاء لإسرائيل تصبحون هدفا أيضا، وبما أننا لن نتخلى عن تحالفنا مع إسرائيل، فثمة بعض الاستياء في الصحافة». وتأتي تصريحات الرئيس الأميركي بعد يومين من تعيينه كارين هيوز مستشارته المقربة، إلى جانب كوندوليزا رايس في وزارة الخارجية، موكلا إليها مهمة حساسة تقضي بتحسين صورة الولايات المتحدة في الخارج. كما عين بوش دينا باول، وهي أميركية من أصل مصري، في منصب رفيع بالخارجية للهدف ذاته. أيضا أكد بوش أن حزب الله «منظمة إرهابية»، مشيرا إلى أن الموقف الأميركي حياله «لم يتغير». وتابع بوش «ثمة أسباب خلف إدراج حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية، وهي لأنه قتل أميركيين في الماضي، ولأنه منظمة عنيفة». وصدرت هذه التصريحات بعدما لمح بوش الثلاثاء إلى تغيير في الموقف الأميركي حيال حزب الله الممثل في البرلمان اللبناني، داعيا هذه الحركة الشيعية اللبنانية لأن تثبت أنها ليست منظمة إرهابية بتخليها عن الأسلحة، وعدم تهديد عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال بوش «نحن نعتبر حزب الله منظمة إرهابية، وآمل ان يثبت حزب الله انه ليس كذلك بالتخلي عن الأسلحة وعدم تهديد السلام».

وجدد بوش أمس رغبته في أن تحل الديمقرطية في لبنان مع رحيل القوات وأجهزة الاستخبارات السورية منه، مؤكدا استعداد إدارته للتعامل مع «القادة المنتخبين في لبنان حر فعليا» أيا كانوا. وقال ممازحا «حين يتقدم مرشحون لانتخابات، يكون للأمر تأثير ايجابي. ربما يترشح شخص ما قائلا صوتوا لأجلي، أريد تفجير أميركا»، لكنه أضاف «لا أعتقد أن ذلك سيكون برنامجهم». وحول العراق، رحب الرئيس الأميركي بمباشرة الجمعية الوطنية العراقية الجديدة المؤلفة من 275 عضوا، أعمالها، ووصفها بأنها «لحظة مشرقة» في مسيرة ذلك البلد نحو الديمقراطية. وقا إن «العراق شهد اليوم اجتماعا للجمعية الوطنية العراقية الموقتة، وهي لحظة تاريخية في المسيرة نحو صياغة الدستور والمصادقة عليه وإجراء انتخابات». وأكد «لقد كانت لحظة مليئة بالأمل»، مضيفا «أهنئ العراقيين على جمعيتهم».

وذكر الرئيس الأميركي أن ايطاليا وغيرها من الدول ستبدأ بسحب قواتها من العراق مع تحسن قدرة العراقيين على الدفاع عن أنفسهم. وكان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني أعلن أن بلاده ستبدأ بسحب قواتها من العراق في سبتمبر (أيلول)، إلا أن بوش قال إن الزعيم الايطالي طمأنه خلال مكالمة هاتفية إلى أن ذلك لا يعني تغييرا في السياسة الايطالية. وقال «لقد أراد أن يعلمني انه ليس هناك تغيير في سياسته، وانه في الحقيقة فإن أي انسحاب سيتم بالتشاور مع الحلفاء وسيتم اعتمادا على قدرة العراقيين على الدفاع عن أنفسهم». وأضاف «أعتقد انك ستجد أن دولا سترغب في الخروج من العراق عندما يصبح العراقيون قادرين على الدفاع عن أنفسهم، وهذا هو موقف الولايات المتحدة». وتابع «ان قواتنا ستعود إلى ديارها عندما يصبح العراق قادرا على الدفاع عن نفسه، وهذا بشكل عام ما ألمسه عندما أتحدث مع حلفاء آخرين حول هذه المسألة».