قتلت قوّات الأمن السعودية، المسؤولة عن حراسة جريدة «الوطن» السعودية صباح أمس، شخصا حاول اقتحام مبنى الصحيفة، بسيارة من نوع نيسان (بك آب)، وأطلقت قوات الأمن طلقتين تحذيريتين لإجباره على التوقف، إلا أنه توجه مسرعاً نحو مطابع الصحيفة، فتعاملت قوات الأمن بما يقتضيه الموقف، مطلقة عليه عددا من الأعيرة النارية أردته قتيلا. أوضح ذلك نائب رئيس تحرير الصحيفة، الدكتور عثمان الصيني، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، فيما أشارت مصادر مطلعة على سير العملية، أن القتيل من أرباب السوابق، وأنه كان تحت تأثير المسكر. وأضافت المصادر ذاتها أنه قبل دخول مقر الصحيفة اخترق نقطتي تفتيش أمنيتين، حيث نجح في الدخول مستخدما بوابة الخروج بسيارة مسروقة، ونفت المصادر ذاتها فرضية أن تكون السيارة التي كان يستقلها القتيل محملة بالمتفجرات، مؤكدة أنه لم يكن بحوزته عند قتله سوى سكين وساطور.
وبينت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن القتيل كان يعمل حارسا أمنيا في الصحيفة يدعى بندر عبد الله قربان، في العقد الثالث من عمره، من سكان حي النميص الواقع شرق مدينة أبها (جنوب السعودية)، فيما أشارت مصادر أخرى أنه من قاطني جدة، واستمرت الجهات الأمنية في فرض رقابة مشددة على مبنى الصحيفة، حتى وقت متأخر من يوم أمس.
واستبعد عدد من الإعلاميين أن تكون الحادثة إرهابية، بحكم أن أمس (جمعة) وهو يوم إجازة لمعظم الصحافيين العاملين، وعادة ما يأتي المحررون المناوبون بعد صلاة الجمعة، لذلك فإن حادثة الاقتحام في الفترة الصباحية، التي تخلو فيها مرافق الجريدة من العاملين، تؤكد ان لا علاقة لها بالإرهاب.
وأعادت هذه الحادثة للأذهان المحاولة الفاشلة التي تعرض لها رئيس تحرير الصحيفة المستقيل طارق إبراهيم في العام الماضي، حينما دخل عليه شخص هدده بمسدس كان يحمله، بعد أن تمكن من تجاوز النقاط الأمنية المحيطة بمبنى الصحيفة.