أوكرانيا تعترف لأول مرة بتزويد إيران والصين بصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية

TT

بارنييه والبرادعي يبحثان الملف بعد غد.. وطهران تتهم الأوروبيين بالخداع لندن ـ طهران ـ باريس ـ وكالات الأنباء: فتحت أوكرانيا نافذة أخرى للضغوط الأميركية والأوروبية على إيران باعترافها ببيعها صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية لطهران. وجاء هذا الإعلان قبيل لقاء بين وزير الخارجية الفرنسي ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لبحث الملف النووي الإيراني، في حين اتهم الإيرانيون الأوروبيين بالخداع في المفاوضات الماراثونية بين الجانبين لتسوية الخلاف النووي.

فقد أقرت اوكرانيا للمرة الاولى بانها باعت صواريخ عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية الى ايران والصين.

وفي تصريح نشرته أمس صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية قال النائب العام الأوكراني سفياتوسلاف بيسكون إن بلاده باعت 18 صاروخا من طراز «اكس ـ55» في 2001، موضحا أن 12 من تلك الصواريخ بيعت لإيران والباقي للصين.

وقال بيسكون إن الصواريخ لم تصدر مع الرؤوس النووية المصممة لحملها، إلا أن اليابان والولايات المتحدة تشعران بالقلق ازاء ما يبدو أنه تسرب كبير للتكنولوجيا العسكرية، وفقا للصحيفة. وتعرف صواريخ «اكس-55» كذلك باسم «خ ـ 55» و«إيه اس ـ 15»، وقد تم إنتاجها للمرة الاولى في 1976 ويبلغ مداها 3500 كيلومتر، مما يعني أنها تجعل الصين أو كوريا الشمالية، في حال حصولها على تلك الصواريخ، قادرة على ضرب اليابان بينما تجعل إيران قادرة على ضرب إسرائيل.

إلا أن دوغ ريتشاردسون محرر صحيفة «جين ميسايلز اند روكتس» (جين للصواريخ والقذائف) قال إنه على الرغم من أن هذه الصواريخ مصممة لحمل رؤوس حربية نووية إضافة الى الرؤوس التقليدية، فإنها ليست الصواريخ المثالية بالنسبة لإيران لتحميل رؤوس نووية. وأضاف في تصريح لوكالة «فرانس برس» أن طهران تمتلك صواريخ «شهاب» الباليستية التي تعد أفضل من «اكس ـ55» لحمل الرؤوس النووية.

وكانت أوكرانيا تمتلك ترسانة هائلة من الأسلحة عقب سقوط الاتحاد السوفياتي، إلا أنها أعادت الرؤوس النووية إلى روسيا أو دمرتها تحت إشراف برنامج نزع التسلح الذي تموله الولايات المتحدة، غير أن الاسلحة المتبقية لديها لا تزال مصدر قلق للغرب بسبب تهريب العديد من الاسلحة المتطورة ومن بينها تكنولوجيا الرادارات لنظام صدام حسين العراقي السابق. وفي باريس، أعلنت الخارجية الفرنسية أن «أزمتي الانتشار النووي» في إيران وكوريا الشمالية ستكونان في صلب محادثات وزير الخارجية ميشال بارنييه خلال لقائه بعد غد في باريس مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي.

وقال المتحدث باسم الوزارة إيرفي لادسو إن اللقاء «يأتي في إطار أزمتي الانتشار النووي الحاليتين (في كوريا الشمالية وايران) والمحادثات الجارية حول تعزيز نظام الحد من الانتشار النووي».

واوضح لادسو ان زيارة البرادعي الى باريس تأتي في اطار مؤتمر دولي بعنوان «الطاقة النووية في القرن الحادي والعشرين» تنظمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في وزارة الاقتصاد والمالية.

وفي طهران، اتهم رئيس مجلس صيانة الدستور آية الله أحمد جنتي الأوروبيين بـ«الخداع» وقطع «الوعود الكاذبة» في مفاوضاتهم مع إيران حول برنامجها النووي.

وقال عالم الدين الايراني المتشدد في خطبة صلاة الجمعة أمس إن الأوروبيين «قرروا منح الحوافز (...) ولا أحد يصدق مثل هذه الوعود الكاذبة»، وأضاف أن الأوروبيين «معتادون على الكذب ومنع التقدم في البلدان الأخرى»، وأشار إلى أن «المفاوضات تقترب من نهايتها».

وتجري بريطانيا وفرنسا والمانيا مفاوضات، نيابة عن الاتحاد الأوروبي، مع إيران في محاولة للحصول منها على «ضمانات موضوعية» بأنها لن تستخدم برنامجها للطاقة الذرية لإنتاج أسلحة نووية، ومنحها مقابل ذلك حوافز تجارية وأمنية وتكنولوجية.

وتتهم الولايات المتحدة إيران باستخدام برنامجها النووي كغطاء لتطوير أسلحة نووية، وهددت برفع المسألة الى مجلس الامن بهدف فرض عقوبات على الجمهورية الاسلامية.

وأكد جنتي أن «أميركا تضغط على الأوروبيين الذين لا يعترضون على ذلك، ولا أحد يريد أن تكون لدينا تكنولوجيا نووية».