خطباء المساجد في فلسطين يرحبون باتفاق القاهرة حول الهدنة

وزارة الخارجية الإسرائيلية وفصيل فلسطيني في غزة يتحفظان

TT

لقي اتفاق الفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية على الهدنة، وتم توقيعه في القاهرة اول من امس، ترحيبا واضحا في كل من اسرائيل وفلسطين، ورأى فيه الكثيرون انعطافا في حياة الشعب الفلسطيني والمنطقة. الا ان الأمر لم يخل أيضا من المتحفظين والمشككين، من الجانبين.

ففي فلسطين رحب ممثلو جميع الفصائل بهذا الاتفاق، باستثناء «لجان المقاومة الشعبية في قطاع غزة». فقد صرح المدعو أبو عبير بأن فصيله يعتبر نفسه في حل من هذا الاتفاق، لأنه لم يدع لهذا اللقاء ولم يستشره أحد حول مضمونه. وأضاف: نحن ملتزمون فقط باتفاق وقف اطلاق النار الذي توصلنا اليه مع ابو مازن قبل شهرين، لكن مدته حددت في حينه لشهرين، وقد انتهت هذه المدة أمس. المعروف ان لجان المقاومة الشعبية هي تجمع لعدد من المسلحين من عدة تنظيمات مسلحة، معظمها من فتح. وقد نفذت عدة عمليات مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي. ولذلك فان تصريحات ابو عبير تؤخذ على محمل الجد، مع العلم بان ناطقا مقربا من الرئيس الفلسطيني قال في رام الله، أمس: انا لا أعتقد ان الاخوة في لجان المقاومة الشعبية سيسمحون لأنفسهم بأن يحرجوا القيادة الفلسطينية ويخرقوا الاتفاقات التي وقعتها. ولكن، اذا حصل مثل هذا الأمر، فان اصحابه يتحملون كل النتائج.

بالمقابل، لوحظ ان خطباء المساجد في فلسطين أجمعوا على الترحيب بهذا الاتفاق، وكرسوا حيزا كبيرا من خطبة الجمعة، أمس، للحديث عن أهميته الكبرى لخدمة المصلحة الفلسطينية. وحظيت حركة «حماس» بقسط وافر من المدائح كونها أشد الملتزمين باتفاق وقف اطلاق النار الذي توصل اليه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، مع اسرائيل. واشادوا بقرارها الانضمام الى منظمة التحرير الفلسطينية والمشاركة في صنع القرار وتحمل مسؤولية القيادة، كما أشادوا بطريقة ابو مازن في صيانته للوحدة الوطنية وتنفيذ التزاماته في منع اراقة الدم الفلسطيني.

أما في اسرائيل فقد رحب رئيس الوزراء، أرييل شارون، بهذا الاتفاق وقال خلال حديث له أمس انه خطوة ايجابية مهمة على طريق الهدوء والأمن. ودعا الى التقدم بخطوات أخرى الى الأمام بالتخلي تماما عن العمل المسلح وتفكيك التنظيمات المسلحة. ورحبت وسائل الاعلام، بمعظم كتابها ومحلليها، بهذا الاتفاق وطالب العديدون بأن تتجاوب اسرائيل معه بواسطة اقناع الشعب الفلسطيني بأن الانعطاف الى طريق التهدئة يؤتي ثماره. الا ان الناطق بلسان وزارة الخارجية الاسرائيلي، جدعون بن مئير، بدا وكأنه لم يسمع رئيس حكومته، فراح يشكك بهذا الاتفاق ويقول انه لن يفيد شيئا اذا لم يقترن بنهج واضح لتفكيك التنظيمات المسلحة. وقال ان «ابو مازن يخطئ خطأ مميتا اذا اعتقد ان التفاهم مع منظمات الارهاب هو السبيل لإحقاق الحقوق الفلسطينية، وعليه ان يدرك انه فقط بمحاربة هذه القوى يمكنه خدمة مصالح شعبه».

واعتبر نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الهدنة «ايجابية لكنها غير كافية». وقال لإذاعة الجيش الاسرائيلي «اذا كانت كل المنظمات الارهابية مستعدة لوقف الهجمات حتى لفترة محدودة فذلك يشكل بحد ذاته امرا ايجابيا». واضاف «لكن هل هذا يكفي؟ بالتأكيد لا. هل يعني ذلك ان السلطة الفلسطينية تشن حربا ضد الارهاب؟ بالتأكيد لا. لكنها تبذل بالتأكيد جهودا».