موسى: قمة الجزائر ستصدر وثائق غير مسبوقة تشمل إنشاء البرلمان العربي ومجلدا شاملا للإصلاح

نفى أن تكون ميزانية الجامعة مجرد رواتب

TT

وصف أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى القمة العربية المرتقبة بالجزائر، بأنها قمة هامة تجري في ظروف دقيقة تمر بها الأمة العربية. وقال إن اجتماعها في موعدها يؤكد التزاما عربيا بدورية الانعقاد السنوي على مستوى الملوك والرؤساء. واضاف في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، ان القمة ستصدر عددا من الوثائق الهامة ولأول مرة منها اعلان البرلمان العربي ووثيقة تحديث المجتمعات العربية، متضمنة تقييما لما جرى في عملية التحديث منذ قمة تونس العام الماضي. وفي هذا الخصوص سيصدر عن مؤتمر القمة مجلد شامل يتضمن عملية الإصلاح في 14 دولة عربية وتقييم ما تم بالفعل فضلا عن آلية عربية للمتابعة. وأشار إلى انه سيصدر عن القمة كذلك تعديل الميثاق; وهو أول تعديل على ميثاق الجامعة منذ إصداره عام 1946 خصوصا تبديل نظام التصويت ليصبح بالأغلبية بدلا من الاجتماع في المسائل الإجرائية، والتصويت بأغلبية ثلثي الأعضاء في المسائل الموضوعية، والأغلبية البسيطة في المسائل الإجرائية، والإجماع في حالتين: الاولى طرد دولة من الجامعة العربية أو الموافقة على ضم دولة جديدة لها. وأكد أن الأصل في قرارات القمة العربية هو توافق الآراء وفى حالة عدم الوصول الى التوافق يتم اللجوء الى التصويت بالشروط السابقة. وأوضح موسى انه ليس صحيحا ان نسبة التمثيل على مستوى القمة ستكون محدودة، حيث من المؤكد أن يشارك في القمة 14 ملكا ورئيس دولة ورئيس وزراء.

وأوضح موسى أن الاجراءات الخاصة بإقامة برلمان عربي دائم ستبدأ على الفور، حيث تم الاتفاق على اختيار أربعة نواب للبرلمان من كل دولة لفترة انتقالية تستمر خمس سنوات يجرى خلالها وضع النظم الخاصة بإقامة برلمان عربي منتخب. وقال ان المهم الآن ان نرسخ مبدأ البرلمان العربي وأن تقدم كل دولة مرشحيها الاربعة لتبدأ عملية التفاعل وترسيخ فكرة البرلمان العربي الذي من شأنه تنشيط عمل المجتمع المدني ومشاركته الفعلية. وأضاف أمين عام الجامعة العربية انه من المهم التأكيد على ان الموضوع المالي هو احد القضايا الهامة المطروحة أمام الرؤساء. وقال إنه تحدث فيه باستفاضة في الاجتماع على مستوى المندوبين الدائمين وسيواصل الحديث مع الملوك والرؤساء. وقال موسى ان المتأخرات المستحقة للجامعة من الدول العربية بلغت 170 مليون دولار، وأن أكثر من مائتي مشروع متوقفة بسبب غياب التمويل ولا بد من التزام كل دولة بدفع حصتها حتى لا يشل عمل الجامعة ونشاطها. وأضاف ان الجامعة العربية منظمة على درجة عالية من الأهمية، مشيرا إلى أن العالم مهتم بمنطقتنا ويريد ان يسمع عنها، ومنها من خلال منظمة تجمع دولها. وقال إن مؤتمر لندن الأخير حول القضية الفلسطينية كان شاهدا على ذلك. وقال إنه يود أن يقول بصراحة إنه اذا لم نف بالتزاماتنا فاننا لا يمكن ان نواصل العمل. وأشار موسى الى ان البعض أثار نقطة ان الميزانية تصرف على المرتبات، وهذا غير صحيح، مضيفا أن الحقيقة هي ان 50 في المائة من الميزانية مرتبات و 50 في المائة مشروعات. وضرب مثالا قائلا إن الجامعة أقامت عددا من المشروعات في جنوب السودان بلغت قيمتها رسميا 200 مليون دولار، كما نفذت مشروعات بلغ عددها ما يقرب من 500 مشروع، يتعلق بالطفل العربي وصحة الإنسان العربي والمرأة العربية وغيرها وكذلك في العراق. وقال إنه ربما يكون من المفيد ان نعلن أن ميزانية الجامعة السنوية ليست اكثر من 35 مليون دولار، وأن مسألة عدم الدفع ليست مسألة غنى او فقر، فموريتانيا، على سبيل المثال، وهى اقل الدول العربية دخلا هي أولى الدول التي تبادر بتسديد حصتها كل عام وقدرها 350 ألف دولار، كما قال موسى. وأضاف انه من اللافت للنظر حجج عدم دفع الحصص في ميزانية الجامعة وهي: امتناع البعض، وتحفظ البعض الآخر، وعدم القدرة على الدفع، والتأخير في السداد، وطلب تقسيط دفع الحصة. وحول القضايا السياسية المطروحة على قمة الجزائر خاصة وأن ضغوطا من الخارج تمارس على المنطقة، قال موسى: صحيح أن الاحوال في المنطقة العربية أحوال دقيقة وغير مطمئنة وهو ما يضفى أهمية خاصة على قمة الجزائر وسوف تتعرض القمة والرؤساء في مداولاتهم واجتماعاتهم الى مجمل القضايا. وأضاف أنه لم يطلب أحد طرح قضية لبنان وسورية على القمة كبند من بنود جدول الاعمال، ولكن الشيء المؤكد أن هذا الموضوع لا يمكن تجاهله والمتوقع أن يكون محل مشاورات ثنائية أو متعددة على مستوى المؤتمر أو أن يطرح من خلال مداخلات الرؤساء خاصة الرئيس بشار الأسد والرئيس اللبناني أو غيرهما. وأوضح موسى أن بشار الأسد أبلغه بأنه ملتزم بالانسحاب من لبنان، كما أعلن بعد ذلك في إطار اتفاق الطائف وفي إطار آلية الطائف التي تحدد مراحل الانسحاب، مشيرا إلى اجتماع الأسد ولحود الذي حددا فيه خطة الانسحاب الى ما وراء خط الحدود، واتفقا على الجدول الزمني لذلك وسيشهد هذا الشهر خروج جميع قوات المخابرات السورية من لبنان وتتولى اللجنة العسكرية اللبنانية ـ السورية متابعة عملية تنفيذ الانسحاب. وحول موضوع العراق، قال الأمين العام للجامعة العربية إنه من المؤكد أن القمة سوف تحاط علما بما يجري في العراق وأن الرئيس غازى الياور ووزير الخارجية هوشيار زيباري سوف يشاركان في القمة وسيقدمان للمؤتمر على مستوى القمة والرؤساء عرضا عن الأوضاع في المنطقة. واعتبر موسى أن قمة الجزائر ستكون فرصة هامة للعرب والمجتمع الدولي لتقييم الأوضاع في المنطقة، تقييما دقيقا، حيث تحظى قمة الجزائر بتمثيل دولي عالي المستوى. فالامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان سيشارك في القمة، كما يتحدث رئيس وزراء إسبانيا ثاباتيرو للقمة عن موضوع هام وهو تحالف الحضارات فضلا عن وجود وزير خارجية البرازيل الذي سيطرح الترتيبات الخاصة بالقمة العربية اللاتينية التي ستعقد بالبرازيل في 10 مايو (أيار) المقبل، وكذلك مشاركة وزير خارجية فرنسا ورئيس منظمة المؤتمر الاسلامي ورئيس الاتحاد الافريقي وخافير سولانا الممثل الأعلى للاتحاد الاوروبي للشؤون السياسية والأمنية. ونفى موسى أن يكون موضوع تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية مطروحا في الدورة الحالية. لكنه قال إنه ليس هناك ما يمنع أي دولة عربية أن تتقدم بمرشح لهذا المنصب بعد انتهاء دورة الأمين العام للجامعة في مارس (اذار) 2006. وأضاف الأمين العام أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رئيس القمة المقبلة، ابلغه أن هناك عرفا بالنسبة لمنصب الامين العام وهذا العرف القائم يجب أن يستمر ويستقر، خاصة وأن العرف نفسه لا يسلب حق أي دولة في التقدم لهذا المنصب. وقال موسى ان قمة الجزائر سوف تتجنب كل ما يمكن ان يصرف الزعماء عن القضايا الأساسية والهامة سواء كانت سياسية او اجرائية وانه تم الاتفاق على ان تكتفي القمة بجلسة مفتوحة واحدة يلقى فيها الرئيس السابق كلمته والرئيس الجديد كلمته ويقدم الامين العام تقريره للزعماء ثم تستمع القمة الى كلمات الضيوف رفيعي المستوى مثل سكرتير عام الأمم المتحدة وبعدها تتحول الجلسات الى جلسات مغلقة تطرح عليها بنود جدول الأعمال لمناقشتها بندا بندا في مداخلات ومداولات من الزعماء بعيدا عن الكلمات وصولا الى القرارات المنشودة. وقال موسى انه لا شك في ان القضية الفلسطينية وتطوراتها ستكون أمام الرؤساء في مشاوراتهم، حيث يشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أعمال القمة لاول مرة ويعرض التطورات الأخيرة والمستجدات التي تؤثر فيها مثل قمة شرم الشيخ وما خرج عنها من تفاهمات واتفاق الفصائل في القاهرة مع السلطة الفلسطينية. وحول الاقتراح الاردني الخاص بمبادرة السلام العربية في بيروت وتعديل هذه المبادرة، قال موسى لا يوجد مقترح اردني محدد في هذا الشأن وان ما تقدمت به الأردن هو تلخيص للمبادرة العربية، وعلى كل حال فان الموضوع برمته سيكون أمام القمة من خلال اللقاءات والمداولات الهامة والمتعددة والثنائية.