العاصمة الجزائرية « تحت حماية أمنية عالية» تحسبا لأي عمل إرهابي

20 مليون يورو تكاليف القمة.. وإخلاء جميع الفنادق الكبرى لإسكان «الضيوف»

TT

الجزائر ـ أ.ف.ب: لم تدخر السلطات الجزائرية أي جهد أو وسيلة لضمان نجاح القمة العربية، المقرر عقدها في الفترة يومي 22 و23 من الشهر الحالي في الجزائر، من تنفيذ مشاريع لتجديد العاصمة وتجميلها الى نشر الآلاف من قوات الدرك والشرطة لضمان الأمن.

فقد رصدت الدولة مبلغ ملياري دينار (حوالى 20 مليون يورو) لهذه القمة المقرر ان تجمع حوالى ثلاثة آلاف مدعو، منهم نحو 20 من الملوك والرؤساء العرب، وفق ما قاله رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى.

ومنذ أسابيع، يعمل عمال المرافق العامة والطرق على قدم وساق لتعبيد وتجميل المحاور الرئيسية للعاصمة التي تحولت الى ورشة عمل حقيقية.

ومن أهم هذه المحاور; الطريق السريع الذي يربط بين مطار هواري بومدين، شرق العاصمة وحي نادي الصنوبر الراقي الذي يضم نخبة المجتمع الجزائري، حيث ستعقد القمة على الساحل على بعد نحو 30 كيلومترا غرب العاصمة، والذي جرى رصفه وتجديده كليا.

وعلى طول المسيرة التي ستقطعها المواكب الرسمية، جرى ردم وتعبيد جميع الحفر الموجودة في قارعة الطرق وإعادة طلاء وإصلاح الأرصفة وزرع أشجار النخيل اليانعة. وقال محمد، الموظف في مؤسسة جزائرية تعمل على طلاء جوانب الارصفة قرب المطار، «اننا نعمل ليل نهار منذ 20 فبراير(شباط) الماضي لإكمال العمل».

وقد تسببت هذه الأشغال في مضايقات كثيرة للسكان، ولا سيما لسائقي السيارات الذين يواجهون يوميا اختناقات مرورية هائلة في العاصمة وضواحيها.

ويقول صحافي، يقيم في فندق قريب من نادي الصنوبر، «عادة لا يستغرق الامر أكثر من 25 دقيقة للوصول بالسيارة الى وسط العاصمة لكن منذ بدء الأشغال لا أقطع هذه المسافة في أقل من ساعة».

مع ذلك، اتخذت السلطات إجراءات استثنائية لتخفيف الضغط واختناقات المرور مثل منع سير سيارات الشحن الثقيل في الجزائر من الصباح الباكر الى وقت متأخر من المساء، اعتبارا من 20 وحتى 24 من الشهر الحالي.

كما تم تقديم موعد عطلة الربيع المدرسية من 24 مارس (آذار) إلى 17 من الشهر نفسه لجميع المؤسسات الدراسية الجزائرية، بما فيها جامعات العاصمة والكليات المتاخمة في البليدة (50 كيلومترا جنوب الجزائر) وبومرداس (50 كيلومترا شرقا).

وجرى حجز جميع فنادق الجزائر الكبرى لإقامة المدعويين والصحافيين الأجانب وطلب من مديريها إخلاءها من نزلائها في موعد أقصاه منتصف الشهر الحالى.

وقال موظف في فندق «شيراتون» في نادي الصنوبر، «حتى النزلاء الذين يستأجرون غرفا على مدار السّنة اضطروا الى ترك الفندق في هذا الموعد تنفيذا للتعليمات».

واستنادا للصحافة الجزائرية، فإن العاصمة ستوضع ««تحت حماية أمنية عالية» خلال القمة مع اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية من بينها نشر 10 آلاف من قوات الدرك والشرطة.

ونقلت صحيفة «الوطن» عن مصادر أمنية ان الهدف هو جعل العاصمة التي لم تشهد اعتداءات واسعة النطاق منذ سنوات، بمنأى عن أي هجوم إرهابي.

وبذلت السلطات جهودا كبيرة لاستقبال الضيوف في أفضل ظروف ممكنة، ولم تترك شيئا للصدفة حتى انها أتاحت لكل الوفود العربية والصحافيين المقبلين من أوروبا وحوض المتوسط استخدام هواتفهم الجوالة على شبكتها الخاصة بمجرد وصولهم الى العاصمة.

ولهذا الغرض، وقعت شركة الهاتف الجوال العامة «موبيليس» اتفاقات «رومينغ» (تتيح استخدام الجوال الذي لا يحمل أرقاما جزائرية بسهولة مع معظم جميع الدول العربية ودول حوض المتوسط)، واقامت تعزيزات لشبكتها في مختلف الأماكن التي ستعقد فيها اجتماعات القمة والفنادق الفخمة التي يقيم فيها الصحافيون وأعضاء الوفود.