مسؤولون عسكريون: القوات الأميركية تبدأ العام المقبل بخفض وجودها في العراق

TT

أفاد جنرالات في الجيش الأميركي بأنه سيكون بإمكان القوات البرية الأميركية سحب وحداتها من العراق مع بدء العام المقبل في أول تخفيض في هذه القوات منذ بدء الحرب.

وأخبر الجنرال ريتشارد كودي نائب رئيس هيئة الأركان للقوة البرية الأميركية المراسلين الصحافيين الحربيين أول من أمس أن التبديل اللاحق للوحدات العسكرية في العراق سيجعل حجم القوات أصغر من الحجم الحالي الذي يبلغ ما يقرب من 138 ألف جندي. لكنه تجنب أن يحدد كم سيكون الحجم أصغر في السنة المقبلة. وقال الجنرال كودي إن القادة الميدانيين يناقشون حاليا إمكانية تقليص حجم الوجود العسكري الأميركي في العراق خلال السنتين المقبلتين، وقد يتخذ هذا القرار في أبريل (نيسان) المقبل حينما يلتقي الجنرال جورج كيسي قائد الوحدات في العراق مع مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية في واشنطن. وضاف «أظن أن المناوبة اللاحقة للقوة العسكرية ستكون أصغر مما هي عليه الآن» في العراق.

وقال كودي إن العامل المقرر لتقليص الوجود العسكري الأميركي هو مدى قدرة قوات الأمن العراقية على لعب دور أكبر في حماية البلد من المتمردين. وظل المسؤولون في البنتاغون يأملون أن يكونوا قادرين على سحب بعض الوحدات من العراق حال البدء بتفعيل القوات العراقية، لكن ذلك ما زال غير واضح كم ستكون تلك القوات قادرة على التعامل مع التمرد.

وقال كودي إن هذا التحول قابل للتحقق «بسبب إنجاز الانتخابات والنجاح الذي تحقق ضد التمرد إضافة إلى سرعة نمو الحرس الوطني والجيش العراقي».

ويوجد حاليا ما يقرب من 150 ألف جندي أميركي في العراق، ويشمل هذا قوة ثابتة يبلغ عددها حوالي 138 ألف جندي و10 آلاف آخرين تم تمديد فترة بقائهم في العراق لتوفير أمن إضافي لانتخابات يناير(كانون الثاني) الماضي.

ويفوق عدد الوحدات الأميركية في العراق حاليا ما خطط له القادة العسكريون الأميركيون، كما أدى التضخم في عدد الوحدات في فرض ضغط كبير على القوات البرية بطرائق مختلفة. إذ استطاع تمرد مرن وعنيد بشكل غير متوقع وهجمات متطورة أن يبقيا الوحدات الأميركية في حالة هجومية في أجزاء كبيرة من العراق سعيا لمطاردة المتمردين.ويشعر القادة العسكريون الأميركيون بالتفاؤل تجاه ما يشاهدونه من زيادة معتبرة في عدد العراقيين الذين يلتحقون بالعمل ضمن قطاعات الأمن والدفاع العسكري في ظل تراجع محدود للتمرد. وقال نائب الأدميرال لويل جاكولي، المسؤول عن إدارة وكالة الاستخبارات العسكرية، أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ أول من أمس إن عدد هجمات المتمردين شهد نقصا ملحوظا وهذا يشير إلى أن هناك تحولا في خصائص التمرد، وبقي هناك حاليا ما يتراوح بين 12 و20 ألف متمرد.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»