انتقاد دور صحافتي الجزائر والمغرب في تأجيج الخلاف بين البلدين

في ندوة حول «الدعم المغربي لحركة التحرير الجزائرية»

TT

دعا المشاركون في ندوة نظمتها اول من امس في الرباط المندوبية السامية لقدماء المقاومين، واعضاء جيش التحرير، حول موضوع «الدعم المغربي لحركة التحرير الجزائرية»، بمناسبة صدور عدد خاص من مجلة «الذاكرة الوطنية»، يحمل نفس العنوان، المسؤولين في المغرب والجزائر الى بذل المزيد من الجهود للتخفيف من حدة التوتر في العلاقات المغربية الجزائرية، وطالبوا المنابر الاعلامية في البلدين الى لعب دور ايجابي في التقريب بين الشعبين.

وفي سياق ذلك قال مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين، وأعضاء جيش التحرير إن إصدار كتاب حول الدعم المغربي لحركة التحرير الجزائري يهدف «الكشف والتعريف بفصول من تاريخنا الوطني وخاصة ما يتعلق منه بصور الكفاح المشترك مع الجزائر ضد النفوذ الأجنبي»، مضيفا ان هذا الإصدار «يقدم فسحات وإضاءات تذكي الذاكرة وتوطد أواصر الإخاء والتعاون في أفق إنعاش الوحدة المغاربية المنشودة وبعث الروح في الاتحاد المغاربي» في ظل ما تشهده العلاقات المغاربية من ملامح التحسن نحو الأفضل.

من جهته اعتبر زكي مبارك، الباحث بالمعهد الجامعي للبحث العلمي، أن الكتاب جاء لمشاركة الجزائريين في احتفالهم بالذكرى الخمسين لثورة التحرير الجزائرية. وأبرز أن المغاربة كان لديهم دائما شعور بأن الثورة الجزائرية هي ثورة المغاربة لمساهمتهم الفعالة فيها، فهي تجسيد للكفاح المشترك الذي تم بين الحركة التحررية المغربية والحركة التحررية الجزائرية.

واوضح المقاوم المغربي الغالي العراقي، ان التنسيق بين الثورة المغربية والجزائرية بدا تاريخيا عام 1954، حيث شهدت تطوان (شمال المغرب) اول تنسيق لاول عملية مشتركة بين الحركتين لفتح مجال الامدادات اللازمة وتزويد التنظيمين بالسلاح والعتاد، بالرغم من ان بوادر التنسيق برأيه بدأت قبل ذلك التاريخ. وقال الغالي ان ما كتبه الضابط المصري، فتح الديب، عن الدور الاساسي لـ«الهيئة المصرية المكلفة مساندة المناضلين في شمال افريقيا» في تحرير المغرب هو «كلام عار من الصحة ويجانب الحقيقة».

وقال الدكتور علي الادريسي، الاستاذ بجامعة محمد الخامس، في الرباط، ان غياب التواصل بين الشعبين المغربي والجزائري الذي دام نصف قرن سببه ثقافة سياسية ينهجها البلدان تعرقل التواصل الايجابي بينهما. وانتقد الادريسي الدور السلبي الذي تلعبه الصحافة في المغرب والجزائر في تأجيج الخلاف، بحيث ان الصحافة الجزائرية كما قال «لا تذكر المغرب الا بالسوء» ونفس الامر بالنسبة للصحافة المغربية التي قلما تنشر خطابا ايجابيا عن الجزائر، الامر الذي دفع المقاوم عبد السلام الغازي الذي عاش مدة طويلة في الجزائر الى الدعوة لانشاء منبر اعلامي يستعرض الحالة الجزائرية المغربية من وجهة نظر مغايرة للخطاب الاعلامي السائد الذي «لا يزيد الا في العداء والتفرقة» كما قال.

واوضح المقاوم عبد الجليل البصيري ان المنطقة الشرقية للمغرب قدمت تضحيات كبيرة لدعم حركة التحرير الجزائرية، وهي التي تدفع الآن ثمن توتر العلاقة بين البلدين. ودعا الى اصدار المزيد من الكتابات التي تؤرخ لتلك المرحلة لمواجهة ما اسماه «ثقافة الكراهية» اتجاه المغاربة، التي يورثها الجزائريون لابنائهم. يذكر ان الكتاب يتضمن وثائق تنشر للمرة الاولى، من بينها: مذكرات احتجاج وشكاوى صادرة عن الدبلوماسية الفرنسية في المغرب، وبلاغات جيش التحرير المغربي، والوثائق الصادرة عن جبهة التحرير الجزائرية، ووثائق صادرة عن القيادة العليا للقوات الفرنسية بالمنطقة العسكرية.