قطر تبدأ التحقيق مع شيخ التحف حول تبديد عشرات الملايين من الدولارات

TT

كشفت مصادر مقربة من مكتب المدعي العام القطري عن بدء التحقيق مع الشيخ سعود محمد آل ثاني رئيس المجلس الأعلى للثقافة القطرية حول تبديد اموال بمئات ملايين الدولارات على شراء تحف ومقتنيات اثرية لخمسة متاحف تزمع قطر تشييدها. واكدت منى المنصوري، المتحدثة باسم مكتب المدعي العام القطري، في حديث عبر الهاتف مع وكالة «بلومبيرغ» للانباء امس إقالة الشيخ سعود آل ثاني. وقالت هناك اختلاف في وجهات النظر بين الشيخ سعود والسلطات المعنية حول تبديد عشرات الملايين من الدولارات خلال وجوده في موقع المسؤولية.

ورغم وجود الشيخ سعود تحت الاقامة الجبرية عقب صدور أوامر اقالته من قبل ابن عمه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني منذ فبراير (شباط) الماضي، الا ان مكان وجوده غير معروف على الاطلاق، ورفض المسؤولون عن المجلس الاعلى للثقافة القطرية الاجابة على استفسارات من صحف عربية ودولية عن مكان الشيخ سعود. وقالت خبيرة بريطانية في شؤون التحف والمقتنيات الاثرية، التقت الشيخ سعود في العاصمة الدوحة عدة مرات، طلبت عدم الكشف عن اسمها في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» انه «تعذر الوصول اليه او معرفة مكانه».

واضافت حتى اغلب الموظفين المهمين في المجلس قد تم استبدالهم واشارت الى انهم تجاهلوا عشرات الفاكسات والاتصالات الهاتفية. وافادت «كان الشيخ سعود يثير حالة من الفوضى والاضطراب في سوق المزادات الفنية، فقد اشترى وكيل له قطعة فنية من العصر المغولي في مزاد كريستي عام 2004 بـ 901.250 الف جنيه استرليني أي أضعاف أضعاف سعرها والذي كان يبلغ في الكتالوج 8 الاف جنيه استرليني». واعتبر خبراء في شؤون المزادات الفنية في حديث الى «الشرق الأوسط» ان استمرار اختفاء شيخ التحف القطري سيكون له تأثير بالغ الاهمية على موسم بيع التحف والمقتنيات الاثرية الاسلامية في صالات لندن ابريل المقبل. ومن ابرز ممتلكات الشيخ سعود مجموعة من السجاد تعود الى العصرين الصفوي والمملوكي. ومجموعات فنية اخرى لا تقدر بثمن تعود لعصور تاريخية مختلفة. وكان الشيخ سعود، 38 عاما، خلال فترة ترؤسه المجلس الاعلى للثقافة القطرية قد اشترى المئات من القطع الفنية من صالات المزادات في لندن ونيويورك وباريس استعدادا لافتتاح خمسة متاحف في العاصمة الدوحة. واثار اختفاء الشيخ سعود ووضعه تحت الاقامة الجبرية ،كما اشارت مصادر متطابقة، حالة من الغموض حول المئات من القطع الفنية الإسلامية التي اشتراها الشيخ سعود من أوروبا.