التكتيكات الجديدة للقوات الأميركية في العراق تحقق نتائج ملموسة

القوات العراقية تلعب دورا أكبر في مكافحة التمرد والسكان يقدمون معلومات عن تحركات المسلحين

TT

يقول قادة عسكريون اميركيون انهم بدلا من السعي لهزيمة التمرد عسكريا في العراق باتوا يركزون على تطوير العمل الاستخباراتي مع استخدام تكتيكات غير تقليدية لكشف خلايا المتمردين بمساعدة من قوات الأمن العراقية. وأوضح قادة عسكريون اميركيون وعراقيون انه كجزء من هذه الاستراتيجية كانت لديهم اتصالات غير رسمية بعدد من المؤيدين للتمرد أو المشاركين فيه، وأكد ضباط استخبارات ان بعض هؤلاء يرغبون بالمشاركة في العملية السياسية في العراق. وتعكس هذه الاستراتيجية في مجملها تركيز وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) على نقل المسؤوليات الأمنية الى العراقيين. ويقول قادة عسكريون ان المعلومات الاستخباراتية التي وفرتها قوات الأمن العراقية ساهمت في عرقلة عمل بعض خلايا المتمردين وإلقاء القبض على كوادر تمرد من المستويات المتوسطة والدنيا. وقال الجنرال جوزيف تالوتو الذي تولى الشهر الماضي قيادة القوات الاميركية في اربع محافظات عراقية تقع الى الشمال من بغداد، إن هذا التمرد سيهزمه العراقيون بأنفسهم، وأضاف ان وتيرة التمرد ستكون في تراجع مستمر الى ان يقضي عليها العراقيون أنفسهم في نهاية الأمر. وقال ضباط استخبارات ان هجمات التمرد هدأت لفترة وجيزة لكنها عادت الى مستواها خلال فترة ما قبل انتخابات 30 يناير (كانون الثاني) الماضي. فيما قال الجنرال تالوتو الذي كان يتحدث من مكتبه داخل مجمع القصر الرئاسي السابق في تكريت، ان لا احد يقلل من شأن التمرد وانه لا يزال قادرا على تنفيذ هجمات انتحارية تتسبب في خسائر كبيرة. وأقر قادة عسكريون اميركيون بأن جهود الاستخبارات لم تكن منتظمة خصوصا خلال الشهور المبكرة للتمرد أواخر عام 2003 وأوائل عام 2004، وأضافوا ايضا ان كبار قادة التمرد لا يزالون قادرين على توجيه وقيادة شبكة من الخلايا المحلية التي أدت عملياتها الى عرقلة جهود إعادة الإعمار، لكنهم اشاروا ايضا الى نجاحهم في ضرب هذه الخلايا من خلال اختراقها بواسطة جنود عراقيين. وقال ضباط استخبارات ان أعضاء هذه الخلايا الذين ألقي القبض عليهم ابلغوا على سبيل التضليل بأن اعضاء آخرين في الخلية وشوا بهم، وأضاف الضباط ان هذا التكتيك اثبت نجاحه ودفع بعض المتمردين الى الإدلاء بأسماء أعضاء آخرين. بالإضافة الى اللجوء الى العراقيين أنفسهم بغرض تحسين العمل الاستخباراتي، يعمل القادة العسكريون الاميركيون الذين وصلوا الى العراق حديثا على إقامة مشاريع صغيرة لإعادة الإعمار بغرض توفير الوظائف للعراقيين، وقالوا إن الكثير من العراقيين الذين يزرعون العبوات الناسفة على جوانب الطرق ليسوا متمردين ملتزمين وإنما شباب عاطلون عن العمل يتلقون أموالا لقاء زرع المتفجرات. من جانبه، قال الجنرال جيمس هاغينز الذي تسلم مهام عمله الشهر الماضي رئيسا لهيئة أركان القوات متعددة الجنسيات، إن هذه هي الطريقة التي يمكن من خلالها تثبيت الأمن وتوفير الخدمات الأساسية وتوفير الوظائف للعراقيين، وأضاف قائلا ان هذا العمل لا يقل أهمية عن العمل الاستخباراتي. رغم كل ذلك يقول قادة عسكريون ان مشاعر الاستياء تجاه الاحتلال الاميركي لا تزال قوية الى درجة ان مفهوم حقبة فيتنام لكسب العقول والقلوب لا ينطبق بالضرورة على العراق. ويسعى القادة العسكريون حاليا الى صرف الانتباه عن القوات الاميركية مع العمل في نفس الوقت على بناء الثقة العامة في الجيش والشرطة العراقيين والمؤسسات السياسية. وقال الجنرال كارل هورست، مساعد قائد الفرقة الثالثة للمشاة الاميركية، انهم لن يكسبوا مطلقا قلوب وعقول العراقيين لكنهم سيكسبون احترامهم.

من ناحية أخرى، شكك قادة الكونغرس في كفاءة العدد المتوفر من الشرطة والجيش العراقيين. فقد انتقد الكونغرس الأسبوع الماضي وزارة الدفاع متهما إياها بتضخيم عدد أفراد الجيش والشرطة الذين انخرطوا في العمل. إلا ان قادة عسكريين اميركيين قالوا إن وحدات الجيش والشرطة العراقية الجديدة ساعدت في تحسين عملية جمع المعلومات الاستخباراتية من خلال معرفتهم بالأحياء السكنية والتيارات السياسية المحلية. يضاف الى ذلك ان معلومات قدمها السكان الى السلطات الأمنية أدت الى القبض على قادة خلايا للمتمردين والاستيلاء على كميات من الأسلحة والمعدات التي تستخدم في صنع القنابل. وجاء الكثير من هذه المعلومات عبر مكالمات هاتفية عقب توفير ضمانات بعدم إفشاء هوية المبلغين ومنحهم جوائز في بعض الأحيان.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» (خاص بـ«الشرق الأوسط»)