محافظ بغداد يستشرف مستقبل العاصمة في شارع أبو نواس بحلته الجديدة

TT

بغداد ـ رويترز: منظر الأسر العراقية وهي تتنزه عند النهر والاطفال العراقيون وهم يلعبون حتى مغيب الشمس، لم يعد المنظر الذي يتبادر الى الذهن لدى استحضار صورة العاصمة العراقية بغداد. لكن اذا كان لمحافظ بغداد القول الفصل فسيتكرر هذا المشهد خلال الاشهر القليلة المقبلة مع اقتراب انتهاء العمل في متنزه على ضفة نهر دجلة. هذا المتنزه هو جزء من الجهود التي يبذلها علاء التميمي محافظ بغداد لتحقيق ولو قدر ضئيل من التحسن في العاصمة العراقية بعد عامين من الغزو الأميركي الذي اسقط الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وطوال الاربعة أشهر الماضية عملت الجرافات على مدار الساعة لإزالة الاشجار الذابلة والحطام والانقاض من شريط طوله 5ر2 كيلومتر على ضفة النهر ليقام فيه متنزه الى جوار شارع أبو نواس الذي اشتهر يوما بمطاعم الاسماك. خطط المهندسون والمعماريون لمد طرق عريضة فيها مسارات مخصصة للركض وأخرى لراكبي الدراجات ، كما خصصوا مناطق تتنزه فيها الاسر وتجلس تحت ظلال النخيل، في خطة تطوير تضاهي ما يحدث في فلوريدا.

كانت أجهزة الري بالرش تبلل بخفة مساحات النجيل المزروعة حديثا استعدادا لافتتاح المتنزه المتوقع في وقت ما من الشهر المقبل اي بعد ستة اشهر من بدء المشروع بتمويل أميركي.

كل هذا يبعد كل البعد عن القنابل وانفجارات الهاون التي اصبحت خبز بغداد اليومي طوال العامين الماضيين. وقد يكون متنفسا لسكان العاصمة العراقية الذين يبلغ عددهم خمسة ملايين نسمة ويعيشون حالة من خيبة الامل والاحباط بعد شهور من الفوضى والدمار.

قال التميمي الذي كان يعيش في المنفى وعاد الى العراق بعد الحرب «أبو نواس مكان مهم للغاية في بغداد. له معنى عند مواطني بغداد. أجاهد لاعمار هذا الجزء من المدينة حتى يتنزه الناس فيه». واضاف في حديث لوكالة رويترز «نريد ان نعطي الناس الامل في عودة زمن السلم. انهم يريدون نسيان الاوقات السيئة اوقات الحرب». والتميمي مهندس، انتخب محافظا للعاصمة العراقية في مايو (ايار) الماضي. عنده خطط كبرى لبغداد التي يعتبرها من اعظم مدن العالم حتى وان أفل نجمها منذ زمن بعيد. وبعد الانتهاء من مشروع المتنزه الذي يتكلف عشرة ملايين دولار يعتزم محافظ بغداد اقامة مناطق خاصة للتنمية التجارية والصناعية عند مشارف المدينة.