استطلاعات للرأي العام اللبناني تتوقع للمعارضة فوزاً كاسحاً إذا أجريت الانتخابات النيابية قريباً

TT

تتجه الاجواء في لبنان الى نوع من الانفراج، على مستوى العلاقة بين الاطراف المختلفة، بعدما وصلت الامور الى حائط مسدود اضحت معه المواقف المتشنجة هي سيدة الساحة، واخذت معها البلاد الى مرحلة من التأزم الذي انعكس على الارض توترات وحوادث أمنية ، ما فتح المجال واسعاً امام المصطادين في الماء العكر ليجددوا نشاطهم ، الامر الذي ظهر عبر التفجيرات المتنقلة التي هدفت الى زرع الذعر في صفوف المواطنين الآمنين.

وترى مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان مرد التفاؤل بحصول الانفراج يعود الى انحسار المواقف التصعيدية لمختلف الاطراف الفاعلة على الساحة اللبنانية وتراجع المطالب المرفوعة من قبل المعارضة نتيجة اعادة ترتيب الاولويات ، والتي برزت في التصريحات الاخيرة لرموز المعارضة ، لا سيما ابرز اركانها النائب وليد جنبلاط الذي وضع سقفاً جديداً للأولويات ، في مقدمها اجراء الانتخابات النيابية.

وقالت المصادر انه وفي قراءة لتسلسل المواقف وتدرجها يظهر الآتي: في البداية كانت الاولوية هي استقالة رئيس الجمهورية اميل لحود واليوم اصبح هذا الامر مؤجلاً الى ما بعد الانتخابات. تحول الهجوم العنيف على رئيس الحكومة المكلف عمر كرامي ورفض التعامل معه والمشاركة في اي حكومة يشكلها، الى قبول وإشادة به ودعوته الى تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وحديث عن تشكيل حكومة تكون مناصفة بين الموالاة والمعارضة تأخذ على عاتقها إقالة من يثبت تقصيره او اهماله من قادة الاجهزة الأمنية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وتضيف المصادر السياسية ان سبب التراجع في موقف المعارضة يعود الى نصائح اميركية وفرنسية لقادتها بضرورة استغلال الجو القائم حالياً والدخول في الانتخابات النيابية ، الأمر الذي قد يؤدي الى فوز كاسح للمعارضة، اذ قُدّمت دراسات واستطلاعات لقادة المعارضة تفيد انه في حال اجراء الانتخابات النيابية قريباً فانها قد تفوز بعدد من المقاعد يصل الى حدود المائة مقعد من اصل 128 مقعداً. اما اذا تأخرت الانتخابات فان الامور قد تهدأ وبالتالي سيعيد الكثير من الناخبين صياغة خياراتهم وفق مصالحهم.