حضور أوروبي في قمة الجزائر: ثاباتيرو يدعو إلى مساعدة الفلسطينيين وسولانا لمواجهة التحديات

TT

دعا رئيس الحكومة الاسبانية، خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، امس في خطاب امام قمة الجزائر الى دعم الشعب الفلسطيني لإقامة سلام مع اسرائيل، واعلن كذلك دعمه للرئيس السوري بشار الاسد في قراره الانسحاب من لبنان. كما أعلن ممثل الاتحاد الاوروبي الأعلى للسياسة الخارجية، خافيير سولانا، امس، امام القمة ضرورة مواجهة التحديات.

وفي خطاب ألقاه في جلسة افتتاح القمة العربية في الجزائر، قال رئيس الحكومة الاسبانية «علينا ان ندعم الشعب الفلسطيني لكي يقيم سلاما عادلا مع اسرائيل». واكد ان «التحديات التي يواجهها (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس كبيرة وتستدعي مساندتنا جميعا»، وحث على «التخلي عن العنف». وشدد على ان اسبانيا ستسعى من خلال الاتحاد الاوروبي لدعم خريطة الطريق.

واضاف ثاباتيرو «علينا ان ندعم موقف الرئيس السوري بشار الاسد وقراره سحب قواته من لبنان تماشيا مع القرار 1559». وطرح ثاباتيرو مجددا مبادرته من اجل اقامة تحالف حضارات بهدف العمل المشترك لمكافحة الارهاب وتجنب حصول شرخ ما بين الشرق والغرب. وشدد رئيس الوزراء الاسباني في كلمته على ضرورة إقامة مثل هذا التحالف الذي أطلق فكرته خلال الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر (ايلول) الماضي، من أجل إحراز تقدم على طريق «تعزيز نظام دولي اكثر عدالة».

وقال: «اننا نؤيد حوارا بناء بين الحضارات والشعوب والاديان»، داعيا الى بذل كل المساعي من اجل «تخطي نقاط سوء التفاهم بين العالم الغربي والاسلام». واقترح تشكيل مجموعة رفيعة المستوى تحت اشراف الامم المتحدة وبمساعدة الدول العربية من اجل وضع اقتراحات في اطار مبادرة تحالف الحضارات. وقال: «نريد ان نفتح قنوات للتواصل بين مختلف شعوب العالم.. نريد ان يتم جمع عدد من الشخصيات الدولية للبحث عن حلول لمختلف النزاعات».

كما ندد ثاباتيرو بالارهاب رافضا اي خلط بين الاسلام والارهاب. وقال: «ليس هناك أي قضية تبرر الارهاب»، مؤكدا انه «ينبغي عدم ربط الارهاب بديانة معينة». وتابع ان «الاسلام دين سلام وتسامح، وان نعته بالارهاب خطأ كبير كل ما يؤدي اليه هو زيادة عدم التفاهم، الامر الذي يهدد بإقامة جدار من الضغينة وعدم التفاهم اقوى من جدار برلين». واضاف: «يجب ان نكون قادرين على محو الافكار المسبقة كليا وعلى استئصال عدم تقبل الآخر وتجاوز حواجز الماضي الذهنية من اجل اقامة عالم افضل». كما تطرق ثاباتيرو الى مسألة الصحراء الغربية فقال ان حكومته تريد «المساهمة في سلام عادل ونهائي» في هذه المنطقة.

من جهة ثانية، أعلن ممثل الاتحاد الاوروبي الأعلى للسياسة الخارجية، خافيير سولانا، امس في الجزائر ان على الاتحاد الاوروبي والعالم العربي «ان يواجها معا التحديات نفسها». واعتبر سولانا الذي كان يتحدث خلال افتتاح القمة العربية ان ذلك ممكن من خلال إعادة الامل في عملية السلام في الشرق الاوسط ومساعدة العراق على استعادة مكانته بين الامم والمساهمة في بناء لبنان مستقل.

ودعا سولانا الى «دعم الاصلاحات التي يرغب بها العالم العربي» في إطار عملية برشلونة التي أرست عام 1995 أسس الشراكة الاوروبية ـ المتوسطية. وبخصوص عملية السلام في الشرق الاوسط، قال سولانا انه بإمكان الاتحاد الاوروبي والعالم العربي «القيام معا بأربعة امور: دعم القيادة الفلسطينية الجديدة سياسيا، وجعل الانسحاب من غزة خطوة ناجحة في اتجاه السلام، ومكافحة المتشددين وهم متشابهون لدى الطرفين، والتذكير دائما بأن مبادئ السلام الدائم لم تتغير».

وعدد سولانا خصوصا بين هذه المبادئ، التطبيع بين اسرائيل والعالم العربي «على اساس الانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة». وقال ان «مبادرة بيروت التي اقترحتها السعودية لم تتغير. هي اليوم ملائمة اكثر مما كانت عليه في عام 2002» حين أطلقتها الجامعة العربية.

وهذه المبادرة التي تقترح إقامة سلام شامل في مقابل انسحاب اسرائيل من كل الاراضي العربية التي احتلتها عام 1967، رفضتها الدولة العبرية.

وبخصوص العراق، دعا سولانا الى «الحفاظ على البرنامج المعد للعراق بعد الانتخابات: مجلس رئاسي وحكومة ومشروع دستور». وقال: «يجب العمل معا على مشروع أمن جماعي اقليمي.. ومواصلة التحضير لمؤتمر دولي نال دعم اوروبا واميركا خلال زيارة الرئيس (الاميركي جورج) بوش الى بروكسل».

وحول الوضع في لبنان، قال سولانا «يجب المساهمة في بناء لبنان سيد ومستقل وديمقراطي». واضاف ان ذلك يحصل عبر «احترام القانون، لا سيما تطبيق كل قرارات مجلس الامن الدولي في المنطقة ودعم التعبير الحر والديمقراطي عن ارادة اللبنانيين عبر انتخابات تشريعية، وهي مسألة يجب ان تكون موضع حوار بين السلطات الحالية والمعارضة».

ودعا سولانا ايضا الى ان تشكل الذكرى العاشرة لعملية برشلونة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل مناسبة «للالتزام بجهود جديدة في قطاعات جديدة». وعدد على سبيل المثال مسائل الامن والهجرة والبيئة ودعم المجتمعات المدنية على جانبي المتوسط. وكان سولانا اجتمع خلال زيارته القصيرة الى الجزائر مع غالبية المشاركين في القمة العربية.