إيران تؤكد تصميمها على إنتاج الوقود النووي وتهدد بإعادة النظر في محادثاتها مع الأوروبيين

TT

تعهدت ايران قبل محادثات مهمة مع ثلاث دول اوروبية بالمضي قدما في برنامجها لانتاج الوقود النووي رغم مخاوف الولايات المتحدة من انها ربما تخطط لتطوير قنابل نووية.

وقال محمد سعيدي نائب رئيس منظمة الطاقة النووية الايرانية امس ان ايران مصممة على التحرر من القيود الدولية لانتاج طاقة نووية للاغراض السلمية بما في ذلك الوقود النووي.

وقال سعيدي في مؤتمر عن الطاقة النووية ان «شعب وحكومة ايران مصممان على شق طريقهما عبر المسار المضني للاستخدام السلمي للتقنية النووية رغم كل القيود والصعاب التي فرضت». وتحدث سعيدي قبل يوم من اجتماع مسؤولين من ايران وفرنسا وبريطانيا والمانيا في باريس لمراجعة ثلاثة أشهر من المحادثات التي تهدف الى التوصل الى حل دائم للمواجهة بشأن خطط طهران النووية. وتحاول الدول الاوروبية الكبرى الثلاث التي تشترك مع الولايات المتحدة في شكوكها بأن طهران ربما تحشد طاقاتها لتطوير اسلحة نووية، اقناع ايران بالتخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم مقابل حوافز سياسية واقتصادية. وقال دبلوماسيون من الاتحاد الاوروبي طلبوا عدم نشر اسمائهم انهم لا يتوقعون ان تتراجع ايران وان الاتحاد الاوروبي ايضا ليس في وضع يسمح له بتقديم تنازلات لان الولايات المتحدة أيدت في الآونة الاخيرة موقفه.

وقال دبلوماسي قريب من المحادثات «أفضل ما يمكن ان يتمخض عن هذا الاجتماع هو اتفاق على مواصلة المحادثات». وقال سعيدي ان ايران مصممة على ان تصبح موردا للوقود النووي. واضاف ان ايران مصممة على انتهاج برنامج نووي كامل لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء نتيجة لارتفاع مستويات المعيشة في البلاد. وقال ان هذا البرنامج سيشمل «توفير الوقود النووي»، واستكمال مفاعل ابحاث الماء الثقيل الذي سيكون قادرا على انتاج كميات كبيرة من البلوتونيوم. وهذا البلوتونيوم من الدرجة التي يمكن ان تستخدم في صنع قنابل.

لكن سعيدي قال ان ايران تعتزم فقط انتاج وقود يورانيوم مخصب من درجة أقل لوحدات الطاقة السلمية وليس اليورانيوم العالي التخصيب الذي يمكن ان يستخدم في صنع اسلحة. وقال حسين موسوي المفاوض النووي البارز للراديو الايراني الحكومي ان طهران ستبحث انهاء المحادثات مع الدول الاوروبية الثلاث اذا خلصت المراجعة التي ستجري اليوم الى انه لم يتحقق تقدم.

وقال «اذا أظهر تقرير اللجنة انه تحقق تقدم ملموس ومحدد في المحادثات مع ثلاثي الاتحاد الاوروبي فاننا سنستمر فيها لمدة ثلاثة اشهر اخرى». واضاف «لكن اذا أظهر التقرير ان الطرف الاخر يهدر الوقت فاننا سنعيد النظر في عملية المحادثات مع الاوروبيين». ورفض الايرانيون التخلي عن برنامج التخصيب مثلما يطالب الاتحاد الاوروبي وعرضوا بدلا من ذلك السماح بمزيد من التفتيش من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقصر تخصيب اليورانيوم على مستوى منخفض جدا. لكن هذا الامر غير مقبول للاوروبيين الذين يريدون وقف البرنامج وتفكيكه. وعزز موقف الاتحاد الاوروبي التأييد الرسمي للولايات المتحدة لتقديم حوافز اذا انهت ايران تخصيب اليورانيوم.

وقال دبلوماسي غربي قريب من المحادثات «لدينا مواقفنا التي نتمسك بها. ومع انضمام الاميركيين فان الدول الاوروبية الثلاث لا يمكنها ان تتحرك اذا ارادت». وعلقت ايران برنامج تخصيب اليورانيوم في لفتة لبناء الثقة لكنها قالت مرارا ان هذا التجميد لفترة قصيرة.

وقال الدبلوماسي الغربي ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تمكنت من التحقق من ان برنامج تخصيب اليورانيوم ما زال معلقا تماما. وقال الدبلوماسي في اشارة الى مخاوف اوروبية من ان الايرانيين ربما يستأنفون اجزاء من برنامج التخصيب كاجراء استفزازي «الوكالة تأكدت من ان كل شيء معلق على الارض. لكنه قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة». وقال الاتحاد الاوروبي انه اذا استأنفت ايران أعمال التخصيب فانه سيؤيد خطة اميركية لإحالة ملف ايران الى مجلس الأمن الدولي الذي يمكنه فرض عقوبات اقتصادية مؤلمة على طهران.