قرغيزستان: المعارضة تسيطر على نصف البلاد وتعلن الزحف على العاصمة بيشكيك

أوزبكستان وطاجيكستان تعززان الأمن على حدودهما.. والرئيس أكاييف يعتبر حركة الاحتجاج محاولة «انقلاب» ممولة «من الخارج»

TT

صعدت المعارضة القيرغيزية تحركها وكشفت خطتها للزحف نحو العاصمة بيشكيك بعدما سيطرت على نصف البلاد، وأعلنت أن «قوافل الجماهير الغاضبة» بدأت مسيرتها على متن عدد من الحافلات في طريقها الى بيشكيك التي تبعد عن مناطق الاضطرابات جنوب البلاد مسافة نحو 600 كيلومتر. وصرح مسؤولون في الاجهزة الأمنية الاوزبكستانية أمس، ان اوزبكستان عززت إجراءاتها الأمنية على الحدود مع جنوب قرغيزستان «بسبب حال عدم الاستقرار التي تسيطر على مدينتي اوش جنوب قرغيزستان وجلال آباد (القريبتين من الحدود الاوزبكستانية)».

وكانت طاجيكستان أعلنت الاثنين انها اتخذت تدابير لتعزيز الأمن على حدودها مع قرغيزستان.

وشبه رئيس قرغيزستان عسكر أكاييف أمس، حركة الاحتجاج التي تقوم بها المعارضة في جنوب البلاد بمحاولة «انقلاب» ممولة «من الخارج» تتطلب حزما من القوات الأمنية.

وقال أكاييف في كلمة وجهها الى الأمة وألقاها أمام البرلمان الجديد ان «هيكليات السلطة لا يحق لها إبداء ضعف حين تكون في مواجهة ثورات ملونة (...) هي في الواقع انقلابات»، في اشارة الى «الثورة الزهرية» الجورجية و«الثورة البرتقالية» التي جرت أخيرا في اوكرانيا.

واضاف ان قادة هذه الحركات الاحتجاجية «يوجهون ويمولون من الخارج». أعلن رئيس قرغيزستان عسكر عكايف في تحد أن البرلمان الذي اختير خلال انتخابات متنازع عليها مشروع وقال انه متأكد من أن الاضطرابات التي تجري في جنوب البلاد ستجري السيطرة عليها قريبا.

وقال موجها كلمته للأعضاء الذين انتخبوا أخيرا قبل أدائهم اليمين الدستورية «أشعر بالارتياح التام عندما أؤكد على الشرعية الكبيرة غير المشكوك فيها لهذا المجلس النيابي المنتخب».

وفي غضون ذلك، كانت جماهير الغاضبين ممن وصفتهم المعارضة اليمينية الروسية بممثلي «البربرية الديمقراطية» نجحت في الاستيلاء على اكبر مطارات الجنوب ومقار المؤسسات الحكومية في مقاطعتي أوش وجلال آباد لتفرض سيطرتها على ما يقرب من نصف مساحة قرغيزستان المتاخمة لكل من اوزبكستان وقزقستان والصين. وكانت جموع المعارضة في قرغيزستان رفعت شعارات تطالب برحيل الرئيس عسكر عكايف بعد ولاية مستمرة منذ خمسة عشرة عاما، وإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة. وثمة ظاهرة لافتة تتمثل في طبيعة التحرك المتشابه بين ما يجري اليوم في قرغيزستان وما سبق وشهدته كل من جورجيا واوكرانيا. فالشعارات التي ترفعها المعارضة القيرغيزية تبدو قريبة من تلك التي رفعتها المعارضة في كل من هاتين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين من حيث اعتراضها على السلطة والمطالبة برحيل الرئيس وإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية فضلا عن مناشدة الغرب الدعم والمعونة، وفي الوقت نفسه تقف موسكو الى جانب السلطة الرسمية. وكانت الانتخابات البرلمانية في قرغيزستان أسفرت عن فوز الموالين للحكومة بنسبة تقترب من 90% من مقاعد البرلمان فيما فاز في هذه الانتخابات ابن وابنة الرئيس عسكر عكايف في وقت كان يتوقع فيه مراقبون احتمالات انتخاب ابن عكايف رئيسا للبرلمان تمهيدا للتحول لاحقا الى الجمهورية البرلمانية بعد انتهاء فترة ولاية عكايف الأب. وكان من اللافت والمثير معا ان تقف الى جانب زعيم المعارضة بقطر حسانوف عضو البرلمان القيرغيزي روزا اوتونبايفا وزيرة الخارجية السابقة شأنما وقفت نينو بورجونادزه رئيسة البرلمان الجورجي الى جانب ميخائيل ساكاشفيللي زعيم المعارضة الجورجية خلال «ثورة الزهور» ويوليا تيموشينكو الى جانب فيكتور يوشينكو زعيم «الثورة البرتقالية» في أوكرانيا. وفي غضون ذلك، يزور بعض ممثلي الاحزاب الجورجية قرغيزستان في محاولة للاعراب عن دعمهم لما يعتبرونه ارهاصات الثورة هناك، فيما يعترض آخرون من قيادات المعارضة على اعتبار ما يجري «ثورة» ويصفونه بالفوضى التي لا يسمع خلالها احد نداءات احد آخر. وفي اول رد فعل من جانب موسكو أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها إزاء ما يجري في قرغيزستان، مشيرة الى ضرورة تسوية الخلافات القائمة بين المعارضة والحكومة عبر السبل السلمية في إطار الدستور والقانون. وقالت: «ان ما يجري خارج اطار القانون يُفضي الى تصعيد التوتر ويؤثر سلبيا على مجمل الاوضاع السياسية ويستحق الإدانة».