أبرز حركتين مشبوهتين في المغرب تتلقيان التعليمات من الخارج

TT

حذرت الاستخبارات المغربية من حدوث اعتداءات جديدة شبيهة بالتي حصلت في الدار البيضاء عام 2003 ومدريد عام 2004. وقالت إن بإمكان الأصوليين المغاربة «التغلغل بسهولة في أي مكان وتوجيه ضربات في أي لحظة». وأشارت إلى أن أكبر حركتين مغربيتين متهمين بالإرهاب هما «الحركة السلفية المقاتلة» و«الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية»، ويتلقى أعضاؤهما التعليمات من زعماء يتنقلون بحرية في أوروبا.

جاء هذا في مقتطفات نشرتها صحيفة «الباييس» الاسبانية أمس نقلا عن تقرير مؤلف من 110 صفحات، قالت الصحيفة إن الاستخبارات المغربية عرضته، أثناء المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض من 5 إلى 8 فبراير (شباط) الماضي، على أجهزة الاستخبارات العربية والأجنبية.

وأشارت الاستخبارات المغربية إلى معلومات ترتبط بتفجيرات مدريد لم تعرف حتى ذلك الحين، وتتعلق بفتوى مجهولة المصدر، أجازت تنفيذ تلك التفجيرات، التي أوقعت 192 قتيلا، وتم تمويلها بأموال ناتجة عن تجارة المخدرات. ويقول التقرير إنه «تم تمويل الأعمال الوحشية الدامية بواسطة الإتجار بالمخدرات، الذي سمحت به فتوى صادرة عن جماعة إرهابية مسؤولة عن هذه الهجمات (هجمات مدريد)». ويتابع التقرير أن «الفتوى أعطت شرعية دينية لاستعمال الوسائل الإجرامية، كتجارة المخدرات، لتمويل القيام بأي نشاط يهدف إلى هزيمة العدو الكافر».

وتابعت الصحيفة أن أحمد حراري، المدير العام لمراقبة التراب الوطني، وعبد الحق خيام، قائد اللواء الوطني في الشرطة القضائية المغربية، عرضا، أثناء اجتماعات مؤتمر الرياض، التقرير الذي احتوى على معلومات جديدة، وحذر من حدوث اعتداءات أخرى في المغرب والدول المجاورة. ويؤكد التقرير العلاقة الموجودة والمتزايدة بين الإرهاب وتجارة المخدرات، ويقول، حسب ما أفادت «الباييس»، إن «هناك جماعات إرهابية في 30 دولة تمول نشاطاتها بهذه الوسيلة». ويشدد خصوصاً على خطورة الأصوليين المغاربة.

ويعتقد أن موجة أعمال العنف في المغرب بدأت في مايو (أيار) 2002 عندما أحبطت السلطات المغربية اعتداء كان مخططاً لتنفيذه في مضيق جبل طارق على بوارج حربية تابعة لحلف شمال الأطلسي، وقد نسبت تلك المحاولة إلى أصوليين مرتبطين بتنظيم «القاعدة».

ويشير التقرير إلى أن إحباط تلك العملية لم يكن الوحيد، وإنما هناك محاولات أخرى استطاعت السلطات المغربية احباطها منها 13 محاولة للسطو على مصارف و6 محاولات للهجوم على أماكن عامة و5 محاولات للهجوم على مصالح أجنبية و7 محاولات للهجوم على مسيحيين ويهود و10 محاولات للهجوم على مراكز للقوات المسلحة والشرطة بهدف الاستيلاء على أسلحة ومتفجرات.

ويعترف التقرير بأن تفجيرات مدريد وعملية اغتيال السينمائي الهولندي ثيو فان غوخ أواخر العام الماضي في بروكسل، كانت من تنفيذ أشخاص من أصل مغربي، لكنه يضيف بأن أولئك الأشخاص تلقوا أوامر من أصوليين يعيشون خارج المغرب. ثم يشدد على أن «الحركة السلفية المقاتلة» و«الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية» مؤلفة من محاربين قدامى حاربوا وتلقوا تدريبات في أفغانستان ويتلقون الأوامر من خارج المغرب.