لحود يعاهد اللبنانيين بمعرفة «كل الحقائق» ومعاقبة مرتكبي جريمة اغتيال الحريري

TT

توجه رئيس الجمهورية اميل لحود الى اللبنانيين بكلمة لمناسبة مرور 40 يوما على اغتيال الرئيس رفيق الحريري عاهدهم فيها بأنه «لن يهدأ لي خاطر او بال قبل معرفة كل الحقائق» التي أحاطت بعملية الاغتيال. وأشاد لحود بالرئيس الحريري، معتبرا ان «حياته كانت إنجازا ضخما وان استشهاده كان مأساة أضخم».

وقال لحود في كلمته: «أعود بالذاكرة الى لحظة وقوع هذه الجريمة النكراء التي هزت عمق اعماقي، فكنت اول من اطلق عليه، وعن حق، تسمية شهيد لبنان الواحد. كما كنت أول من رأى في هذا الاغتيال الشنيع علامة سوداء في تاريخنا الوطني تستهدف السلم الاهلي والاستقرار. وعقدت العزم على جلاء الحقيقة، كل الحقيقة، إرضاء للضمير وإحقاقا للحق وحفاظا على حاضر الوطن ومستقبله. ولم أتوان عن الاعلان فور وقوع الجريمة بأن المسؤولين عنها سيحاسبون».

وأضاف: «صحيح ان عملية الاغتيال هزتني، لكن الصحيح ايضا انها هزت كل لبنان من اقصاه الى اقصاه، وهزت ديار العرب والمسلمين والعالم. ولا غرابة في الامر، فقد كان شهيدنا رجلا استثنائيا بكل المفاهيم والمقاييس. فقد انطلق من أصغر بيئة في اصغر وطن ليحتل مكانة لبنانية وعربية ودولية غير مسبوقة. فهو مفخرة لبنانية، وهو عن حق رجل عالمي ترك بصمات لا تنسى في عالمي الاقتصاد والسياسة، وفي ميادين الخير والبر والاحسان. واني لعلى يقين بأن التاريخ الذي لا يحفظ الا الانجازات الكبيرة والمآسي الكبيرة سيذكر حتما أن حياة شهيدنا كانت انجازا ضخما، وان استشهاده كان مأساة أضخم».

وعاهد لحود اللبنانيين بأنه «لن يهدأ لي خاطر او بال قبل ان اعرف كل الحقائق التي احاطت بها (الجريمة). ولن اقبل بأي شكل من الاشكال بتمييع الحقيقة او التستر عليها او طمسها او اخفائها. واني لمصمم على بذل كل الجهود واستخدام كل الوسائل واللجوء الى كل الهيئات والمراجع والقدرات الدولية والعربية توصلا الى كشف الحقيقة وإنزال أشد العقوبات بكل الفاعلين والمحرضين والمشتركين والمتدخلين والمتواطئين والمقصرين»، معتبرا «ان افضل تعزية نقدمها للشهيد الرئيس رفيق الحريري ولعائلته ومحبيه ومناصريه في ذكراه الاربعين، وللابرياء الذين قضوا معه، هي ان يهب اللبنانيون يدا واحدة وقلبا واحدا وعقلا واحدا لبلسمة جرح الوطن الذي ما زال ينزف منذ جريمة الاغتيال، وللحفاظ على الوفاق والاستقرار الذي قضى الرئيس الشهيد حياته لضمانهما، ولإكمال مسيرة الانماء والاعمار التي بدأها والتي يحتاجها كل لبنان وجميع اللبنانيين».

وكان الرئيس لحود التقى أمس وفدا من الاحزاب والقوى اللبنانية المشاركة في «لقاء عين التينة» الموالي، أبلغه دعم هذه الاحزاب والقوى للخيارات التي التزمها رئيس الجمهورية، ووقوفها الى جانبه في هذه المرحلة الدقيقة حفاظا على وحدة لبنان.

ورد الرئيس لحود مؤكدا ثقته بقدرة اللبنانيين على تجاوز الظروف الصعبة التي نتجت عن استشهاد الرئيس الحريري، وإعادة البلاد الى أجواء الأمن والاستقرار.