المعارضة اللبنانية تدعو لحكومة محايدة وتتهم السلطة بالمماطلة لتأخير الانتخابات

TT

استمر امس التجاذب السياسي بين المعارضة اللبنانية والرئيس المكلف تشكيل حكومة جديدة عمر كرامي الذي يُلوِّح بالاعتذار اذا لم تُسهَّل مهمته بتشكيل حكومة اتحاد وطني، فيما تدعو المعارضة لتأليف حكومة محايدة لادارة الانتخابات النيابية في مايو (ايار) المقبل، معتبرة ان تحميلها مسؤولية عدم تشكيل الحكومة «يحمل في طياته» رغبة السلطة بعدم إجراء الانتخابات النيابية.

والتقى الرئيس كرامي، امس، عدداً من اعضاء حكومته المستقيلة في اطار تقويم الموقف في ضوء الردود التي حملها اليه وزراء اوفدهم الى مرجعيات دينية وسياسية، في مقدمها البطريرك الماروني نصر الله صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.

وكان كرامي التقى النائب السابق اسعد هرموش (الجماعة الاسلامية) الذي قال: «لمست لدى الرئيس كرامي حرصاً على ضرورة قيام حكومة اتحاد وطني فاعلة. ولا اعتراضات لديه على اي طروحات للتفاهم على صيغة مع المعارضة للخروج من هذا الواقع المأزوم، لكنه لا يعتبر الحيادية في تشكيل الحكومة عملاً مثمراً».

من جهته، قال النائب انطوان حداد عقب لقائه كرامي: «جئت للبحث مع الرئيس كرامي في امكان تأليف حكومة لانقاذ البلد من هذا الوضع... وان شاء الله نصل الى حل. ووجدت لدى الرئيس كرامي نية للاعتذار الأسبوع المقبل. لكن ما لم يستطع ان يفعله الرئيس كرامي لن يستطيع ان يفعله غيره».

والتقى كرامي رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي جبران عريجي الذي قال: «بات واضحاً ان دولته لن يشكل حكومة إذا لم يتفق عليها كل الاطراف السياسيين، لان المرحلة المقبلة تحتاج الى فريق حكومي يعكس النسيج اللبناني ويكون متماسكاً».

وفي الجانب المعارض، قال عضو «لقاء قرنة شهوان» النائب فارس سعيد: «ان المعادلة المطروحة ومفادها مشاركة المعارضة في الحكومة او دخول البلاد في أزمة، هي كلام غير مسؤول. ان السلطة اللبنانية تتمتع بغالبية نيابية داخل مجلس النواب، وبشرعية شعبية برزت في ساحة رياض الصلح وغيرها فلتبادر هذه السلطة وتسعى الى عدم اهدار المهل الدستورية وتشكيل حكومة تضم اناساً يشهد لهم بالنزاهة، وتكون مهمتها الاشراف على انتخابات نيابية في موعدها. اما تحميل المعارضة مسؤولية عدم تشكيل الحكومة فهو كلام يتضمن في طياته رغبة مبيتة باهدار المهل وعدم اجراء الانتخابات». واعلن انه «في حال إهدار المهل الدستورية، فإن قوى المعارضة ستقوم بمبادرة سياسية ومواجهة سياسية بالقول ان هذه السلطة هي التي تهدر المهل الدستورية وتفوت على اللبنانيين ولبنان فرصة اجراء انتخابات نيابية».

رئيس حزب «الوطنيين الاحرار» المعارض دوري شمعون قال في حديث تلفزيوني امس: «ان المعارضة لا تعارض تشكيل حكومة من القوى الموالية شرط اجراء الانتخابات في موعدها لان سورية والموالين لها يريدون تأجيلها الى حين انقلاب الوضع الداخلي». وأضاف: «إذا لم يحسن رئيس الجهورية (اميل لحود) اداءه السياسي فسنطالبه حتماً بتقديم استقالته».

الى ذلك، جدد حزب «الوطنيين الاحرار» في بيان له امس، الدعوة «لتشكيل حكومة مصغرة تضم شخصيات مشهودا لها بالوطنية والكفاية والخبرة وترضي الفرقاء من موالين ومعارضين. ويكون في صلب مهامها اكمال مستلزمات الانتخابات النيابية بمساهمة مراقبين دوليين».

النائب وليد عيدو، عضو كتلة قرار بيروت، زار مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، ودعا عقب اللقاء الرئيس كرامي والسلطة الى «التجاوب مع مطلب اللبنانيين والمعارضة بتشكيل حكومة انتقالية تكون مهمتها الرئيسية انجاز قانون الانتخاب واجراء الانتخابات في مواعيدها».

واضاف رداً على سؤال: «يجب الاسراع في تشكيل الحكومة. واذا كانت المعارضة لا تريد الاشتراك، فعلى الرئيس المكلف الاتيان بحكومة غير استفزازية. اما التأخير فلا يمكننا تفسيره الا بالمماطلة».

وحمل عضو كتلة قرار بيروت النائب عاطف مجدلاني على الرئيس كرامي ودعاه الى الاعتذار.