أوروبا تدرس اقتراحا إيرانيا بتخصيب اليورانيوم «على نطاق ضيق»

منشق يتهم طهران بمواصلة العمل سرا لإنتاج أسلحة نووية

TT

باريس ـ وكالات الأنباء: في الوقت الذي تسربت فيه معلومات حول اقتراح طرحته ايران على اوروبا بتخصيب اليورانيوم على نطاق ضيق، قال منشق ايراني، مقيم في الولايات المتحدة، ان طهران تواصل برنامج التخصيب سرا لانتاج اسلحة نووية. بينما جددت طهران رسميا ان وقف التخصيب بشكل دائم امر غير مطروح في المفاوضات.

فقد افاد دبلوماسيون امس بان الاتحاد الاوروبي يدرس اقتراحا ايرانيا بتخصيب اليورانيوم على نطاق ضيق. واوضح مسؤول اوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته، ان طهران قدمت هذا الاقتراح، الذي يهدف الى السماح لها بتطوير مشروع جهاز طرد مركزي للتخصيب، خلال اجتماع عقد اول من امس بباريس مع موظفين كبار يمثلون دول المانيا وفرنسا وبريطانيا. ومن المعروف ان الدول الثلاث تتفاوض مع ايران نيابة عن الاتحاد الاوروبي حول البرنامج النووي الايراني. غير ان بيانا مشتركا للمفاوضين الايرانيين والاوروبيين لم يشر الى اقتراح التخصيب على نطاق ضيق. إلا انه اشار الى «افكار معينة» تقدمت بها ايران «حول ضمانات موضوعية بان برنامجها النووي سلمي خالص». وبعد جلسة مغلقة استمرت اكثر من سبع ساعات، اشار متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية الى ان الحوار كان «بناء وايجابيا». واكد مسؤولون اوروبيون استئناف المباحثات في موعد لم يحدد بعد. وصرح شيروس ناصري أحد اعضاء الوفد الايراني المفاوض بان امكانية «وقف دائم » لتخصيب اليورانيوم غير قائمة، مؤكدا ان بلاده تتمتع بحق التخصيب لأغراض مدنية بناء على معاهدة الحد من الانتشار النووي.

واعرب عن اعتقاده بان المفاوضات مع الاوروبيين يمكن ان تمهد لمناقشة اكثر تركيزا على القضايا الجوهرية مما قد يكون بداية لاتفاق في المستقبل غير البعيد. في غضون ذلك، اتهم منشق ايراني مقيم بالمنفي بلاده بتخصيب اليورانيوم سرا لاستخدامه في تصنيع اسلحة نووية في منشأة سرية اقيمت حديثا في مجمع بارشين العسكري.

وقال علي رضا جعفر زادة، المقيم في المنفى، والذي ابلغ بدقة في الماضي عن منشآت نووية سرية في ايران، ان «ايران استكملت منشأة على شكل نفق تحت الأرض في بارشين تقوم الآن بالتخصيب باستخدام الليزر». وتقول ايران انها لم تعد تقوم باي اعمال تخصيب باستخدام الليزر، وهو اسلوب عالي التقنية لكنه غير كفء لتنقية اليورانيوم.

وابلغ جعفر زادة رويترز في حديث هاتفي من واشنطن، ناقلا عمن وصفهم بمصادر مطلعة داخل النظام الايراني «هذا الموقع تحت الارض مموه ومقام في منطقة بارشين تعمل في الصناعات الكيماوية».

ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين ايرانيين للتعليق. وكانت طهران قد نفت مرارا القيام باي اعمال نووية في بارشين.

وقال جعفر زادة ان اعمال التخصيب ترتبط «ببرنامج ايران السري للتسلح النووي».

وقالت ايران ان مجمعاً تحت الارض اقيم تحت منشأة لتحويل اليورانيوم في اصفهان لتخزين المعدات لحمايتها في حال وقوع هجوم اميركي او اسرائيلي على البلاد.

وكان زادة، وهو المتحدث السابق باسم المجلس الوطني للمقاومة في ايران، قد كشف في اغسطس (اب) عام 2002 معلومات عن موقعين سريين في ايران، وهما موقع سري لتخصيب اليورانيوم في «نطنز» ومنشأة لانتاج الماء الثقيل في آراك.

من ناحيتها، رفضت الوكالة التعليق على اتهامات زادة، لكن المتحدث باسمها مارك جوزديكي، قال ان الوكالة « تتابع كل خيط يعتد به».

وكانت إيران قد سمحت على مضض لمفتشي الوكالة بدخول مجمع بارشين الذي يقع على مسافة نحو 30 كيلومترا جنوب شرقي طهران. وفي وقت سابق هذا العام سمح الايرانيون بعمليات تفتيش محدودة بالموقع، لكنهم رفضوا السماح للمفتشين بالعودة عندما طلبت الوكالة متابعة التفتيش.