مسؤولون : البنتاغون يوسع مهامه التجسسية في دول إسلامية لا تعرف شيئاً عن ذلك

واشنطن: مارك مازيتي وغريغ ميلر *

TT

قال مسؤولون اميركيون ان التركيز الجديد لوزارة الدفاع (البنتاغون) على جمع المعلومات الاستخباراتية في الخارج ادى الى توسع رئيسي في عمليات التجسس، فضلا عن دور اكثر بروزا لضباط الاستخبارات في اتخاذ القرارات العسكرية والتخطيط للحرب.

ويعمل البنتاغون على زيادة عدد الجواسيس وأفراد قوات العمليات الخاصة في الخارج وتأسيس مراكز جديدة لتحليل المعلومات الاستخباراتية داخل القيادات العسكرية في مختلف الدول. وأقر المسؤولون ايضا بان جهود توسيع دور البنتاغون في العمليات الاستخباراتية بات امرا مثيرا للجدل في واشنطن، إلا ان البنتاغون اصر على ان هذه الجهود لا تعني التدخل في عمل واختصاصات وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه) وان نشاطاته في هذا الجانب مسموح بها بموجب القوانين الحالية. وفي بعض الحالات تتضمن العمليات السرية إدخال عسكريين اميركيين في دول اسلامية لا تعلم شيئا عن هذا الامر. وكان مسؤولون اميركيون قد شددوا على ان الجيش الاميركي نفذ في وقت سابق مثل هذه المهام ولكن ليس بحجمها الحالي. وقال مسؤول اميركي ان حجم هذه النشاطات السرية المحدودة الحجم قد توسع بصورة كبيرة. ورفض مسؤول في البنتاغون تقديم أي معلومات حول عمليات محددة او الحديث عن الدول التي تشهد هذه النشاطات السرية، إلا ان تفاصيل الأحاديث التي ادلوا بها توضح ان البنتاغون يسعى الى تحسين قدرته على جمع المعلومات الاستخباراتية داخل دول مثل ايران وكوريا الشمالية والصين. وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد قد ابدى غضبه تجاه اعتماد البنتاغون على جواسيس وكالة (سي. آي. ايه) لتقديم معلومات استخباراتية للقادة العسكريين. وأمر رامسفيلد بإجراء مراجعة شاملة لوكالة استخبارات الدفاع عام 2003.

وتضمنت التغييرات التي تحدث عنها المسؤولون توسيع دور النشاط التجسسي للجيش، إلا ان مسؤولين سابقين قالوا ان احتكاكا نشب بين البنتاغون ووكالة (سي. آي. ايه) حول هذا الشأن. وأبدى مسؤولون عسكريون قلقهم ازاء التركيز المتزايد على الدور التجسسي خشية ان يفقد الجنود الذين يلقى القبض عليهم خلال تنفيذ العمليات السرية الحماية التي يتمتعون بها بموجب القانون الدولي بخصوص الاسرى، على العكس من عملاء وكالة (سي. آي. ايه) الذين لا يتمتعون باي حماية من هذا النوع. وأوضح مسؤول في مجال الدفاع قائلا ان واشنطن ربما لا تعترف بهوية جندي او مدني يلقى القبض عليه خلال مهام جمع المعلومات الاستخباراتية.

ويتركز معظم النشاط الاستخباراتي للبنتاغون في وكالة استخبارات الدفاع. وبموجب برنامج يدعى «فرع الدعم الاستراتيجي» تعكف وكالة استخبارات الدفاع على تشكيل فرق محققين ومحللين وعناصر استخبارات في مجالات اخرى يجري توزيعهم مع وحدات القوات الخاصة المكلفة بتنفيذ عمليات في مختلف دول العالم.

وقال مسؤول في وكالة استخبارات الدفاع ان مركز هذه الفرق سيكون داخل الولايات المتحدة وستكون لديها خبرة في لغات وقضايا وعادات المناطق التي سيعملون فيها. وتشهد وكالة استخبارات الدفاع توسعا في قسم خدمة استخبارات الدفاع المكلفة التجسس في الخارج. ويجري تدريب أفراد هذه الادارة الى جانب ضباط وكالة (سي آي ايه) في مركز التدريب التابع للوكالة في جنوب فيرجينيا.

وقد تضاعف عدد ضباط خدمة استخبارات الدفاع خلال السنوات الاخيرة، إلا ان ضباط الوكالة رفضوا الإفصاح عن عدد الضباط العاملين في الخدمة حاليا، لكنهم أشاروا الى ان الوكالة أضافت 1200 موقع جديد في مختلف الأقسام وفي مختلف الدرجات الوظيفية العام الماضي، ويتوقع ان يضاف الى هذا العدد 600 او 800 ضابط جديد. وأفاد عسكريون وضباط استخبارات سابقون ان مهام وكالة استخبارات الدفاع في توسع ايضا. فقد درست عناصر شاركت في مهام اخرى جيوش دول اخرى وأجرت مراقبة لمناطق الهبوط والجسور التي قد تستخدم من قبل قوات اميركية. من جانبه قال مسؤول سابق بوكالة استخبارات الدفاع ان الوكالة تشارك حاليا في مهام اكبر حجما فيما يتعلق بمحاولات اختراق منظمات اجنبية. وأضاف ان عناصر الوكالة يحاولون اختراق منظمات «جهادية»، ويستطلعون ساحات المعارك تحضيرا لعمليات خاصة في عدة مواقع.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»