اليزابيث تشيني لـ «الشرق الاوسط» : السياسة الأميركية في المنطقة العربية ترتكز على 3 محاور

مسؤولة «مبادرة الشراكة الأميركية» تشيد بقرار إجراء انتخابات تعددية في مصر وتنتقد الوضع في تونس

TT

اعلنت اليزابيث تشيني، نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ان السياسة الاميركية في المنطقة العربية ترتكز على ثلاثة محاور، وافادت من ناحية اخرى، بان قرار الرئيس المصري حسني مبارك باجراء انتخابات رئاسية تعددية في البلاد «خطوة مهمة، لكن اذا انتهى الامر في موقف مثل الذي في تونس فان هذا لن يكون تقدماً». واضافت في حوار اجرته معها «الشرق الأوسط» قبيل تفجير المركز التجاري في بيروت اخيراً، ان الولايات المتحدة قد تدرس ارسال قوات حفظ سلام الى لبنان بعد الانسحاب السوري بالاتفاق مع الحكومة اللبنانية المقبلة. وقالت عن استعداد أميركا لارسال قوات سلام الى لبنان: «تلك قضايا سيتم تقريرها مع المجتمع الدولي ومع حكومة منتخبة بشكل حر في لبنان وسنتوصل الى هذه النقطة بعد ان يكون السوريون قد وفوا بكل التزاماتهم».

* تغييرات في برامج المساعدات الأميركية للدول العربية

* وقالت تشيني، المسؤولة عن «مبادرة الشراكة الأميركية الشرق اوسطية» في الخارجية الاميركية، ان هناك اتجاها داخل الخارجية لجعل المساعدات المقدمة الى المنطقة العربية تعمل بشكل افضل من اجل الحصول على نتائج وتغييرات على ارض الواقع، وخصوصاً في الدول العربية التي تتلقى مساعدات كبيرة مثل مصر والاردن ولبنان الى حد ما. واضافت: «اننا نعيد النظر في برامج المعونة، لان نمط التغيير قد ازداد بشكل كبير وما زالت الطرق المتبعة في تقديم المعونة الاميركية تقليدية وغير متوافقة مع الاولويات».

وتطرقت ابنة نائب الرئيس ديك تشيني، الى مبادرة «الشراكة الأميركية الشرق اوسطية» التي ترعى برامج موجهة الى رجال الاعمال والنساء والاطفال في المنطقة، قائلة: «احد الاشياء التي ننظر فيها في الشراكة هي الحاجة للقيام بتغييرات والتركيز على القضايا الصحيحة، وسنفعل الشيء ذاته مع برامج المعونات لنضمن ان لنا التصميم والتركيبة والبناء الصحيح في المنطقة».

وقالت ان مبادرة الشراكة الأميركية ستعمل على دعم منظمات المجتمع المدني في المنطقة، مشيرة الى الاتجاه لتقديم مساعدات الى مركز ابن خلدون الذي يديره الناشط سعد الدين ابراهيم.

وعن برنامج المعونات الأميركية الى مصر، قالت تشيني: «اعتقد ان هذا البرنامج يحتاج الى اصلاح، لكن ليس من الانصاف القول ان البرنامج لم يحقق شيئا».

واقرت المسؤولة الأميركية التي عادت للعمل في الادارة قبل ثلاثة اسابيع بان المعونة الأميركية الى مصر هي الاكبر من نوعها لدول المنطقة العربية، لكنها لم تسفر عن أي تحسن في صورة أميركا في العالم العربي. وتابعت قائلة: «هناك سؤال اول: هل استخدمت الاموال لتحسين احوال الشعب المصري؟ الاجابة هي نعم. السؤال الثاني: هل نتج عن ذلك تحسين صورة اميركا؟ الاجابة لا».

* تنسيق بين واشنطن وأوروبا والأمم المتحدة بشأن لبنان

* وذكرت اليزابيث تشيني ان «مبادرة الشراكة الأميركية» تعمل على تحقيق عدة اهداف في لبنان، احد البلدان المتلقية للمساعدات الأميركية. واضافت ان احد هذه الاهداف هو تدريب مراقبين للانتخابات اللبنانية المقبلة من بين اللبنانيين انفسهم. وتابعت قائلة: «من المهم ان يكون هناك لبنانيون يعرفون ما يحدث في بلادهم ويراقبون الانتخابات».

وقالت ايضاً ان الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لضمان ان تكون الانتخابات اللبنانية المقبلة نزيهة وحرة. وتابعت: «اننا نعمل عن قرب مع الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي من خلال المفوضية الاوروبية من اجل وضع اقتراح اوسع يخص الانتخابات اللبنانية».

* انتقاد أميركي للإعلام والتعليم في العالم العربي واقرت المسؤولة الأميركية بان صورة الولايات المتحدة في العالمين العربي والاسلامي سلبية للغاية، لكنها القت باللوم في ذلك على «وسائل الاعلام وانظمة التعليم». وقالت ان أميركا تتحمل ايضاً بعض المسؤولية لفشلها في ايضاح وشرح سياساتها في المنطقة، قبل ان تتعهد بالعمل من اجل تغيير اسباب تدهور الصورة الاميركية في المنطقة.

وعن دور الحكومات العربية ووسائل الاعلام قالت تشيني: «انني لا الوم الحكومات فقط. اعتقد ان قناة الجزيرة تساهم في ذلك. هذا امر يجب ان نحاول اصلاحه». واثناء تطرقها للاعلام العربي قالت تشيني: «اعتقد ان هناك كما هائلا من سوء التوصيف ونظريات المؤامرة والمراسلات الصحافية غير الدقيقة بخصوص السياسة الأميركية». وطالبت تشيني الحكومات العربية بالتحرك لمعالجة هذا الامر، مؤكدة ان الصورة السلبية عن الولايات المتحدة لن توقف سياساتها في المنطقة.

* الانتخابات العربية ساعدت في إحداث تغييرات في المنطقة

* وعن الاصلاحات في العالم العربي والتطورات الاخيرة اشارت تشيني الى «الدور المهم» الذي لعبته الانتخابات العراقية الاخيرة في دفع التطورات الاخيرة في الدول العربية. واعتبرت ان قرار الرئيس المصري حسني مبارك بالسماح باجراء انتخابات رئاسية تعددية يعد تطورا مهما في المنطقة. وقالت: «ما قاله الرئيس مبارك امر شجاع وسنراقب كيف سيتطور الامر وتفاصيل تلك الخطة. لكن من الواضح انه اذا انتهى بك الامر في موقف مثل الذي في تونس فان هذا لن يكون تقدماً. يجب التأكيد على اجراء انتخابات تعددية يستطيع كل المتنافسين فيها استخدام وسائل الاعلام بشكل حر ومستقل».

وقالت ايضا: «هناك قضايا يدرسها المصريون الآن ليثبتوا للعالم وليس للولايات المتحدة فقط، انهم يتحركون في الطريق الصحيح». واضافت:«ما سيكون مهما هو ما سيتبع تلك الخطوة المهمة والايجابية التي اتخذها الرئيس مبارك باجراء انتخابات رئاسية تعددية».

واعتبرت ان الانتخابات العراقية الاخيرة ساعدت في تشجيع الشعوب العربية في موضوع الاصلاحات، مشيرة الى تمرير قانون الاسرة في المغرب والمظاهرات في بيروت والانتخابات في السعودية.

ووصفت الانتخابات السعودية الاخيرة بانها «خطوة كبيرة للامام» معبرة عن الامل في ان تتمكن النساء من التصويت مستقبلاً.

* إشادة بأبو مازن

* واشادت المسؤولة الأميركية برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن)، وايضاً بالسلطة الفلسطينية، في ما يتعلق بالوضع الأمني في الاراضي الفلسطينية. وقالت: «لقد رأيت الرد من الفلسطينيين ومن ابو مازن في المساعدة في تعقب المسؤولين عن حادث الهجوم الانتحاري في تل ابيب في نهاية فبراير (شباط) الماضي. هذا دليل على بذلهم جهدا في هذه القضايا. ان العمل الذي رأيته من تركيز السلطة الفلسطينية على الاصلاح والتركيز على محاربة الفساد كلها امور مهمة».

وطلبت تشيني من الحكومات العربية بذل مزيد من الجهود من اجل الوصول الى تسوية مع اسرائيل، وقالت: «اعتقد انه من المهم ان تعمل حكومات المنطقة اكثر من شيء في الوقت الواحد. يمكنهم العمل بقوة جدا في عملية السلام والتأكد ان هذا يستمر في الاتجاه الصحيح، وفي نفس الوقت يقومون باصلاحاتهم الداخلية. اعتقد ان احتياجات المنطقة تتطلب ان يقوموا بعمل الاثنين معا».

* الإصلاح والتسوية ومحاربة الإرهاب

* وقالت تشيني ان السياسة الأميركية في المنطقة العربية تسير على ثلاثة محاور رئيسية في الفترتين الحالية والمستقبلية، وهي: الاصلاح والتغيير، والتسوية مع اسرائيل، والحرب على الارهاب. واعتبرت تشيني انه «لن يكون هناك سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين اذا لم تلعب الدول العربية دورا في ذلك».

* من هي إليزابيث تشيني؟

* واشنطن: «الشرق الأوسط»

* إليزابيث تشيني، هي ابنة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، وتعمل الآن نائبة لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ويلش. وتعمل تشيني أيضا منسقة عامة للمبادرة الأميركية للشراكة مع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي مبادرة تعنى بتحسين شؤون المرأة وحقوق الإنسان والديمقراطية والتعليم في المنطقة.

ترى تشيني أن تحسين وضع المرأة العربية هو أهم وسيلة لإحداث تغيير في المنطقة. ودعت مراراً لتعزيز برامج محو الأمية وسط البنات والنساء في المنطقة.

وكانت تشيني قد تبنت خطة لإنشاء مؤسسة أميركية تعنى بتمويل المشاريع الاقتصادية الصغيرة في الشرق الأوسط وعدد من البرامج الأخرى. وتقول تشيني إن عملها في مبادرة الشراكة الأوسطية يركز على أربعة ميادين هي: الإصلاحات الاقتصادية، والإصلاحات السياسية، والإصلاحات التعليمية، وتحسين وضع المرأة.

ورعت تشيني مؤتمر «المنتدى الاقتصادي العربي الأميركي» مع عدد من الحكومات العربية والمنظمات العربية الأميركية، فضلا عن عدد كبير من الشركات الأميركية الرئيسية. ويتم تنظيم المؤتمر أيضا بالتنسيق مع عدة وزارات أميركية أبرزها وزارتا الخارجية والتجارة وبنك التصدير والاستيراد (إكسمبانك). كما تساهم في تنظيم المؤتمر جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي.

وعملت تشيني في الخارجية الأميركية، وتحديداً في شؤون الشرق الأوسط، عامي 2002 و2003. وكانت تعمل من قبل في البنك الدولي. كما عملت نائبة لمساعد وزير الخارجية لشؤون الاتحاد السوفياتي، وخدمت في السفارة الأميركية في بودابست.

تخرجت تشيني من جامعتي كولورادو وشيكاغو. وقد جندها الرئيس جورج بوش في حملة انتخابه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 .