شالوم في القاهرة الشهر المقبل لبحث العلاقات الثنائية ومسيرة السلام

TT

قالت مصادر مصرية لـ«الشرق الأوسط» إن وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، سيقوم في الثاني عشر من الشهر المقبل بأول زيارة عمل رسمية له إلى القاهرة لعقد محادثات مع الرئيس المصري حسنى مبارك ووزير خارجيته احمد أبو الغيط حول العلاقات الثنائية ومسيرة عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.

ولم يتضح بعد ما إذا كان وزيرا الخارجية المصري والإسرائيلي سيوقعان خلال هذه الزيارة التي ستستغرق يوما واحدا على الاتفاقية الخاصة بنشر قوات لحرس الحدود المصرية بدلا من قوات الشرطة بطول الحدود الفاصلة بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة في إطار تنفيذ خطة اسرائيل للانسحاب من قطاع غزة في غضون الشهرين المقبلين.

وكان مقررا توقيع هذه الاتفاقية في أعقاب القمة الرباعية التي حضرها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في منتجع شرم الشيخ مع مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ومحمود عباس(أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية في الثامن من شهر فبراير (شباط) الماضي. لكن الجانبين المصري والإسرائيلي على ما يبدو لم يتمكنا من حسم خلافاتهما حول هذا البروتوكول الذي تقول السلطات المصرية انه لا يعنى أي تغيير في معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية المبرمة بين الطرفين منذ عام 1979.

وعقد اللواء عاموس جلعاد، مدير الهيئة السياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، على مدى الأسابيع القليلة الماضية سلسلة من المفاوضات مع اللواء عمر سليمان، مدير جهاز المخابرات العامة المصرية، للتغلب على العقبات التي ما زالت تعترض التوصل إلى اتفاق نهائي حول الترتيبات الأمنية الخاصة بإعادة نشر 750 من قوات حرس الحدود المصرية بطول خط الحدود المصرية ـ الفلسطينية.

وشالوم هو ثالث مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى يزور القاهرة هذا العام بعد الزيارتين اللتين قام بهما شاؤول موفاز، وزير الدفاع الإسرائيلي، ورئيس الكنيست (الذي شارك في اجتماع جمعية البرلمانات الأورومتوسطية) في إطار التحسن المطرد الذي تشهده العلاقات المصرية ـ الاسرائيلية منذ شهر نوفمبر(تشرين ثاني) الماضي.

وتقول مصادر مصرية لـ«الشرق الأوسط» إن الجانب المصري يريد أن يكون هذا الاتفاق متزامنا وليس لاحقا مع انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من بعض مدن الأراضي الفلسطينية المحتلة وتسليمها إلي السلطة الوطنية الفلسطينية، مشيرة إلي أن مصر ستطالب إسرائيل مجددا بإبداء المزيد من المرونة حيال الإسراع في تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ. وتحدثت تقارير صحافية إسرائيلية مؤخرا عن وجود خلافات بين موفاز وشالوم بشأن أيهما الذي سيوقع الاتفاق النهائي مع مصر. وقال مسؤول مصري: لقد اتفقنا من حيث المبدأ، ولكن لا تزال هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى المزيد من النقاش لضمان التزام الجانب الإسرائيلي بتعهداته سواء التي قدمها في قمة شرم الشيخ أو تلك التي ستترتب على توقيع هذا الاتفاق.

وطلبت إسرائيل من القاهرة إحياء اللجنة العسكرية المصرية ـ الإسرائيلية المشتركة ومساعدتها في الحصول على معلومات بشأن عدد من جنودها الذين قتلوا أو فقدوا خلال حرب السادس من أكتوبر عام 1973 في صحراء شبه جزيرة سيناء المصرية.

ومن المقرر أن يرافق شالوم خلال هذه الزيارة شالوم كوهين، نائب مدير قسم الشرق الأوسط والمغرب العربي بوزارة الخارجية الإسرائيلية والذي قررت تل أبيب أول من أمس تعيينه كتاسع سفير لها في القاهرة.