قطر تعثر على فيللا استخدمها المهندس المصري في التحضير للهجوم الانتحاري

أصوليو لندن: كان يحضر دروسا في الدوحة لشيخ سوري طردته السعودية

TT

قالت وزارة الداخلية القطرية امس، ان السلطات القطرية تمكنت من معرفة المنزل الذي تم فيه اعداد سيارة ملغومة لهجوم انتحاري قتل بريطانيا في مسرح مدرسة بالدوحة الاسبوع الماضي.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية نقلته وكالة الانباء القطرية «قنا» امس، انه تم تجهيز السيارة بالمتفجرات في فيللا بحي المعمورة ، قبل ان يصطدم المهندس عمر احمد عبد الله علي ، المصري الجنسية بالمسرح الشهير لدى الغربيين يوم السبت الماضي في العاصمة الدوحة.

ولم يذكر البيان تفاصيل اخرى بشأن التحقيق في الهجوم، وهو الاول في الدولة الغنية بالطاقة التي تستضيف القيادة المركزية الأميركية التي وجهت غزو العراق في عام 2003. وكان اصوليون في لندن كشفوا لـ«الشرق الاوسط» قبل ثلاثة ايام ان الانتحاري المصري مهندس الكومبيوتر بشركة قطر للبترول ساعده آخرون قطريون في العملية. واكد اصوليون لـ«الشرق الاوسط» امس، ان هناك قطريين سافروا الى افغانستان وشاركوا في سنوات الجهاد. واستبعد اصوليون محسوبون على جماعة الجهاد المصرية بقيادة ايمن الظواهري الحليف الاول لابن لادن، ان يكون المهندس الانتحاري المصري ضمن الذين جندهم التنظيم. واشاروا الى انه كحالة عامة تأثر بما يراه ويسمعه على الإنترنت وما يحيط به من وجود اميركي في قاعدة «العيديد» بالدوحة. وقال الاسلامي المصري هاني السباعي، مدير مركز المقريزي للدرسات بلندن في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط»، ان معظم الجهاديين المصريين الذين تسلمتهم القاهرة كانوا يعيشون في الامارات ، مثل المهندس محمد الظواهري الذي تسلمته القاهرة من ابوظبي قبل خمس سنوات ، وابو الفرج اليمني، القيادي محمد شرف الفقيه الشرعي لجماعة «الجهاد» تسلمته القاهرة من الامارات، والضابط المصري عبد العزيز موسى داود الجمل من اليمن، والاصولي محمد ناجح المكني ابو مصعب رويترز، بالاضافة الى اخرين من باكستان، واخرين من «الجماعة الاسلامية » من الاردن، بالاضافة الى 3 اصوليين من البوسنة و5 من اذربيجان و7 من الأردن و2 من السويد بينهما زعيم تنظيم طلائع الفتح القيادي أحمد حسين عجيزة المحكوم عليه بالمؤبد في قضية «العائدون من البانيا». ولكننا لا نعرف ان قطر استضافت جهاديين او سلمتهم الى القاهرة. الى ذلك قال اسلاميون في لندن ان الانتحاري المصري كان يحضر دروسا للشيخ السوري عبد الرحيم الطحان (السلفي) الذي طردته السعودية قبل عدة اعوام من منطقة ابها ومنها اتجه الى اندونيسيا قبل ان يحط الرحال في الدوحة، والذي عرف بمحاضراته في الزهد وعلم رقائق القلوب. وقال مصدر قريب من التحقيق، ان هذا الهجوم متطور وان السلطات تحقق فيما اذا كان المهاجم قام به بمفرده. وقال مسؤول حكومي انه من السابق لأوانه القول ما اذا كان تنظيم «القاعدة» متورط في الهجوم. واضاف المصدر ان المنزل «يقع في منطقة المعمورة في مدينة الدوحة وقد استأجره الانتحاري» المصري عمر احمد عبد الله علي.

وقالت قناة «الجزيرة» التي بثت لقطات للمنزل، انه يقع على بعد نحو عشرة كيلومترات عن موقع الانفجار واكدت العثور على مواد مشبوهة فيه. واظهرت اللقطات فيللا جديدة من طابقين تتوسط العديد من الفلل المماثلة في حي راق.

واضافت القناة ان «المفاجأة الكبرى، بحسب احد المشرفين على رفع الادلة تمثلت في العثور في الملحق التابع للفيللا على غرفتين ضمت احداهما اسطوانة للغاز واوعية تحوي مواد تنبعث منها رائحة، أفاد المحققون انها كيميائية واستخدمت في اعداد مواد التفجير». وتحدثت عن آثار «في احد الحمامات يرجح ان منفذ الاعتداء حاول ازالتها بمنظفات ولم ينجح». وافادت ان المنزل «خال من اي اثاث باستثناء الكثير من الاسلاك والبطاريات والمصابيح ومواد افاد المختبر الجنائي التابع للداخلية انها تستخدم في صناعة وتركيب مواد متفجرة».

وكانت مجموعة تطلق على نفسها «تنظيم جند الشام» اعلنت في بيانين على الإنترنت تبنيها اعتداء الدوحة الذي استهدف السبت الماضي مسرحا تابعا لمدرسة بريطانية. وحثت السفارة الأميركية في الدوحة مواطنيها على التحلي باليقظة وتجنب التجمعات الشعبية اثناء عطلة عيد القيامة ، بعد ان اعلنت جماعة مجهولة المسؤولية عن الهجوم وتوعدت بضرب الكنائس والقواعد العسكرية للصليبيين في المنطقة.

وقالت السفارة في رسالة بتاريخ اول من امس ان الهجوم الاخير على قنصليتنا «في مدينة جدة السعودية والان الهجوم الانتحاري في الدوحة يسلط الضوء على قدرة ودوافع المنظمات الاصولية المتطرفة». وقالت البعثة البريطانية انه يوجد خطر ارهابي كبير في قطر ونصحت مواطنيها بتوخي التدابير الأمنية. وقالت ان «الهجمات يمكن ان تقع من دون تمييز ضد الغربيين بمن فيهم البريطانيون والمصالح». وعززت قطر اجراءات الأمن حول المجمعات السكنية الغربية والمدارس التي بقي بعضها مغلقا بعد الانفجار الذي اصيب فيه 16 شخصا معظمهم من العرب والآسيويين. وجاء الهجوم بعد يومين من توجيه صالح العوفي زعيم تنظيم «القاعدة» في السعودية نداء الى المتشددين في قطر ودول خليجية اخرى للجهاد ضد الصليبيين في المنطقة. وشن متطرفون من تنظيم «القاعدة» هجمات في الكويت والسعودية حيث استهدفوا القنصلية الأميركية في جدة منذ ثلاثة اشهر وقتلوا خمسة من الموظفين المحليين.

كما أعقب الهجوم تحذيرا وجهته الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي إلى رعاياها في دول الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مغبة استهدافهم.

وكانت الدوحة شهدت في شباط (فبراير) من العام الماضي هجوما استهدف الرئيس الشيشاني الأسبق سليم خان يندرباييف، أوقف مدبروه بعد أيام قليلة وتبين أنهم عملاء في الاستخبارات الروسية.

وكشف اصوليون في لندن قاتلوا من قبل في افغانستان مع بن لادن ضد الاتحاد السوفياتي السابق، عن وجود عدد قليل من القطريين الذين تعلموا صناعة المتفجرات وتفخيخ السيارات، من بينهم ابو الشهيد القطري الذي قتل قي اقتحام مدينة خوست عام 1991، وبعضهم شارك بعد ذلك ضمن «القاعدة» . وقال اسلاميون ان الداعية عبد الرحيم الطحان عمل في فرع جامعة الامام محمد بن سعود بمدينة ابها بجنوب السعودية في اواسط التسعينات، وعرف استاذا للحديث، واشتهر بالمواعظ عبر الشرائط الصوتية وما يسمى بالرقائق المعروفة بين الاسلاميين، وكان مثيرا للجدل في منطقة ابها، بحكم بعض الملاحظات المنهجية عليه. وابعد الطحان من السعودية، بحسب اصوليين في لندن، وتنقل بين اندونيسيا والامارات، ثم استقر به الترحال في قطر. وقال قياديون اصوليون سوريون في لندن لـ«الشرق الأوسط»، ان الشيخ الطحان يميل للنزعة التربوية وليس الجهادية، ولكنه يعارض الوجود الاميركي في المنطقة. ووصف ابو محمد المقدسي صاحب كتاب «ملة ابراهيم» في منبر «التوحيد والجهاد»، الذي يشرف عليه الطحان بقوله: «انه احد العلماء الربانيين الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم بإقصائهم عن منصة الفتوى ومنعهم من أن يصيروا مرجعية للأمة، ما داموا لا يهادنون أو يداهنون».