وزراء خارجية الدول العربية والأميركية الجنوبية يناقشون مشروع البيان الختامي لقمة «الأمل»

بن عيسى أكد أن جنوب ـ جنوب لا يعني القطيعة مع الشمال وبلخادم اعتبر أن المبادرة «تحمل وعودا كبيرة»

TT

قال محمد بن عيسى، وزير خارجية المغرب، ان التوجه نحو تعاون جنوب ـ جنوب «الذي نعتبره منحى استراتيجيا، ليس قطيعة مع الشمال، بل هو توجه لحشد جهود دول الجنوب لتعاون اكبر واقوى مع دول الشمال». واوضح بن عيسى، الذي كان يتحدث مساء امس في مراكش مع نظيره البرازيلي سالزو آموريم، في موتمر صحافي عقب انتهاء الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة برازيليا بين الدول العربية ودول اميركا الجنوية، ان 24 وزيرا ومندوبا من الدول العربية ودول اميركا الجنوبية ناقشوا امس مشروع البيان الختامي الذي سيرفع الى القمة التي ستعقد يومي 10 و11 مايو (أيار) المقبل.

وقال الوزير بن عيسى «كان هناك توافق حول المحاور الاساسية للبيان الختامي من حيث دعم امكانيات التعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، ودعم التنسيق بين الدول في المحافل الدولية»، مشيرا الى ان الوزراء اثنوا على المبادرة البرازيلية، ودعوا الى النهوض بالتعاون والتبادل بين المنطقة. وذكر الوزير بن عيسى ان الوزراء اجمعوا على ان القمة ستشكل نقطة تحول في العلاقات بين المنطقتين. واشار الى ان مشروع البيان الختامي تناول تعزيز التعاون بين المنطقتين لا سيما في مجالات التعاون الاقتصادي والثقافي والتجارة الدولية، والنظام المالي الدولي، والتنمية المستدامة، وتنمية التعاون جنوب ـ جنوب. من جهته، قال سالزو اموريم، وزير خارجية البرازيل، انه تم اجماع في اجتماع مراكش على تسمية قمة برازيليا «قمة الامل». وكان الوزير بن عيسى قد قال ان مبادرة الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا الداعية الى عقد قمة في البرازيل بين قادة الدول العربية ودول اميركا الجنوبية، ستساعد على التقريب بين وجهات نظرنا، وستتيح لنا فرص تعزيز التضامن فيما بيننا للعمل على كسب الرهانات المستقبلية المتمثلة اساسا في تحقيق التنمية المستدامة لمجتمعاتنا في محيط دولي واقليمي يسوده الأمن والسلام والاستقرار. وأوضح الوزير بن عيسى في كلمة القاها في الاجتماع ان المغرب يقدر الهدف الايجابي والبناء الكامن وراء المبادرة البرازيلية خاصة «ان كلينا في العالم العربي وفي اميركا الجنوبية مطالب بالتعامل مع عالم جديد ترشده العولمة والانفتاح على الآخر».

واشار المسؤول المغربي الى ان المسلسل التحضيري لهذه القمة تضمن عدة لقاءات «مكنتنا من بلورة مشروع اعلان برازيليا الختامي، واجتماعنا في مراكش سيترك ولا شك أثرا في هذا المسلسل، بفضل المشاركة الفعالة لجميع الحاضرين في اثراء الحوار وتأمين التنسيق الضروري لتحقق قمة البرازيل النجاح المنشود».

من جهته، قال سالزو آموريم، وزير العلاقات الخارجية البرازيلي ان لقاء مراكش هو لقاء لإعداد قمة برازيليا، مشيرا الى ان القمة هي قبل كل شيء فرصة للمنطقتين الكبيرتين من هذا العالم النامي، لبدء تركيز التعاون، كما ان ذلك سيكون له وقع كبير فيما يتعلق برسم معالم خريطة جغرافية تجارية جديدة. واضاف قائلا: «حيث كنا في الماضي نوجه انظارنا نحو الشمال، هنا (نحو اوروبا) وبالنسبة لنا (نحو الولايات المتحدة)، ورغم ذلك تبقى علاقاتنا مع العالم العربي متميزة لكن تعزيزها يجب ان يكون على المستوى الثقافي والاقتصادي والعلمي، وهذا ما نسميه التحالف الحقيقي للحضارات». واشار الوزير البرازيلي الى ان مصر والمغرب ودول مجلس التعاون الخليجي مقبلة على توقيع اتفاقيات تبادل الحر مع دول مجموعة «ميركسور».

وفي سياق ذلك، قال عمرو موسى، الامين العام لجامعة الدول العربية، ان هذه المبادرة (البرازيلية) هي بمثابة انطلاقة لمشروع كبير يجمع بين منطقتين، من شأنه ان يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لمكافحة الفقر والجوع وتحقيق العدالة الاجتماعية. وابرز موسى اهمية العامل الثقافي في تحقيق التقارب المنشود بين هاتين المنطقتين اللتين توحدهما قمم ثقافية مشتركة انتجتها عوامل التاريخ، ورسخها التبادل المتواصل بين المثقفين في العالم العربي ومنطقة اميركا الجنوبية.

وتحدث عبد العزيز بلخادم، وزير خارجية الجزائر، بصفته متحدثا باسم القمة العربية، وقال ان مبادرة الرئيس البرازيلي اذا كانت قد لقيت لدى الجانب العربي كل الاهتمام منذ بعثها، فلانها «ظهرت لنا انها تحوي في طياتها وعودا كبيرة، وتفتح آفاقا واسعة لتطوير تعاوننا وتوسيعه ليشمل كل الميادين. كما تمثل في نظرنا محطة مهمة على طريق ترقية المبادلات جنوب ـ جنوب، خاصة ان قمة برازيليا، التي نحن بصدد التحضير لها، ستنعقد قبيل القمة الثامنة للجنوب المزمع عقدها في قطر في يونيو (حزيران) المقبل».