المعارضة القرغيزستانية تتولى السلطة وتحدد موعدا لانتخابات رئاسية في يونيو

TT

بعد إسقاطها للنظام السياسى فى البلاد، سعت المعارضة في قرغيزستان الى تنظيم السلطة في بيشكيك، واعلنت امس عن اجراء انتخابات رئاسية في يونيو (حزيران)، وذلك من أجل إعادة النظام العام بسرعة غداة سقوط نظام عسكر اكاييف خلال ساعات.

ولتجنب فراغ السلطة، عين البرلمان كرمان بك باكييف احد القادة الرئيسيين للمعارضة رئيسا ورئيس حكومة في البلاد، وهما منصبان سيشغلهما بالوكالة. واتخذ البرلمان قراره هذا خلال اجتماع بتشكيلته السابقة بعد أن ألغت المحكمة العليا الخميس تسجيل نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في فبراير (شباط) ومارس (آذار).

وقال باكييف امام النواب، ان انتخابات رئاسية يفترض «بموجب الدستور ان تجرى بعد ثلاثة اشهر». وكان نظام عسكر اكاييف انهار خلال ساعات الخميس تحت ضغط آلاف المتظاهرين الذين استولوا على مقر الرئاسة والحكومة.

ومنذ ذلك الحين اختفى الرئيس اكاييف، 60 عاما، الذي يتولى السلطة منذ 1990. وقالت رئيسة المحكمة الدستورية تشولبون بايكوفا امس ان «الامر لا يتعلق حتى باستقالته. لقد غادر الرئيس اكاييف البلاد بمروحية وموجود حاليا في منتجع في كازاخستان. عليه ان يتحمل مسؤولية افعاله». ورأت ان تعيين باكييف رئيسا بالوكالة شرعي موضحة انه «يملك حق توقيع مراسيم». ويقود كرمان بك باكييف، 55 عاما، الذي شغل منصب رئيس الوزراء من ديسمبر (كانون الاول) 2000 الى مايو (ايار) 2002 «الحركة الشعبية لقرغيزستان» التحالف الذي أنشىء أخيرا ويضم حوالى عشر حركات سياسية. وقد كلف في الايام الاخيرة تنسيق حركات المعارضة. ورفع انصاره الخميس في بيشكك شعاره اللون البنفسجي.

ودعا باكييف البرلمان الى منحه «إمكانية تشكيل سلطة تنفيذية ستتولى القيادة حتى الانتخابات الرئاسية». وأكد الرئيس الجديد بالوكالة ان «الوضع الامني يثير قلقه»، معتبرا انه حان الوقت «لإحلال النظام في البلاد». واوضح انه لا ينوي اعلان حال الطوارىء بدون ان يستثني فرض منع للتجول.

وشهدت بيشكيك، عاصمة هذه الدولة الفقيرة في وسط آسيا، ليل الخميس ـ الجمعة، عمليات نهب قام خلالها عناصر بتكسير واجهات المحلات التجارية وسرقة ما فيها قبل ان يلوذوا بالفرار.

وقد دعا فيليكس كولوف الذي كلفه البرلمان قيادة الاجهزة الامنية مؤقتا، رجال الشرطة والعسكريين الى العمل لوضع حد لعمليات النهب هذه، مهددا بطردهم ما لم يفعلوا ذلك.

كما دعا السكان الى «إنشاء ميليشيا شعبية ومساعدة اجهزة الامن على المحافظة على النظام في بيشكيك لتجنب اعمال العنف وسقوط ضحايا». وقال رئيس مجلس الشيوخ التاي باروباييف، ان تشكيلة الحكومة الجديدة يمكن ان تعلن لاحقا، واقترح باكييف تكليف روزا اوتونباييفا وهي من قادة المعارضة، وزارة الخارجية بالوكالة. من جهة اخرى، أكد باكييف ان بلاده ستحترم كل تعهداتها الدولية السابقة ولا تعتزم خصوصا التشكيك في وجود القاعدتين الجويتين الروسية والاميركية، غير البعيدتين عن بيشكيك وتفصل بينهما بضعة كيلومترات. وقال ان السلطة الجديدة «ستضمن استمرار كل التعهدات الدولية وكل الاتفاقات الموقعة من قبل»، موضحا ان «هذا يتعلق بوجود قاعدة التحالف ضد الارهاب والقاعدة الروسية كانت على حد سواء».