مصادر إسرائيلية في واشنطن: بوش يعطي الضوء الأخضر لبناء 3500 مسكن استيطاني حول القدس

الفلسطينيون يهرعون إلى المسؤولين الأميركيين محذرين من خطورة نتائج هذا الموقف

TT

ذكرت مصادر إسرائيلية مطلعة في واشنطن، أمس، أن الرئيس الأميركي، جورج بوش، قرر الامتناع عن اتخاذ موقف صارم ضد المشروع الاستيطاني الكبير الذي صادقت عليه الحكومة الإسرائيلية في مطلع الأسبوع، وبموجبه تقام مستوطن جديدة شرقي مدينة القدس المحتلة. وقالت المصادر إن هذا الموقف أبلغ بشكل رسمي لإسرائيل، مما يعني إشعال ضوء أخضر أمام الحكومة لتنفيذ هذا المخطط.

والمستوطنة المذكورة ستقام بصفة حي جديد لمستوطنة معاليه أدوميم، القائمة على أراضي بلدتي العيزرية وأبو ديس، شرق القدس المحتلة، لكنها في الحقيقة ستكون مستوطنة كبيرة ومستقلة، إذ تضم 3500 وحدة سكنية ومركز شرطة ضخما لقيادة اللواء.

ويرى الفلسطينيون في هذا الموقف خطرا سياسيا كبيرا على مستقبل القدس العربية، عاصمة الدولة الفلسطينية، حيث أن إقامة هذه المستوطنة تقطع الامتداد الجغرافي بين القدس وبقية أنحاء الضفة الغربية.

يذكر أن الولايات المتحدة ما زالت تعتبر القدس الشرقية مدينة فلسطينية محتلة، ولذلك فإنها لم تنقل سفارتها إليها وتحتفظ بها في تل أبيب. وفقط في مطلع الأسبوع نشر أن الإدارة الأميركية طلبت من إسرائيل تفسيرا حول قرارها بناء تلك المستوطنة. وحسب المصادر، فإن واشنطن أبلغت إسرائيل بأنها لن تقدم على أية خطوات أخرى ضد هذه المستوطنة، سوى طلب التفسير. وقد فهم الإسرائيليون هذا الموقف على أنه ضوء أخضر لكي تستمر إسرائيل في مشروعها. بل أضافوا أن الرئيس بوش يرى في هذا المشروع دعما ضروريا لرئيس الوزراء، ارييل شارون، في جهوده لتمرير خطة الفصل والانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية وإزالة المستوطنات منهما، وإخلاء مستوطنيها، مذكّرين بأن بوش قال إن المهمة الأساسية الآن هي تطبيق هذه الخطة، وانه لا يقبل بأي مطالب فلسطينية من شأنها أن تعرقل مهمة شارون هذه.

وأعلن الموقف الأميركي في إسرائيل، أمس، بشكل احتفالي، فيما وقع على الفلسطينيين وقع الصاعقة. وعقب عليه ياسر عبد ربه، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالقول «الاختبار الحقيقي للسياسة الأميركية في منطقتنا هو في نتائج السياسة الإسرائيلية على الأرض. ونحن نلاحظ أن واشنطن تغض الطرف عن السياسة الإسرائيلية التوسعية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه، وتسكت على الممارسات العدوانية بشكل مريع، فهي تنادي بالديمقراطية وتسكت على قيام إسرائيل بحبس الشعب الفلسطيني كله داخل سجن كبير، وتقول إنها تعارض الاستيطان وتسكت على أخطر المشاريع الاستيطانية، وتنادي بالسلام وبالمفاوضات، لكنها لا تنبس ببنت شفة إزاء الجرائم الإسرائيلية اليومية ضد شعبنا ومدننا ومخيماتنا».

وقال مسؤول ملف المفاوضات في اللجنة التنفيذية، صائب عريقات، إن هذه المستوطنة تصب في سلسلة نشاطات إسرائيلية معادية للسلام ومناهضة للأجواء الجديدة التي سادت في المنطقة منذ انتخاب محمود عباس (أبو مازن). وأضاف ان المشروع الاستيطاني الجديد هو محاولة فرض وقائع تعرقل إجراءات التسوية الدائمة. وأوضحت مصادر فلسطينية أن أبو مازن، توجه إلى الإدارة الأميركية مستفسرا عن هذا الموقف الجديد والمستهجن، وأكدت أن الممارسات الإسرائيلية على الأرض ستكون أحد أهم المواضيع التي سيطرحها أبو مازن على الرئيس بوش لدى لقائه به في الأسبوع الثالث من أبريل (نيسان) المقبل في البيت الأبيض.

جدير بالذكر أن إسرائيل تواصل فرض حصارها على الضفة الغربية وقطاع غزة منذ يوم الأربعاء، وسيستمر حتى بعد غد، بدعوى وجود إنذارات بنيات التنظيمات الفلسطينية تنفيذ عمليات داخل إسرائيل في فترة عيد المساخر «البوريم». وكان المسؤولون الإسرائيليون في تناقض حول هذا الموضوع، إذ في حين أعلن أحدهم أن هذه الإنذارات قادمة من نابلس وطولكرم وجنين، صرح مسؤول أمني آخر، أول من أمس، بأن الشهر ونصف الشهر الأخير شهد هدوءا غير عادي في نابلس، وأنه لأول مرة منذ خمس سنوات لا توجد أي إنذارات في هذه المنطقة. وللدلالة على ذلك، قامت القوات الإسرائيلية بإزالة العديد من الحواجز العسكرية والترابية المحيطة بالمدينة.