مستوطنو غزة وقوات الجيش والشرطة في إسرائيل يستعدون لمقاومة الانسحاب

TT

غوش قطيف ـ قطاع غزة ـ رويترز: انهار المستوطن اليهودي المتمنطق بمسدسه عندما فكر في ما سيحدث عندما تصل الشرطة الاسرائيلية الى داره لنقل عائلته من منزلها بقطاع غزة. وقال متشنجا «الامر كما لو أن أحدا يسألني.. ماذا ستفعل لو جاء أحد ليغتصب زوجتك». وأضاف المستوطن، الذي رفض ذكر اسمه الحقيقيد أن شيئا لن يدفعه الى سحب مسدسه لمنع اجلاء أسرته أو أي من المستوطنين الاخرين وعددهم 8500 مستوطن من 21 مستوطنة في قطاع غزة في يوليو (تموز) المقبل. على الاقل انه يظن أنه لن يفعل.

وتابع المستوطن، الذي يحاكم بتهمة ضرب سائقين فلسطينيين، «لا أحد يعرف كيف سيتطور الامر حيث أن المشاعر المتأججة قد تؤدي الى ذلك». ومضى يقول وهو يجلس على مقعد خارج كنيس في مستوطنة نفيه دكاليم بغزة «ان شخصا ما معتدلا قد يجد نفسه فجأة يفعل شيئا متطرفا». وتخشى قوات الأمن أن يلجأ المستوطنون المتطرفون ومؤيدوهم الى السلاح لمنع الانسحاب من غزة وشمال الضفة الغربية.

وقال مناحيم فريدمان، وهو استاذ في جامعة بار ايلان وخبير في التطرف اليهودي، «بالنسبة لهم انه تحقيق وعد للشعب اليهودي، فرد فعلهم قد يأتي بطريقة عنيفة جدا».

وتستعد قوات الأمن لكل الاحتمالات بما في ذلك محاولات لاغتيال رئيس الوزراء ارييل شارون ومهاجمة المواقع الفسلطينية والاسلامية.

ويتصدر نشطاء جماعة كاخ، المعادية للعرب والمحظورة، قوائم المراقبة الأمنية. وقال زعيم هذه الجماعة باروخ مرزيل «سنبذل كل ما نستطيع لمنع هذه الكارثة التي ستحل بالدول اليهودية. انها خطر يهدد بقاء الشعب اليهودي». ومضى يقول «سنحاربه (الانسحاب من غزة) بأي وسيلة نستطيعها».

وعندما قامت اسرائيل باخلاء مستوطنة ياميت في سيناء في عام 1982 في اطار معاهدة السلام مع مصر تحصن عشرات من نشطاء حركة كاخ في ثكنة وهددوا بالانتحار، وفي لحظة ما سكبوا البنزين على الجدران. وانتهت المواجهة بعدما أقنعهم بالانسحاب الحاخام مئير كاهانا ـ اليهودي الاميركي والزعيم الروحي للجماعة الذي اغتيل على يد مسلح مصري في نيويورك في عام 1990 . ويخشى مسؤولو الأمن أن يتحصن المتشددون في المستوطنات في غزة مما يلوح باحتمال وقوع مأساة. وأحد السيناريوهات التي أشار اليها المسؤولون هو أن يقوم مستوطنون متشددون بزرع ألغام ومتفجرات حول مبان واضطرار الجنود لاستخدام القوة لإزالتها.

وأشار مستوطنون في غزة الى قصة مسدة حيث حاصرت الفيالق الرومانية في عام 73 قبل الميلاد نحو ألف ثائر يهودي لثلاث سنوات في قلعة بالصحراء قبل انتحارهم كي لا يستسلموا.

وأسس المتطرفون منظمة تسمى «جملة لن تسقط ثانية» التي استمدت اسمها من قرية يهودية حيث ألقى أفراد جماعة أخرى بأنفسهم من على المرتفعات ليلقوا حتفهم عندما واجهوا هزيمة على أيدي الرومان في القرن الاول الميلادي. وتحاول الجماعة تخزين الطعام والمياه ومولدات الكهرباء لما يعتقدون أنه حصار ممتد في غزة اذا قطع الجيش الامدادات.

وقال بوعز هيتزني أحد المنظمين «ياميت ثانوية جدا مقارنة بما سيحدث في غوش قطيف». ويصر هيتزني ككثير من المستوطنين على أنه لن يستخدم العنف لمقاومة الاجلاء الذي يصفه بأنه «محرقة ثانية».

وتأمل الحكومة في اقناع الغالبية بالانسحاب في هدوء مقابل تعويض يصل الى مئات الالاف من الدولارت. واضاف هيتزني الذي يعيش في الضفة الغربية، لكنه ينوي الانتقال لغزة لمقاومة الانسحاب، «واضح للجميع في اليمين اليوم أنه اذا سقطت غوش قطيف فان أبواب الفيضانات ستنفتح».

وتقوم خطته على الدفع بعشرات الالاف من المؤيدين الى غزة لمنع المرور عند التقاطعات المزدحمة مما يشغل الشرطة باعادة النظام كي تتمكن من تنفيذ الاخلاء.

وقد تشهد اسرائيل نفسها اضطرابا في 20 يوليو (تموز) المقبل مع اقتراب موعد الانسحاب. وعززت قوات الأمن حماية المسؤولين المنخرطين في خطة الانسحاب وعززت الحراسة حول المواقع الاسلامية ومنها الحرم القدسي الشريف خوفا من هجمات المتطرفين اليهود.

يقول ايتامار بن جفير، وهو ناشط في حركة كاخ، انه مستعد للموت لمنع الاخلاء. ويرى ككثيرين غيره من اليهود المتشددين أن الاسرائيليين المنخرطين في خطة الانسحاب، وخصوصا شارون، خونة. وأضاف «ارجو ألا يحدث، لكن أرى أن الطريق الذي شنه شارون سيؤدي الى حمام دم».a