أنصار غولدشتاين يدعون لذبح العرب ويصفون شارون بأنه أخطر على إسرائيل من عرفات وأبو مازن والقذافي

في الذكرى العاشرة لمجزرة الخليل

TT

أقدم ناشطو اليمين الاسرائيلي المتطرف على خطوة أخرى متقدمة في تهديداتهم الارهابية للفلسطينيين من جهة ، ولرئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون شخصيا، من جهة ثانية، وذلك خلال الاحتفال الذي أقاموه بشكل علني إحياء لذكرى باروخ غولدشتاين، منفذ مجزرة الخليل في 25 فبراير (شباط) 1995.

وهتف المتطرفون «اذبحوا العرب» و «القدس لنا» و «لا مكان للعرب في جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف)». وهاجموا شارون بسبب خطته للانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية وازالة المستوطنات منهما، ووصموه بالخيانة واعتبروه أسوأ من هامان وفرعون (وهما ألد أعداء اليهود حسب التوراة). وقال أحد قادتهم، باروخ مارزل، وهو قائد عصابة كهانا الارهابية الخارجة عن القانون: «شارون هو أخطر انسان على اليهود واسرائيل، انه أخطر علينا من ياسر عرفات (الرئيس الفلسطيني الراحل) وأبو مازن (الرئيس الفلسطيني الحالي، محمود عباس) ومعمر القذافي (الرئيس الليبي)». وهتفوا: «اشووا شارون على النار».

وكان مصدر كبير في أجهزة الأمن الاسرائيلية قد أعلن، مساء أمس، ان ناشطي اليمين المتطرف يزدادون قوة واقداما وتطرفا بشكل خطير. وانه اذا لم يتم التعامل معهم بحزم حقيقي ومن دون رحمة، فانهم سيتمكنون من تحقيق أكثر من هدف خطير قد وضعوه أمامهم، ان كان ذلك في تنفيذ اعتداءات على شخصيات سياسية في اسرائيل أو اعتداءات كبيرة على الفلسطينيين.

واعتبر هذا المصدر نشاط اليمين في الخليل، مساء أمس اول من امس، بمثابة تحد واستفزاز سافرين للشرطة ولجهاز المخابرات العامة (الشاباك). اذ ان المكان أعلن منطقة عسكرية مغلقة، قبل الاحتفال، ومع ذلك تمكنوا من الدخول اليه تحت سمع وبصر القوات الاسرائيلية المرابطة هناك. وأحيوا ذكرى سفاح قتل 29 فلسطينيا دفعة واحدة (هم من المسلمين الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون صلاة التراويح خلال شهر رمضان) وأساء بذلك وألحق ضررا فادحا باسرائيل.

وكشف هذا المسؤول ان النواة الصلبة للمتطرفين اليهود، المستعدين للعمل بشكل مباشر ضد المسؤولين الاسرائيليين أو المواطنين الفلسطينيين ومقدساتهم، تعد حاليا عدة مئات وليس بالعشرات، كما كان التقدير حتى الآن. وذكر ان قسما كبيرا من هؤلاء مسلحون ومدربون في الجيش الاسرائيلي، مما يضاعف الأخطار التي قد تنجم عنهم.

يشار الى ان هذه الفئة بدأت تقيم عصابات منظمة قليلة العدد، تعمل في المرحلة الحالية على اغلاق الشوارع المركزية بالمظاهرات وبالاطارات القديمة المشتعلة. واعترف وزير الأمن الداخلي، جدعون عزرا، بأن الشرطة فشلت في مواجهتهم حتى الآن. وأعرب عن مخاوفه من ان تتطور نشاطاتهم بشكل خطير قبل ان تتم السيطرة عليهم. كما أشار الى ان اعتداءاتهم على الفلسطينيين تفاقمت في الآونة الأخيرة، خصوصا في منطقتي نابلس والخليل. ولم تعتقل الشرطة منهم سوى 40 شخصا، بينهم 8 فتيات قاصرات و10 فتيان قاصرين. الا ان الناطق بلسانهم، ايتان بن جبير، قال ان الشرطة تبالغ في وصف قوتهم وأفعالهم لكي تظهر للرأي العام بأنها يقظة وتقاومهم. وقال «الشرطة اعتقلت بعض الأطفال لتظهر انها تنجح في عملها ضد اليمين، لكن الحقيقة انها لم تصل الى أي من منفذي هذه النشاطات، وسنثبت لكم انها عاجزة عن منعنا من تنفيذ مخططاتنا».