إهانة العلم التركي تلهب المشاعر الوطنية في سائر أنحاء تركيا

TT

أنقرة ـ أ.ف.ب: التهبت المشاعر الوطنية في سائر انحاء تركيا بعد ان احرق متظاهرون أكراد علما تركيا امام كاميرات التلفزة في مدينة مرسين الجنوبية خلال الاحتفالات بعيد النوروز، رأس السنة الكردية، ما دفع العديد من الأتراك الى التظاهر والاحتجاج في مسيرات حملوا فيها علم بلادهم الذي يفتخرون به.

ونددت وسائل الإعلام والسلطات بقوة بهذا العمل بالرغم من ان فاعليه هم شبان مراهقون. ويستغل الأكراد، وعددهم في تركيا حوالي عشرة ملايين، هذا العيد الذي يعلن بداية الربيع في21 مارس (آذار)، للمطالبة بحقوق سياسية وثقافية من حكومة انقرة.

كما تسير في هذا النهار عامة تظاهرات داعمة لمتمردي حزب العمال الكردستاني الذي بات يعرف بـ«كونغرا جيل».

وشارك عشرات آلاف الأكراد هذه السنة في الاحتفالات ورفع كثيرون اعلاما لحزب العمال الكردستاني وهتفوا شعارات مؤيدة لرئيس هذا الحزب، عبد الله اوجلان، المسجون مدى الحياة في تركيا.

وبسبب الطموحات التركية للانضمام الى الاتحاد الأوروبي، لم تتدخل الشرطة، ولأول مرة، لتفريق هذه المظاهرات التي تحدت بوضوح وحدة البلاد.

وندد الجيش التركي الذي يتمتع بنفوذ كبير في تركيا والذي تقاتل مع المتمردين الأكراد بين عامي 1984 و1999 مما أسفر عن مقتل 36 ألفا وخمسمائة شخص، بـ«الاهانة التي تعرض لها العلم التركي»، مستعملا لهجة قاسية واصفا ما جرى بأنه «خيانة».

وأدانت الحكومة هذا العمل إضافة الى مجمل الطبقة السياسية بما فيها تجمع «دهاب» السياسي المؤيد للأكراد. وهبت المشاعر الوطنية في سائر انحاء البلاد وبات العلم التركي حاضرا في كل مكان. وتم توزيع آلاف الأعلام مجانا على الطرقات، ووضعت محطات التلفزة علماً تركياً صغيراً عند زاوية شاشاتها.

ويعرب المحللون عن قلقهم ازاء الوضع في تركيا التي من المفترض ان تباشر في الثالث من اكتوبر (تشرين الأول) المقبل مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الأوروبي. وقالت محللة صحافية من صحيفة «راديكال» التركية «هناك من لم يعودوا يحتملون ان تكون الهوية التركية هي الوحيدة التي تحدد الهوية القومية للبلاد».

وقالت الصحافية ان هناك «عنصرية» متزايدة ضد الأكراد في تركيا، وصار واجبا حاليا التحدث عن هذا الآمر لمداواته.