صفير يحذر اللبنانيين من الاستجابة لأنانياتهم ويعتبر «المرحلة حاسمة وقد تأتينا بالفرج»

TT

حذر البطريرك الماروني نصر الله صفير اللبنانيين من «الاستجابة لنداء أنانياتهم التي طالما باعدت بينهم»، معتبراً ان «المرحلة التي بلغناها حاسمة وهي قد تأتينا بالفرج المرتقب إذا عرفنا كيف نوحد الرؤية».

وقال البطريرك صفير في «رسالة الفصح» التي وجهها أمس إلى اللبنانيين المقيمين والمنتشرين: «نحن نتأرجح بين أمل كبير يطل علينا فجره، وخيبة كبرى قد تقضي عليه. ان الظروف التي نعيشها قد تكون مؤاتية لما نتوخاه من غد أفضل. وقد تكون محبطة بما يتخللها من شؤون وشجون. وعلينا نحن ان نقرر السير في الطريق الذي نختاره بحرية تامة وتصميم أكيد ولو محفوفاً بالمخاطر». وأضاف: «ان المرحلة التي بلغناها هي مرحلة حاسمة. وهي قد تأتينا بالفرج المرتقب اذا عرفنا كيف نعقد الخناصر ونوحد الرؤية ونتجه الى المستقبل بأقدام ثابتة، بعقول واعية وقلوب ملأى بالطمأنينة. وتبقى الوحدة الوطنية البرهان الأكبر على قدرتنا على تخطي المحنة».

ودعا صفير اللبنانيين «على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم ومشاربهم في هذه الفترة من تاريخ وطنهم الطويل إلى التدليل أمام العالم اجمع على أنهم خرجوا عن الوصاية، وان بإمكانهم ان يعيدوا بناء وطنهم على قواعد ثابتة. هذا إذا لم يستجيبوا لنداءات الأنانية التي طالما باعدت بينهم».

ورأى «ان الذين يقولون ان اللبنانيين لا يلبثون ان يتفرقوا ويراهنون على تفرقهم هم خاطئون، ان لم يكن هناك من يفرقهم ويحملهم على العبث بوحدتهم ويزرع المتفجرات على أرضهم وأمام بيوتهم ومتاجرهم لتخويفهم وترويعهم»، مشدداً على «ان هذه المرحلة، اذا شئنا ان نقطعها بأمان، يجب ان تكون مختلفة كل الاختلاف عن سابقاتها. ويجب ان يكون عنوانها نظافة الكف، والإخلاص للشأن العام، والإقلاع عن البحث عن المصلحة الخاصة، والاكتفاء بما قررته القوانين لكل موظف، ورجل سياسي، فلا خوات، ولا مشاريع وهمية، ولا سطو على المال العام، الذي هو مال الشعب، ولا صفقات مشبوهة.

وان لم يقتنع من يريدون ان يتولوا الشأن العام بوجوب التحلي بهذه المناقبية، فلا مجال إلى التغني بغد أفضل»، آملاً في «توثيق عرى المودة في ما بيننا، وإقامة اصدق العلاقات مع جيراننا، وخصوصاً مع سورية، وذلك على قاعدة التكافؤ والندية».