وفد من الكونغرس الأميركي في بيروت يشجع على مراقبة دولية للانتخابات النيابية المقبلة

التقى بري وحمود ونوابا معارضين وزار قبر الحريري

TT

غادر نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد بيروت امس عائداً الى واشنطن، بعدما امضى في لبنان حوالي عشرة ايام التقى خلالها مسؤولين رسميين وفعاليات سياسية ودينية في اطار متابعته للتطورات اللبنانية لجهة الوضع الحكومي والانتخابات النيابية المرتقبة والانسحاب السوري. وكان قد ذكر لدى مجيء ساترفيلد الى العاصمة اللبنانية انه سيمكث فيها ثلاثة اسابيع، ولم تعرف دواعي مغادرته المفاجئة.

وقبيل سفره حطت في مطار بيروت ثلاث طائرات اميركية خاصة تقل وفداً من الكونغرس الاميركي مؤلفاً من 14 شخصاً بينهم اربعة نواب برئاسة النائب ديفيد دراير. وقد التقى ساترفيلد الوفد لدقائق في صالون المطار ثم غادر، فيما توجه وفد الكونغرس الى مقر السفارة الاميركية في عوكر (شمال بيروت) وسط تدابير أمنية مشددة يرافقه القائم بأعمال السفارة كريستوفر موراي.

وذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» اللبنانية الرسمية ان الوفد استمع من موراي الى شرح عن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والوجود السوري في عين التينة بلبنان ومراحل انسحاب القوات السورية التي تمت حتى الآن.

والتقى الوفد الاميركي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في مقر رئاسة البرلمان. وبعد اللقاء قال النائب دراير: «انها مناسبة للاطلاع على المتغيرات التاريخية التي تحصل في لبنان، وكانت رسالتنا الى رئيس مجلس النواب اللبناني اننا نأمل بقوة ان تجري الانتخابات النيابية في لبنان قبل 31 مايو (ايار) المقبل. ونحن نشجع على وجود مراقبين دوليين في هذه الانتخابات. ونأمل ايضاً ان تكون للشعب اللبناني فرصة كما في السابق، لاجراء انتخابات حرة ونزيهة بعيداً عن الضغوط الخارجية».

وكان وفد الكونغرس التقى قبل ذلك في منزل رئيس «حركة التجدد الديمقراطي» النائب نسيب لحود في الاشرفية، نواب المعارضة مروان حمادة وبطرس حرب ونايلة معوض ومحمد قباني ومصباح الاحدب. واوضح المسؤول الاعلامي في «حركة التجدد الديمقراطي» انطوان حداد ان البحث «تناول الوضع في لبنان وخصوصاً ما آل اليه البلد بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اضافة الى النقاش الجاري داخلياً. وقد عرض النائب لحود لاعضاء الوفد مطالب المعارضة اللبنانية التي تتمثل بالانسحاب السوري من لبنان وتولي لجنة دولية التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري واقالة قادة الاجهزة الأمنية. هذا عدا عن المطلب الرئيسي للمعارضة الآن والقاضي بضرورة قيام حكومة انتقالية حيادية تشرف على اجراء الانتخابات النيابية كمخرج وحيد لحل الازمة».

واشار حداد الى انه «تم في اللقاء ايضاً تبادل لوجهات النظر والحديث عن مطالب المعارضة، التي تحقق قسم منها، وآخر هو قيد التحقيق».

كذلك زار الوفد الاميركي مقر وزارة الخارجية اللبنانية حيث التقى الوزير محمود حمود. وذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» ان الوفد «استعلم (من حمود) بشأن وجهة النظر اللبنانية الرسمية حول الانسحاب السوري، وعن الانتخابات النيابية وتنفيذ القرار 1559». وابلغ حمود الوفد «ان القيادتين العسكريتين في لبنان وسورية سترفعان بعد اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة تقريراً عن انسحاب جميع القوات السورية الى ما وراء الحدود».

أما رئيس الوفد الاميركي فقال بعد اللقاء: «اجرينا محادثات مفيدة جداً. وتناولنا خلال الحديث موضوع اجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، وهذا امر مهم للغاية، وكما هو مقرر لها ان تكون من الآن حتى 31 مايو المقبل، وان وزير الخارجية يشعر بثقة كبيرة ان الانتخابات ستحصل في موعدها، وان الحكومة الجديدة ستشكل خلال الايام القليلة المقبلة». واضاف رداً على سؤال: «تحدثنا عن القرار 1559 وعن اتفاق الطائف. واعتقد ان الهدف المشترك لدى الشعب اللبناني هو اجراء انتخابات نيابية حرة بعيدة عن اي تأثير او نفوذ قبل 31 مايو المقبل، وهذا هو هدف القرار 1559 . وهذا ما يمكن حصوله». وافاد دراير بأن الوفد زار لدى وصوله الى بيروت صباح امس، قبر الرئيس رفيق الحريري ومقبرة مرافقيه. وقال: «لقد اتيحت لنا فرصة اللقاء مع عدد من ذويهم».