الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ29 لـ«يوم الأرض» وسط مخاوف من مصادرة المزيد من أراضيهم

أبو علاء: لن نتنازل عن حبة تراب من أرضنا فهي الوطن والكرامة والمستقبل

TT

أحيا الفلسطينيون أمس، في مناطق 1948 والضفة الغربية وقطاع غزة الذكرى التاسعة والعشرين لـ«يوم الأرض»، وذلك بالمظاهرات والمسيرات الشعبية في مختلف أماكن وجودهم داخل الوطن وفي الشتات. واتسمت نشاطات هذا اليوم بالإعراب عن القلق الشديد من استمرار المخططات الاسرائيلية الرامية الى مصادرة أكبر مساحة من أراضيهم، بغرض تهويدها وحرمان أهلها من فلاحتها ومن التخطيط لمستقبلهم فيها.

وشدد المواطنون العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48)، وهم صانعو يوم الأرض وقدموا العديد من الضحايا في ذاك اليوم من عام 1976، على مقاومة المخططات الاسرائيلية لمصادرة حوالي 350 ألف دونم من أراضيهم الواقعة في النقب وطرد 80 ألف مواطن منها. وطالبوا، خلال مظاهرة كبرى أقيمت في بلدة ابو تلول، التي لا تحظى باعتراف الحكومة الاسرائيلية مثلها كمثل 45 قرية عربية شبيهة، بأن تلغي الحكومة مخططها وان تكف عن سياسة اهمال تلك القرى، التي ما زالت تعيش ظروف العصور الوسطى، بلا كهرباء ولا ماء ولا أي خدمات حضارية. وفي مناطق الشمال قام فلسطينيو 48 بغرس عشرات ألوف من أشتال الزيتون في أراضيهم المهددة بالمصادرة.

أما في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967، فقد ركز الفلسطينيون على مقاومة الجدار العازل، الذي يؤدي الى مصادرة عشرات ألوف الدونمات من أراضيهم لمصلحة اسرائيل وسياسة التهويد التي تتبعها. ونظموا مظاهرات على طول الجدار شارك فيها عشرات من أنصار السلام اليهود، وفي قرية بلعين قرب اشتبك المتظاهرون مع قوات الاحتلال التي حاولت منعهم من غرس أشتال الزيتون.

يذكر أن «يوم الأرض»، وقع في 30 من مارس (آذار) سنة 1976. ففي تلك السنة قامت حكومة اسحق رابين الأولى بمصادرة 20 ألف دونم من أراضي الجليل. فأعلن فلسطينيو 48 الاضراب العام، احتجاجا على ذلك.

وكان الاضراب في ذلك الوقت «سلاحا خطيرا» في نظر الحكومة والمخابرات الاسرائيلية، خشوا ان يتطور الى تمرد وعصيان. فقرروا قمعه بالقوة. وأدخلوا الى القرى العربية قوات من الشرطة والجيش، وقتلوا ستة شباب (بينهم فتاة قتلت وهي في بيتها في بلدة سخنين). ولم تستطع السلطة الاسرائيلية تحقيق هدفها في تخويف المواطنين، بل بالعكس، فقد تطورت الحركة النضالية لفلسطينيي 48 وتأسست حركة وطنية وحدوية. واضطرت الحكومة الى التراجع عن مخطط المصادرة المذكور. ومنذ ذلك الوقت والفلسطينيون في كل مكان يحيون سنويا هذه الذكرى بمختلف النشاطات الجماهيرية.

وبهذه المناسبة تحدث رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع (ابو العلاء)، فقال «إن الصراع الحقيقي بين اسرائيل والفلسطينيين هو على الأرض. وبالنسبة للفلسطينيي، الأرض هي الوطن والكرامة والمستقبل، لذلك فإن هذا الشعب متمسك بأرضه ولن يتنازل عن حبة تراب واحدة منها.