سورية تبلغ الأمم المتحدة خطيا التزامها سحب قواتها من لبنان قبل الانتخابات

TT

اعلن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أن سورية ستسحب جميع قواتها من لبنان قبل الانتخابات اللبنانية المقررة في مايو (ايار) المقبل، غير انه لم يذكر ما إذا كان هذا الانسحاب سيشمل أكثر من 5 آلاف عنصر من المخابرات السورية.

جاء هذا التأكيد في رسالة وجهها الشرع الى الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان خلال اجتماع مجلس الأمن في جلسات مغلقة، أول من أمس، لمناقشة مشروع قرار اعدته الولايات المتحدة وفرنسا يقضي باجراء تحقيق دولي مستقل في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط )، فيما نقلت وكالة رويترز عن السفير السوري لدى الامم المتحدة، فيصل مقداد، تأكيده بان لجنة تنسيق سورية ـ لبنانية مشتركة سوف تجتمع قبل يوم السبت المقبل لوضع جدول زمني للانسحاب السوري من لبنان.

واشارت رسالة الشرع الى ان التعاون القائم منذ وقت طويل بين سورية ولبنان مكن سورية بالفعل من تقليص حجم قواتها الى عشرة الاف من اربعين الفا، بالاضافة الى «الانسحاب الكامل لهذه القوات قبل الانتخابات المقبلة في لبنان». غير ان الرسالة وصفت تقرير لجنة تقصي الحقائق بأنه «استفاض في وصف الاوضاع السياسية والنفسية التي سادت في لبنان قبل اغتيال الحريري، مغفلاً رغم تسييسه لمهمته الإشارة إلى الروابط التاريخية والجغرافية والسياسية والنسيج الاجتماعي المتداخل بين الشعبين السوري واللبناني، وهي روابط تتجاوز نوع العلاقات التي تربط بين اي بلدين جارين في المنطقة».

من جهة أخرى، نفى وزير الخارجية السوري ما ورد في تقرير اللجنة عن تهديد وجهه الرئيس السوري بشار الاسد الى رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري الذي اغتيل الشهر الماضي. وفي هذا السياق اعتبرت دمشق أن استنتاجات تقرير لجنة تقصي الحقائق حول اغتيال الحريري «تبتعد عن الموضوعية وتتعاطف مع وجهة نظر فريق من دون اهتمام بوجهات نظر الفرقاء الآخرين»، مؤكدة أنه «تم توظيف عملية الاغتيال لخدمة وجهة نظر فريق لبناني كان يطمح لإحداث انقلاب دون الاخذ بعين الاعتبار اهمية التعايش والحفاظ على السلم الاهلي وصيانة الوفاق الوطني بين اللبنانيين والتي كان الحريري نفسه مؤمنا بها».

وكانت الولايات المتحدة قد كررت تأكيد رغبتها في ان تجرى الانتخابات النيابية في لبنان المقررة في اواخر مايو (ايار)، كما هو متوقع، وفي ألا يتم ارجاؤها. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية آدم أرييلي «لسنا نرى اي مبرر او سبب لارجائها»، وتحدث عن «معلومات مستمرة» عن امكانية ارجائها. واضاف «ان لمن الاهمية بمكان ان تجرى هذه الانتخابات في الموعد الذي نفترض انها ستجرى فيه، اي قبل نهاية مايو».