غوانتانامو: رفع تهمة «العدو المقاتل» عن 38 محتجزا وقاض ثان يوقف نقل 13 معتقلا إلى اليمن

TT

واشنطن - وكالات الأنباء: رفعت الولايات المتحدة تهمة «المقاتل العدو» عن 38 معتقلا من اصل 558 تحتجزهم في قاعدة غوانتانامو بهذه التهمة، واكدت انها ستعيدهم الى بلادهم بسرعة. وفي الوقت نفسه، امر قاض اميركي ثان اول من امس بوقف نقل 13 يمنيا مسجونين في غوانتانامو الى بلادهم خشية تعرضهم هناك الى التعذيب، بعد ان كان قاض سابق قد اصدر قراراً مماثلاً.

وافاد سكرتير سلاح البحرية الاميركي غوردن انغلند للصحافيين ان قرار رفع تهمة «المقاتل العدو» قد اتخذ بعد ان قامت المحاكم المختصة، وعلى مدى ستة اشهر، بدراسة ملفات 558 شخصا القي القبض عليهم في افغانستان او في دول اخرى ونقلوا الى غوانتانامو للتحقيق وللمحاكمة. واكد انغلند ان صفة «المقاتل العدو» ثبتت بالنسبة لخمسمائة وعشرين معتقلا، مضيفاً ان «هيئات المحاكم استنتجت ان 38 معتقلا لا يمكن تصنيفهم مقاتلين اعداء». واشار انغلند الى ان خمسة من هؤلاء المعتقلين ارسلوا الى بلادهم وان وزارة الخارجية الاميركية تعمل على اعادة الآخرين «باسرع وقت ممكن».

لكنه اشار، من جهة اخرى، الى ان عددا غير محدد من المعتقلين ينتمون الى اقلية الاوييغور الصينية المسلمة لن يتم ارسالهم الى الصين بالرغم من انهم قد شطبوا عن لائحة «المقاتلين الاعداء». واضاف ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تخشى ان تتم معاملتهم بشكل سيئ لدى عودتهم الى الصين التي تضطهد اقلية الاوييغور، واكد ان الدبلوماسيين الاميركيين يسعون الى ايجاد بلد جديد يستقبلهم.

وامتنع انغلند عن اعطاء تفاصيل عن حالات فردية او عن جنسيات المعتقلين الذين برئوا من التهمة. ونفى انغلند بشكل قاطع ان يكون هؤلاء الاشخاص قد اعتقلوا خطأ، مؤكدا ان «كون معتقل لا يلبي شروط تصنيفه «عدوا مقاتلا» لا يعني بالضرورة ان تصنيفه كذلك في السابق كان خاطئا».

ومن ناحية اخرى، اوقف القاضي الفيدرالي الاميركي هنري كنيدي اول من امس نقل 13 يمنيا مسجونين في غوانتانامو الى بلادهم خشية تعرضهم هناك الى اعمال تعذيب او سجن تعسفي. وكان قاض فيدرالي آخر قد اصدر يوم 12 مارس (اذار) الجاري قراراً مماثلاً يقضي بابقاء المعتقلين الـ 13 في غوانتانامو، فيما كان كنيدي يدرس القضية.

واعتبر القاضي كنيدي ان تصنيف «المقاتلين الاعداء» الذي اطلق على اليمنيين الثلاثة عشر لم يؤكد نهائيا وامر الحكومة الاميركية باعطائهم مهلة 30 يوما قبل اتخاذ اي قرار بنقلهم الى اليمن. وهذه المهلة يطالب بها المحامون للتحقق من ان موكليهم يريدون نقلهم الى سجن في بلادهم ام انهم يخشون التعرض للتعذيب او الاعتقال لفترة غير محدودة بدون محاكمة. وقالت بربارة اولشانسكي من مركز الحقوق الدستورية في مطلع الشهر في مناسبة صدور قرار اول عن القضاء الاميركي بوقف ابعاد اليمنيين: «نريد معرفة الى اين سيرسلون وان نسألهم اذا كانوا يريدون الذهاب الى هناك».

واليمنيون المعنيون يقولون انهم اعتقلوا في باكستان التي توجهوا اليها لمتابعة دراسات دينية او بحثا عن عمل، وسلمتهم الشرطة الباكستانية الى العسكريين الاميركيين وانتهى بهم الامر في غوانتانامو.

وحسب وزارة الدفاع الاميركية، فان 214 معتقلا غادروا مركز الاعتقال الاميركي في جزيرة كوبا منذ انشائه، وبينهم 149 افرج عنهم و65 سلموا الى سلطات دولهم مثل باكستان والمغرب وفرنسا وروسيا والسعودية وبريطانيا.