علماء بريطانيون يضعون خطة لإنشاء نظام إنذار مبكر من الكوارث الطبيعية

الخبراء لا يستبعدون وقوع زلزال ثالث قبالة إندونيسيا

TT

أعلن المستشار العلمي للحكومية البريطانية أمس في لندن، عن وضع خطة لتطوير نظام عالمي للانذار المبكر لحماية سكان الأرض من الزلازل وموجات «التسونامي» والبراكين، والكويكبات التي يمكنها الاصدام بالارض. ويأتي هذا الاعلان بعد تحذير أصدره علماء في علم طبقات الارض من وقوع زلزال ثالث عنيف وربما اكثر، خلال فترة قصيرة او متوسطة المدى قبالة جزيرة سومطرة الاندونيسية، بعد الزلزال الاول المدمر الذي وقع في 26 ديسمبر(كانون الاول) والزلزال الثاني العنيف الذي ضرب المنطقة الاثنين.

وقال مصطفى المغراوي الباحث في معهد فيزياء الارض في ستراسبورغ «لا يمكننا استبعاد وقوع زلزال ثالث خلال الاشهر المقبلة او السنوات المقبلة.. هذه المنطقة تمر وفق الدراسات الجيولوجية بدورات زلزالية تمتد ما بين 150 و200 سنة. وزلزال 26 ديسمبر أخل بتوازن المنطقة بصورة كبيرة، وهذا يفتح المجال امام تكرر حصول الزلازل». من جهته قال مدير المعهد ميشال غرانيه «نحن نشهد ما نسميه (حالة) العودة الى التوازن».

* نظام إنذار

* وقال البروفيسور البريطاني ديفيد كنغ الذي ترأس «مجموعة العمل حول الأخطار الطبيعية»: «إن الحكومة البريطانية تدعم مبادرة انشاء نظام انذار مبكر من الكوارث بتكلفة 100 مليون دولار، ويتوقع ان تطرح ذلك امام مؤتمر دول مجموعة الثماني الصيف المقبل. واضاف ان المشروع الذي يشارك فيه علماء في الزلازل والبراكين والفلك، يتعلق برصد التغيرات الفيزيائية والطبيعية بواسطة مجسات ومراصد وطوافات بحرية في كل المحيطات على الكرة الارضية.

وكان الزلزال الأخير قد وقع الثلاثاء في الساعة 09،1 بالتوقيت المحلي (09،16 تغ الاثنين). وحدد المعهد الاميركي لرصد الزلازل مركزه على بعد 300 كيلومتر فقط جنوب شرق مركز زلزال ديسمبر، الذي احدث مدا بحريا هائلا «تسونامي» خلف 273 الف قتيل ومفقود في 11 بلدا في منطقة المحيط الهندي.

* تداخل الصفائح

* ويتسبب في حدوث هذه الزلازل العنيفة وتلك التي يخشى حدوثها على طول الصدع الكبير قبالة سومطرة تداخل الصفيحة الهندو ـ استرالية تحت الصفيحة الاوروبية ـ الآسيوية، وتحديدا تحت صفيحة متفرعة عنها، هي الصفيحة الهندوصينية. والى الغرب من سومطرة، تتقدم الصفيحة الاولى بمعدل خمسة سنتمترات سنويا بالنسبة الى الصفيحة الهندوصينية في اتجاه الشمال والشمال الشرقي.

وقال ميشال غرانيه ان «قسما آخر من الصدع» تحرك الاثنين مختلفا عن ذاك الذي تحرك في 26 ديسمبر، وهو قسم يقع «بين منطقة زلزال 2004 وزلزال 1861». واطلق زلزال ديسمبر كمية هائلة من الطاقة نحو خندق التداخل تحت ارخبيل سوندا، وهو خط الصدع الممتد الى الغرب من سومطرة والذي كان وراء حدوث زلزالين عنيفين: في 1833 بقوة 9،8 درجات وفي 1861 بقوة 5،8 درجات في جزيرة نياس.

ويشرح المغراوي الأمر «كما لو ان لدينا نابضين متصلين: اذا ما جذبنا احدهما وتركناه، ينتقل جزء من الطاقة الى الآخر». وتداخل او انزلاق صفيحة ارضية فوق الاخرى لا يتم في حركة متسقة، فالضغط يتراكم والزلزال يحصل عندما يزول الضغط فجأة. أما تكرار حدوث الزلازل في منطقة معينة، وهي سلسلة من الهزات التي تخف حدتها تدريجيا حتى يتلاشى القسم الاكبر من الضغط، فهو ظاهرة معروفة جيدا من علماء الزلازل والجيولوجيا، ففي خندق نانكي جنوب شرق اليابان، تسببت خمسة من اصل سبعة زلازل عنيفة خلال 1500 سنة مضت في احداث هزات في الاقسام المتصلة في الصدع خلال السنوات الخمس التي اعقبت حدوث تلك الزلازل. وفي تركيا سنة 1999، نجم زلزال بقوة 4،7 درجات في ازمير جنوب شرق اسطنبول عن سلسة من الهزات التي سبقته على طول صدع شمال الاناضول. وتسبب هذا الزلزال بدوره في تشكيل ضغوط أدت الى حصول زلزال اخر بقوة 1،7 درجات بعد ثلاثة اشهر في دوزجي.

ولم يؤد زلزال الاثنين الى تشكيل تسونامي خلافا للمخاوف الاولى، ولم يؤد الى تكوين جدار مائي، كالذي ارتفعت امواجه الى عشرة امتار في ديسمبر. والسبب الرئيسي لذلك ان قوة زلزال الاثنين، كانت اقل باثنتي عشرة الى 15 مرة من زلزال ديسمبر، كما اوضح عالم الزلازل جون ماكلوسكي من جامعة الستر. واضاف «هذه النقطة مهمة جدا، لأنه كلما كانت الطاقة المتولدة اكبر، كانت مخاطر تحرك الكتلة المائية اكبر». من جهة ثانية، لا يعرف ما اذا كان الزلزال الذي ضرب على عمق 30 كيلومترا قد ازاح الكتل المائية بصورة عمودية وهذا من الشروط التي يشترط توفرها لحدوث تسونامي.