رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي: هناك أسئلة كثيرة تحتاج إلى أجوبة قبل أن نقر اتفاقية الشراكة مع السوريين

TT

قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي أولمار بروك ان انسحاب سورية من لبنان أمر «جيد ومهم» ولكن أوروبا لا تزال في حاجة للحصول على اجوبة من الجانب السوري على اسئلة تتعلق بمدى استعداد دمشق لمساندة وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط ودورها في مساندة حزب الله اللبناني وجهود مكافحة الارهاب. وأضاف: هذه كلها اسئلة وموضوعات مهمة نريد أجوبة وإيضاحات بشأنها من الجانب السوري قبل ان يتخذ البرلمان الاوروبي قرارا بشأن سريان اتفاقية الشراكة معها.

جاءت تصريحات المسؤول الأوروبي لـ«الشرق الأوسط» على هامش اعمال اللقاء الاوروبي ـ السوري الذي اختتم اعماله امس بمقر البرلمان الاوروبي ببروكسل واستغرق يومين ونظمته لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان تحت عنوان اتفاق الشراكة الاوروبي ـ السوري وتأثره بالقضايا السياسية وملف حقوق الإنسان. وقد شارك في اللقاء عدد من الفعاليات الاوروبية والسورية من توجهات مختلفة. الا ان القاء شهد تخلف الوفد السوري الرسمي عن المشاركة فيه احتجاجا على تعديلات أوروبية على برنامج اللقاء هدفت الى تحقق اتصال مباشر بين الوفد السوري الرسمي واطراف من المعارضة السورية، الامر الذي يرفضه الجانب السوري الرسمي.

وعلى هامش اللقاء التقت «الشرق الاوسط» مع المعارض السوري فريد الغادري وسألته عن الرسالة التي أراد توصيلها الى الجانب الاوروبي من خلال مشاركته في هذا اللقاء فقال «جئنا لكي نطلب من البرلمان الاوروبي ان لا يقر اتفاقية الشراكة مع الجانب السوري في الوقت الحالي وان يؤجلها الى وقت نستطيع فيه ان نتأكد من ان الديمقراطية قائمة في سورية. وعن توقعاته بشأن قيام الجانب الاوروبي بالضغط على سورية لتحقيق العديد من الاصلاحات السياسية قال الغادري: نحن نعتبر ان فرنسا دخلت هذه المرحلة وكانت عاملا أساسيا وراء صدور القرار 1559، وأوروبا سوف تدخل اللعبة من هذا الباب لكي تضغط على سورية مما قد يدفع دمشق الى الأخذ بعين الاعتبار تنفيذ القرار 1559. وقال المعارض السوري «ان ما يحدث في العراق الان والانتخابات التي جرت فيه والتي كانت ممتازة نتمنى من الشعب السوري ان يرى فيها مبادرة طيبة». وفي كلمته في اللقاء تحدث عضو مجلس الشعب السوري فيصل كلثوم ليشيد بالنظام العلماني الاجتماعي القائم في بلاده وخاطب اعضاء البرلمان الاوروبي قائلا «انا اعلم ان هواجس اوروبا هي الأمن والحد من الهجرة ومكافحة الارهاب ولكن نحن ايضا حاجاتنا كبيرة بان تمسك اوروبا بايدينا لنمشي معها على طريق التطور». وقال البرلماني السوري الذي اشار الى انه يتحدث بصفة مستقلة الى ان المرض في الدول العربية واحد وان الديمقراطية ليست منقوصة فقط في سورية وان الدولة لم تكتمل البنيان في المنطقة العربية وليس هناك نظام عربي سياسي قائم يستطيع ان يدعي ان الدولة قد اكتملت كما نراها في الجوار الأوروبي.

وعن تحقيق الديمقراطية بصورة كاملة قال البرلماني السوري ان بلاده لا تستطيع ان تصل دفعة واحدة الى هذا الأمر وأضاف «انتظروا قليلا حتى نضع نظاما متكاملا يكون متطابقا مع المعطيات التي تطلبها أوروبا وانتظروا فقط شهرين ستكون في سورية تعددية سياسية وقانون لحرية الأحزاب وستجدون صحافة مكتملة بقوانين وتكون مفتوحة للجميع رغم أنها موجودة الآن بشكل محدود».

وانتقد النائب السوري تركيز الجانب الأوروبي اهتمامه على مسألة الديمقراطية في الدول العربية ولا يهتم بالأراضي العربية المحتلة وما يذوقه العرب من ظلم وتشريد وقتل الآلاف من المدنيين. وقد تطرقت المناقشات في اللقاء الى قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري .