تزايد نشاط الأصوليين المغاربيين في المواقع «الجهادية» على الإنترنت

مستخدمين كنى المغربي والمراكشي والقمري

TT

رصد خبراء تزايد مشاركة المغاربة في مواقع الإنترنت التي تروج للأفكار الأصولية، وقال خبير مغربي في رصد نشاط تنظيم «القاعدة» عبر الإنترنت لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه المشاركة واضحة في موقعي «منتدى الإخلاص» و«المنبر»، وهذا الأخير موقع مغربي محسوب على التيار «الجهادي»، مشيرا إلى أن هذه المشاركة تظهر أيضا في عدة مساهمات ترسل إلى مجلات مثل «صوت الجهاد» في المملكة العربية السعودية.

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن أبرز المساهمات كانت لشخص يدعى «أبو يحيى المغربي»، عبر عن تأييده للتفجيرات الإرهابية التي وقعت في الدار البيضاء في 16 مايو (أيار) 2003، مشيرا إلى أن التعرف على الهوية المغربية للمشارك في المنتديات «الجهادية» يسهل من خلال استخدامه بعض الصفات الظاهرة التي تدل على أصله مثل «المراكشي» أو «المغربي».

وأوضح المصدر أن المشاركة المغربية في نوادي الإنترنت الأصولية، برزت أكثر في صفحة «التوحيد»، لموقع أبي محمد المقدسي، من خلال مواكبتها لما يعرف في أدبيات الأصوليين بـ«الحرب الصليبية»، حيث ساهموا بعدة كتابات تناصر حركة طالبان وتنظيم «القاعدة»، وتدعو إلى محاربة الولايات المتحدة، التي نعتوها بـ«الشيطان الأكبر». وأكد المصدر أن المشاركة المغربية في المواقع الداعية إلى «الجهاد» تزايدت عقب أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وارتبطت أكثر بأسماء من أمثال محمد الفيزازي والميلودي زكريا وعبد الوهاب الرفيقي، الملقب بـ«أبو حفص»، (حوكموا من طرف القضاء المغربي بعد تفجيرات الدار البيضاء).

وأوضح المصدر ذاته أن «أبو حفص» كان نشيطا في موقع «التوحيد والجهاد»، وموقع «الجهاد أون لاين»، الذي يشرف عليه كويتي يطلق على نفسه اسم عبد الرحمن الراشد.

واعتبر المصدر نفسه أن نوادي الإنترنت شكلت متنفسا للتيار الأصولي المغربي لمناصرة حركة طالبان وتنظيم «القاعدة»، والوقوف معهما في حربهما ضد الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن شخصا يدعى «بوالنيت المراكشي» كان من أوائل المغاربة الذين ساهموا بمقالات على الإنترنت قبل وفاته بعد أحداث 16 مايو في الدار البيضاء في ظروف غامضة، وكانت له إسهامات في مجلة إلكترونية اسمها «نداء الإسلام»، تصدر عن مركز الشباب الإسلامي بأستراليا. وكان «بوالنيت» المغربي الوحيد الذي ساهم بكتابات من هذا النوع في هذه المجلة، حيث كان ينشر مقالات تعبر عن وجود توجه جهادي بالمغرب.

وأشار المصدر ذاته إلى أن مغربيا آخر اختار لنفسه اسما حركيا هو عصام القمري، (اسم يعود في الأصل إلى أحد قيادات تنظيم الجهاد الإسلامي بمصر)، أنشأ موقعا يدعو إلى أفكار العنف الأصولي، مستغلا حيزا افتراضيا تمنحه إحدى الشركات من أجل إنشاء موقع ومراسلة «الجهاديين» في أوروبا، لكنه لم يكن موقعا نشيطا، مبرزا أن «الجهاديين» المغاربة أدركوا في وقت مبكر أهمية نوادي الإنترنت لنشر أدبيات الفكر «الجهادي» والتدريب العسكري.

وأشار المصدر إلى أن التيار «الجهادي» المغربي له دراية بالإمكانيات المتوفرة على الإنترنت في مجال التدرب على استخدام السلاح وصنع المتفجرات من طرف الخلايا الأصولية، خصوصا بعدما راج الحديث بقوة عن احتمال استعانة الانتحاريين الذين نفذوا تفجيرات الدار البيضاء بالإنترنت في إعداد المواد المتفجرة.