الباجة جي لـ«الشرق الاوسط»: شكلنا جبهة سياسية سنية لتشكيل الحكومة العراقية

الجبوري يهدد بـ«انسحاب سني جماعي» من البرلمان إذا رفض ترشيحه لرئاسته

TT

أكد مصدر مقرب من الرئيس العراقي الشيخ غازي الياور أن «الياور لم يرشح ولم يفكر باشغال منصب رئيس الجمعية الوطنية، وانما هناك من رشحه لهذا الموقع من دون استشارته»، مشيرا الى ان الياور «سيشغل منصبا في هيئة رئاسة الجمهورية»، ومذكرا بان الرئيس العراقي «لم يسحب حتى الان ترشيحه لمنصب الرئيس».

وجاء اعتذار الياور، عن عدم قبول منصب رئيس الجمعية الوطنية، ليحدث خللا في البرنامج الذي وضعه «الأئتلاف الموحد» الشيعي و«التحالف الكردستاني» إذ كانا قد رشحا الياور لرئاسة الجمعية من غير أخذ موافقته، كون هذا المنصب مقرر للسنة العرب الذين رشحوا أول من أمس عضو الجمعية مشعان الجبوري، ما ادى الى حدوث أزمة داخل صفوف الجمعية.

ففي الوقت الذي يرى فيه الاكراد والشيعة (الائتلاف) ان فرص الجبوري في الفوز بهذا المنصب «ضعيفة» أكد الدكتور عدنان الباجة جي ترشيح العرب السنة للجبوري لهذا المنصب ، كما اكد ذلك مصدر مقرب من الياور.

وقال الباجة جي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف امس ان «السنة العرب رشحوا الجبوري لمنصب رئاسة الجمعية الوطنية، والاكراد لم يعترضوا وقالوا سندرس الامر، بينما اعلن الشيعة اعتراضهم الكبير على هذا الترشيح الذي هو من حق العرب السنة»، مشيرا الى ان «الائتلاف» الشيعي كان مستعدا للموافقة على أي اسم نرشحه لهذا المنصب ولا ادري سبب اعتراضهم على الجبوري».

وكشف الباجة جي عن تشكيل «جبهة القوى السياسية الوطنية» التي تمثل العرب السنة «حيث تتكون قيادتها من 14 شخصية عربية سنية، بينهم الرئيس الياور وانا والحزب الاسلامي واعضاء في هيئة علماء المسلمين من غير ان تشارك الهيئة بصورة رسمية»، مشيرا الى ان «مهمة هذه الجبهة هي انها الجهة الوحيدة الممثلة للعرب السنة للتباحث مع بقية القوى السياسية حول تشكيل الحكومة». وقال الباجة جي «لن نرضى ان يخصصوا للعرب السنة 4 وزارات فقط، بل نريد بعدد الحقائب الوزارية المخصصة للاكراد، اذ هكذا تم في الوزارة الاولى والثانية».

وضمن الحملة ضد ترشيح الجبوري لمنصب رئاسة الجمعية الوطنية قال عبد الكريم العنزي، زعيم حزب الدعوة ـ تنظيم العراق وعضو «الائتلاف» ان الجميع يأمل في ان يتوصل الطيف السني الى تسمية مرشحه قبل اجتماع الاحد المقبل، وقال العنزي لـ«الشرق الاوسط» انه «في حال إخفاق السنة العرب في اختيار من يمثلهم فسيكون من حق جميع النواب من السنة العرب داخل الجمعية الترشيح الى هذا المنصب».

وترى قائمة «العراقية» التي يتزعمها اياد علاوي أن على من يترأس الجمعية الوطنية ان «تكون له القدرة على ادارة جلساتها ومنع حدوث اية خروقات لنظامها». واضاف راسم العوادي عضو الكتلة في حديثه لـ«الشرق الاوسط» انه «ليس من فيتو لكتلته على اي من المرشحين وانها ستحترم وتساند خيارات النواب».

وحول ما يجري بين الكتل البرلمانية حول تشكيل الحكومة تلوح في الافق القريب مشاركة «العراقية» في الحكومة المقبلة، اكد العوادي كبير لـ«الشرق الاوسط» ان الاتفاق في مراحله الاخيرة مع كتلتي «الائتلاف» و«التحالف الكردستاني» ، مشيرا الى التوصل الى اتفاق كامل على تسع مواد من البرنامج السياسي المطروح من الكتلتين المكون من عشر مواد وان التشاور والتفاوض مستمران للتوافق على المادة الاخيرة، واكد العوادي مطالبة كتلته في ان يكون الاتفاق مكتوبا وموثقا بين الاطراف الثلاثة. وكان مسؤولون في لائحة «الائتلاف العراقي الموحد» قد سارعوا الى رفض ترشيح الجبوري، وقال جواد المالكي النائب في الجمعية الوطنية من حزب الدعوة الاسلامية، الذي يتزعمه ابراهيم الجعفري، ان «هذا الاسم مرفوض بشكل مطلق ونحن ابلغناهم برفضنا هذا». واضاف «هم (السنة) رشحوا هذا الاسم ولهم الخيار ان يرشحوا من يشاؤون من الاسماء، لكننا في الواقع لا نوافق على هذا الترشيح». واوضح المالكي ان «موقع الرئاسة اكبر بكثير من ان يتولاه شخص لا يحظى بالموافقات المطلوبة».

الى ذلك ، نفى مسؤول في الحركة الملكية الدستورية التي يرعاها الشريف علي بن الحسين، والتي يفترض انها حضرت الاجتماع، نفى ان يكون الجبوري مرشح الاطراف السنية لتولي منصب رئيس الجمعية. وقال الشيخ بنيان الجربا من الحركة الدستورية الملكية «انني انفي ان يكون مشعان الجبوري مرشح السنة العرب لرئاسة البرلمان». واضاف «يمكنني القول ان الشيخ فواز الجربا (من لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعي) هو مرشحنا لرئاسة البرلمان». من جهته أكد الجبوري في حديث عبر الهاتف مع «الشرق الاوسط» أمس ترشيحه لرئاسة الجمعية الوطنية وقال «ليس من حق أي طرف الاعتراض على هذا الترشيح الذي هو من حق العرب السنة فقط»، وحذر الجبوري من ان «ليس هناك انتخابات داخل الجمعية على منصب هو من حقنا ونحن من نرشح له وليس الاخرون». واضاف الجبوري قائلا «من يريد ان يقبل بهذا الترشيح فاهلا وسهلا ومن لا يقبل فهذه مشكلته واذا ارادوا اخراج العرب السنة من العملية السياسية بهذه الطريقة فهذا معناه انهم اختاروا المتطرفين من السنة ليديروا العملية بطريقتهم وليس بطريقتنا السلمية الشفافة». وهدد الجبوري قائلا «اذا ارادوا فرض أي اسم لمنصب مخصص للعرب السنة فسوف ينسحب العرب السنة من الجمعية الوطنية ومن العملية السياسية».