اليمن: ارتفاع حصيلة المعارك مع أنصار الحوثي إلى 65 قتيلا ونزوح جماعي للسكان من منطقة الاشتباكات

كمين يحصد 5 من استخبارات الجيش ومقتل قياديين بتنظيم الشباب المؤمن وجهود لاحتواء الموقف

TT

ارتفع عدد القتلى في المواجهات الدائرة بين قوات الأمن اليمنية وانصار رجل الدين المتمرد المقتول حسين الحوثي الى 65 قتيلا منذ يوم الاثنين الماضي بعد سقوط 32 قتيلا جديدا منذ ليلة اول من امس. وقالت مصادر ان بين القتلى الجدد 5 جنود من الجيش والاستخبارات العسكرية في كمين نصبه المتمردون، كما قتل عدد من قيادات تنظيم الشباب المؤمن التابع للحوثي. وقالت السلطات ان بدر الحوثي والد حسين الحوثي الذي اخل بتعهداته وعاد للمنطقة من صنعاء اخيرا هو الذي يقود التمرد الجديد.

وكان دوي المدفعية يسمع في محافظة صعدة شمال صنعاء حيث تقوم قوات الأمن مع عناصر من الجيش بملاحقة العشرات من انصار حركة زيدية تطلق على نفسها اسم «الشباب المؤمن» يتحصنون خصوصا في قرى نشور وآل شافعة والرزمات الواقعة في مناطق جبلية.

الى ذلك قال نائب رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة ان جهودا تبذل حاليا لاحتواء الموقف الراهن سلميا مع اتباع الحوثي. واشار اللواء الركن علي محمد صلاح الى ان هذه الجهود تقوم بها الاجهزة الأمنية والقوات المسلحة والسلطات المحلية والشخصيات الاجتماعية لاحتواء الموقف بصورة سلمية عبر اقناع انصار الحوثي الذين يقومون بعصيان مسلح في بعض المواقع في محافظة صعدة وذلك لتسليم اسلحتهم للسلطات بعد ان احكمت القوات الحكومية قبضتها على تلك العناصر. واضاف في تصريح لصحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم القوات المسلحة اليمنية ان اتباع الحوثي الذين وصفهم بالمخربين اعتدوا على افراد القوات المسلحة والأمن وقاموا بزرع الكمائن في الطرقات وعلى النقاط الأمنية والعسكرية وترويع المواطنين الأمنيين في المنطقة. واشار الى سقوط عدد من جنود القوات المسلحة والأمن كما سقط العديد من المتمردين واعتقلت مجاميع كبيرة من انصار الحوثي.

وقال اللواء علي صلاح ان المتمردين يقومون بمحاولات يائسة لزعزعة الأمن والاستقرار في مناطق الزامات وال شافعة ونشور وان تلك الاعمال التي وصفها بالتخريبية امتداد لمسلسل الفتنة والتمرد التي اشعلها حسين بدر الدين الحوثي في جبال مران الصيف الماضي قبل مقتله على يد قوات الأمن. ونوه الى ان القوات المسلحة وقوات الأمن تطوق العناصر التخريبية الخارجة على النظام والقانون من مختلف الجهات بهدف اجبارهم على تسليم انفسهم للسلطات الأمنية ومن ثم احالتهم الى القضاء. من جانبها قالت مصادر محلية ان اشتباكات وقعت في شعب عمير بين القوات المسلحة وانصار الحوثي وسقط العديد من الجانبين اغلب الضحايا من اتباع الحوثي واضافت ذات المصادر ان مواجهات متعددة وقعت في شعب عكوان وسوق العند قتل من جرائها اثنين من اتباع الحوثي وجرح ثلاثة من قوات الأمن واوضحت المصادر ان القوات الأمنية ضبطت سيارتين كانتا تحملان أسلحة لتسليمها الى الرجل الثاني في تنظيم الشباب المؤمن عبد عيضة الرزامي الذي كان قد استسلم للقوات المسلحة اثر مقتل مؤسس ذلك التنظيم حسين بدر الدين الحوثي بعد ان قضت القوات الحكومية على حركة التمرد التي دامت اكثر من ثمانين يوما في الصيف الماضي. وتشهد منطقة الاشتباكات نزوحا جماعيا من المواطنين الى مدينة صعدة. وفي نفس الاتجاه قال مدير الأمن في محافظة صعدة العميد محمد صالح طريق ان عددا من قيادات العناصر التخريبية قد قتلوا خلال اليومين الماضيين وان من القتلى من تلك القيادات يحيى جلهم جلب الذي قتل عندما كان مدججا بالمتفجرات عندما حاول ان يهاجم نقطة أمنية كما اكد مقتل احمد قاسم الداعي الذي يعد من القيادات البارزة في تنظيم الشباب المؤمن. وذكر ان الاجهزة الأمنية والعسكرية في محافظة صعدة تطارد العناصر التخريبية في منطقة نشور والمناطق المجاورة في ال شافعة والرزامات وانها تطوق تلك العناصر وتحرص القيادات العسكرية والأمنية على ان تقبض على المستهدفين احياء حتى يمكن ان يقدموا الى اجهزة العدالة. من جانبها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر قبلية «أن قوات الأمن والجيش تتعقب حاليا مجاميع أخرى من العناصر المسلحة من أنصار الحوثي الأب في منطقة بني معاذ في مديرية سحار الشام شمال غرب مدينة صعده».

وأكدت مصادر قبلية محلية في محافظة صعده ان «قوات من الجيش والشرطة اليمنية تقدمت خلال ال 24 ساعة الماضية من جهة الشرق عبر مديرية كتاف لإحكام الحصار على المتمردين الذين يقودهم عبد الله الرزامي». وعبد الله الرزامي هو أحد أتباع الحوثي المقتول وكان قد اعتقل في الصيف الماضي ثم اطلقت السلطات سراحه.

كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من تنظيم جماعة الشباب المؤمن في صعده «أن السلطات تبحث الآن عن شخص يدعى يوسف المداني، وهو أحد أهم قيادات الشباب المؤمن الذي يقود العمليات العسكرية والكمائن والذي تعتبره السلطات المطلوب الأول.

واضاف المصدر نفسه ان يوسف المداني «شاب لا يتعدى عمره الرابعة والعشرين وكان قد قاتل إلى جانب حسين بدر الدين الحوثي قبل وفاته ثم لاذ بالفرار، وقد تزوج قبل أسبوعين تقريبا بإحدى بنات حسين بدر الدين الحوثي».