مع أكاييف وزعيم المعارضة يمانع

منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تدعو للتفاوض

TT

شهدت العاصمة القرغيزستانية تطورات متتالية فى محاولة على ما يبدو لترتيب الوضع نحو اتجاه اخر، اذ حثت منظمة الامن والتعاون في أوروبا امس الزعماء الجدد في قرغيزستان على بدء مفاوضات مع الرئيس المخلوع عسكر أكاييف حتى يقدم استقالته رسميا. وقال ديمتري روبل رئيس منظمة الامن والتعاون للصحافيين ان استبعاد أكاييف الذي يعيش الان في روسيا سيشكل خطرا نظرا لافتقار قرغيزستان للاستقرار في الوقت الحالي. وأضاف «أود أن أعبر عن تأييدي لمبادرة البرلمان لاجراء مفاوضات مع السيد أكاييف في ما يتعلق باستقالته. منظمة الامن والتعاون في أوروبا تؤيد المفاوضات. فاستبعاد السيد أكاييف في هذا الموقف غير المستقر سيكون خطيرا».

وأدلى روبل بتصريحاته بعد لقاء زعماء قرغيزستان الجدد بعد انقلاب قام به محتجون من المعارضة لاطاحة أكاييف في الرابع والعشرين من مارس (اذار). واجتمع المسؤول الاوروبي مع كرمان بك باكييف الرئيس بالانابة ومع فيليكس كولوف مدير الامن السابق. وكان أكاييف ، 60 عاما ، قد قال انه مستعد للاستقالة ان هو حصل على ضمانات تتيح له العودة لبلاده مع الحفاظ على سلامته. وقال عمر بك تقي باييف رئيس البرلمان الجديد ان مفاوضات تمهيدية تجري مع اكاييف حول تسليم السلطة. واعرب عن استعداده في حال تفويضه بذلك للجلوس الى مائدة التفاوض مع اكاييف.

وكان اكاييف قد طرح شروطه للتخلي عن السلطة قبل الموعد المقرر لانتهاء صلاحياته ، والتي تتصدرها توفير الحماية والامن له ولعائلته. واعتراف البرلمان الجديد بالقانون الذي اقره البرلمان السابق حول حقوق الرئيس بعد التقاعد الى جانب ضرورة اعادة الامن والاستقرار الى البلاد. ومن جانبه اعلن قرمان بك باكييف القائم باعمال الرئيس عن مخاوفه حول امن الرئيس المخلوع الذي نصحه بعدم العودة الى قيرغيزيا في ظل الاوضاع الراهنة خوفا من احتمالات تجدد الاشتباكات. أما فيلكس قولوف الذي قدم استقالته من منصبه كمشرف إلى وزارات القوة فقد اعلن ان اكاييف مدعو للتنحي عن منصبه طواعية لان اجراءات سحب الثقة منه برلمانيا قد تستغرق ما يزيد عن العام وهو ما يعني إطالة امد الازمة. وكانت اوكرانيا قد اوفدت وزير خارجيتها بولريس تاراسيوك الى قيرغيزستان في مهمة تستهدف ضمنا القيام بمهمة وساطة بهدف وضع حد للازمة القائمة هناك. وفي وقت سابق امس قال رئيس البرلمان عمر بك تيكياف للمسؤول الاوروبي انه يمكن تدبير مثل هذه الضمانات، رغم أن رئيس الدولة بالنيابة الحالي كرمان باكييف عبر عن مخاوفه من أن تثير عودة الرئيس المخلوع اضطرابات في البلاد. وباكييف هو الزعيم الرئيسي للانقلاب الذي اطاح اكاييف يوم 24 مارس الماضي. وقال امس انه لا يريد عودة الرئيس المخلوع من المنفى في روسيا لان عودته يمكن ان تزعزع استقرار البلاد.

فى الاثناء اتهم الرئيس المخلوع عسكر اكاييف السفير الاميركي في بيشكيك بالمشاركة في «المؤامرة» التي استهدفت اطاحة النظام الحاكم، مؤكدا مرة اخرى ان تنحيته عن السلطة هي انقلاب غير دستوري. واشار اكاييف في حديث صحافي الى انه لا يزال يعتبر نفسه الرئيس الشرعي للبلاد، فيما اتهم المعارضة بالتعاون مع «المجرمين ومتعاطي المخدرات لدى اقتحام مقر الحكومة». واذ حذر اكاييف من احتمالات اندلاع الحرب الاهلية، قال ان «الاخطار ونيران الحريق يمكن ان تنتشر الى البلدان المجاورة في آسيا الوسطى». وكشفت مصادر المعارضة ان مفاوضات سرية تجري مع الرئيس المخلوع بهدف اقناعه بتسليم السلطة.