الزلزال في إندونيسيا: أكثر من 620 قتيلا حسب الأمم المتحدة

هزات أرضية جديدة وتكثيف لجهود الإغاثة بجزيرة نياس

TT

جزر نياس ـ نجسيتولي (اندونيسيا) ـ وكالات الانباء: لم تنه السلطات الرسمية في اندونيسيا عمليات الاحصاء النهائي لضحايا زلزال الاثنين الماضي، وفي احدث الاحصائيات، اعلنت الامم المتحدة امس ان اكثر من 620 شخصا قضوا في الزلزال الذي ضرب جزيرة نياس الاندونيسية قبالة جزيرة سومطرة. وقالت المتحدثة باسم برنامج الامم المتحدة للتنمية ايموغين ان نحو 600 شخص قتلوا في جزيرة نياس التي اصيبت بأفدح الاضرار بسبب الزلزال. كما اعلنت انها تلقت تأكيدات بمقتل 15 شخصا في جزيرة سيمولو كما قتل تسعة اشخاص اخرين في سومطرة وجزر بانياك.

في الاثناء وقعت هزات ارضية قوية امس في جزيرة نياس التي تحملت ضربة زلزال ليل الاثنين، في الوقت الذي بدأت فيه المساعدات الدولية في الوصول الى المناطق المنكوبة، وواصل عمال الانقاذ انتشال الجثث والناجين من تحت انقاض المباني المنهارة. وهزت المنطقة امس ثلاث هزات ارضية على الاقل بلغت قوة احداها 6.3 درجة بمقياس ريختر طبقا لما اعلنه مرصد هونج كونج، مما اشاع حالة من القلق في الوقت الذي تواصلت فيه جهود الانقاذ وانتشال الجثث لليوم الثالث على التوالي. وأنقذ طاقم فرنسي امرأة وانتشلوها من تحت انقاض منزلها حية في الساعات الاولى من صباح امس بعد مرور أكثر من 48 ساعة على زلزال يوم الاثنين الذي بلغت قوته 8.7 درجة. وقالت الناجية التي صورت الشبكة السابعة في التلفزيون الاسترالي عملية انقاذها وعرفت باسم سوري وهي ذات شعر أحمر «ابنتي وشقيقتي توفيتا كانتا في حجرة المعيشة». وكان عمال اطفاء فرنسيون قد انقذوا الاربعاء ايضا اندونيسيا حوصر تحت انقاض منزله الذي انهار في زلزال جزيرة نياس بعد أن قضى 40 ساعة دون ماء أو غذاء. وقال جانسين سيلاهي (32 عاما) انه كان ينادي كلما سمع أصواتا خلال ليلتين قضاهما تحت كتل خرسانية قبل أن يأتيه الخلاص على يد فريق من منظمة «اطفائيون بلا حدود» والشرطة الاندونيسية. ويخشى مسؤولون اندونيسيون ان يصل عدد القتلى الى الفي قتيل، ويعتقد ان كثيرين لا يزالون محاصرين تحت الانقاض.

وفي صورة اخرى للاوضاع، بدأ الناجون الجوعى الذين فروا الى التلال خوفا من حدوث امواج مد عاتية كتلك التي حدثت في ديسمبر (كانون الاول) يعودون الى بلدة جونونجسيتولي الرئيسية. وقال اما روري (50 عاما) وهو موظف مدني وكانت برفقته زوجته واسرته «طوال اليومين الماضيين مكثنا في الجبال خوفا من امواج المد. لكن سمعنا انه لا توجد امكانية الان لحدوثها. لا نملك شيئا. يقولون انهم سيوزعون الطعام اليوم».

ووصل الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو امس الى جزيرة نياس المتضررة ليمضي فيها ليلته، كما انه اجتمع على الفور مع المسؤولين، وحث السكان على الصبر خلال تفقده للمناطق المتضررة.

وقدر برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة عدد سكان نياس بنحو 200 الف وانهم سيحتاجون مساعدات غذائية لمدة شهرين. بينما تقول بيانات الحكومة ان تعداد السكان هو 700 الف نسمة. وأبلغ بيناهاتي بايها حاكم نياس رويترز في جونونجسيتولي ان المساعدات بدأت الان تصل بشكل أفضل، مضيفا ان مئات الالاف من الجنود الاندونيسيين يشاركون في عمليات الانقاذ وانتشال الجثث في الجزيرة. لكن اولي هوج رئيس وفد الاتحاد الدولي للصليب والهلال الاحمر في جاكرتا، قال ان بعض مناطق نياس والجزر النائية يصعب الوصول اليها حتى الان.