الناخبون في زيمبابوي يدلون بأصواتهم بهدوء وسط انتقادات غربية لنظام موغابي

TT

هراري ـ وكالات الانباء: فى اجواء اكثر حماسا واقل عنفا، توجه الناخبون الزيمبابويون الى مكاتب الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس النواب وسط ترجيحات بفوز حزب الرئيس روبرت موغابي فيها. ولم تشب الحملة الانتخابية اعمال عنف كبيرة، في حين اوقعت الحملتان الانتخابيتان اللتان سبقتا الانتخابات التشريعية عام 2000 والرئاسية عام 2002 نحو مائة قتيل، غالبيتهم من المعارضة. ويشرف سبعة الاف مراقب محلي ودولي على هذه الانتخابات، الا ان الدول الغربية التي تتهم نظام موغابي بخرق حقوق الانسان لم يسمح لها بارسال مراقبين.

وتعكس الاجواء الحالية رغبة المواطنين فى التشبث باداء هذا الحق الدستوري، اذ ومع فتح مراكز الاقتراع ورغم هطول الامطار تشكلت طوابير طويلة في عدة احياء ومدن صفيح في هراري، وفي باقي المدن الاخرى. وفتحت مراكز الاقتراع التي فاقت 8 الاف مكتب موزعة على كل انحاء البلاد عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (الخامسة بالتوقيت العالمي) ابوابها لاستقبال الناخبين البالغ عددهم 5.8 مليون شخص. وصوت الرئيس موغابي في هراري متوقعا فوز حزبه في الانتخابات التي وصفها «بالحرة والعادلة». وقال للصحافيين «الانتصار سيكون لنا». وقد ادلى بصوته في هايفيلد برفقة زوجته غريس. وتوقع فوز حزبه، الاتحاد الوطني الافريقي في زيمبابوي ـ الجبهة الوطنية (زانو)، بثلثي المقاعد في البرلمان المؤلف من 150 نائبا. في المقابل اعرب زعيم المعارضة مورغان تسفانغيراي رئيس الحركة من اجل التغيير الديمقراطي حزب المعارضة الرئيسي، عن ثقته بالفوز مع تأكيده ان الظروف غير متوافرة لحصول عملية اقتراع عادلة. وتشير المعارضة رغم تأكيدها على ان الحملة الانتخابية كانت سلمية بشكل عام، الى ان مناورات التخويف لم تختف البته، واعربت عن تشكيكها بنوعية اللوائح الانتخابية. يضاف الى ذلك ان القوانين «القمعية» التي اقرت منذ العام 2002 ساهمت في اضعاف المعارضة. يضاف الى ذلك ان مواطني زيمبابوي المقيمين في الخارج والبالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين شخص لن يتمكنوا من التصويت. وفي أول أنباء عن حدوث اضطرابات، قالت الحركة من أجل التغيير الديمقراطي ان أحد مرشحيها في ماتابيليلاند معقلها بجنوب البلاد، اختفى بعد هجوم من مؤيدي الحزب الحاكم عشية الانتخابات. واضافت الحركة التي ينظر لها على أنها الجانب المستضعف في مواجهة الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي ـ الجبهة الوطنية الحاكمة، ان سيابونجا مالاندو اختفى من دائرته الانتخابية الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا الى الشمال الشرقي من بولاوايو.

وينظر الى نظام الرئيس روبرت موغابي من قبل معارضيه المحليين والغربيين على السواء بانه نظام سيء لا يحترم حقوق الانسان، ولا يقيم وزنا للمعارضة الديمقراطية في بلاده، لكن موغابي وفي معرض رده على تلك الاتهامات يقول انه مستهدف بشكل دائم، لانه بطل مقاومة الاستعمار، وأحد ابطال التحرير في افريقيا، وعليه فانه مهما عمل من تغييرات، لن يرضى عنه خصومه وفي طليعتهم الغربيون. ويقول موغابي،81 عاما، الذي يتولى السلطة منذ استقلال زيمبابوي عن بريطانيا عام 1980 ان تحقيق الحزب الحاكم فوزا كبيرا سيكون بمثابة تصويت على سيادة زيمبابوي في مواجهة بريطانيا وقوى غربية أخرى تتهمه بسوء الادارة.

ورددت صحيفة «هيرالد» الحكومية نفس اراء موغابي في مقال افتتاحي نشر امس، وقالت الصحيفة «لا بد أن نتعامل مع هذه الانتخابات كفائزين في الوقت الذي ندافع فيه عن كل شيء يشكلنا كأمة مختلفة عن كل الامم الاخرى». وقال موجابي للموالين للحزب الحاكم الذي ينتمي له أمس الاول ان الانتخابات ستكون نزيهة، حاثا الناخبين على رفض الحركة من أجل التغيير الديمقراطي التي وصفها بأنها دمية في يد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير.