علماء السنة العراقيون يجيزون التطوع للخدمة في الجيش والشرطة

أحمد عبد الغفور السامرائي قال لـ«الشرق الاوسط» إنهم يؤيدون «ترشيح أي عراقي لرئاسة الجمعية الوطنية»

TT

أصدر 64 عالم دين سنيا في العراق فتوى تدعو العراقيين للعمل في صفوف الجيش والشرطة «اذا روعيت النية الخالصة والحرص على خدمة دينه وبلده وابناء شعبه وان لا يكون عونا للمحتل على ابناء البلد». وقال الشيخ الدكتور احمد عبد الغفور السامرائي المدير العام في الوقف السني خلال خطبة الجمعة امس في جامع ام القرى شمال بغداد، ان «نتيجة الظرف الراهن وانطلاقا من فقه الاولويات والموازنات واعتمادا على اقوال جمهرة العلماء في الموازنة بين المصالح والمفاسد، ولان حفظ أمن العباد والبلاد أمر واجب ولا يتحقق في الوقت الحاضر الا بتشكيل الشرطة والجيش من العناصر النزيهة المخلصة، فما لا يتم الواجب الا به فهو واجب، وان خلو الجيش والشرطة من الاخيار الاكفاء يكون فرصة مواتية لغيرهم، ولاجل الحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم واعراضهم، ولان الجيش والشرطة صمام الامان، وانه جيش الامة كلها وليس ميليشيات لجهة او فئة خاصة، برزت اهمية الفتوى». وأكد السامرائي في خطبته ان «الشورى في الاسلام منهج كريم ومبدأ عظيم يجري من الاسرة حتى القيادة والحاكمين، وكثير من المسلمين لا يعتقدون ان الشورى واجب مثل الصلاة والزكاة، وان ضياعها هو الذي ادى الى ضياعنا في الوقت الحاضر»، مشيرا الى ان «الشورى جاءت بين الصلاة والزكاة في سورة الشورى في القرآن الكريم، واذا كانت الصلاة فريضة عبادية والزكاة فريضة اجتماعية، فان الشورى فريضة سياسية».

وأوضح السامرائي ان «سبب ضياع الامة لانها لا تستشير، واننا اليوم امام مفترق طرق ويجب علينا ان نتشاور ونتحاور وان رأي الجماعة مبارك وان مجموعة كبيرة من العلماء اكدوا على التشاور واصدار الفتاوى بما فيه خير البلاد والعباد». وتحدث السامرائي لـ «الشرق الاوسط» قائلا ان ««الفتوى هي الحل للوضع الراهن وانها رسالة للتشاور بدل ان يكون الجيش والشرطة للميليشيات، ونحن نقول ان الوظيفة لا تدوم لواحد، والخبرة والامانة والمساواة ضرورة بدلا عن الفئوية». وأشار الى ان «المقاومة الصحيحة تدرك ذلك ولا نريد ان يحكم البلد ميليشيات، وان التصرفات السيئة من الاعتقالات والاساءة والدمار لدور العبادة والاماكن الاخرى هي التي دفعتنا الى اصدار الفتوى». وعما يجري حاليا في الجمعية الوطنية وترشيح مشعان الجبوري ممثلا عن السنة لرئاسة الجمعية، قال السامرائي «اننا نؤيد ترشيح اي عراقي يؤيده العراقيون اذا كان لا يتعنصر الى فئة من دون اخرى، ونحن لم نتدخل في ترشيح الجبوري لرئاسة الجمعية الوطنية».